اقتصاد / ملفات خاصة أمس, 23:05 | --


توحيد الغرامات بين بغداد وأربيل يشل حركة معارض السيارات في كردستان

بغداد اليوم – كردستان
في شوارع السليمانية وأربيل، حيث كانت معارض السيارات تعج بالمساومات والصفقات، أصبح المشهد أقرب إلى سوق خالية. السيارات تصطف على الأرصفة مثل شهود صامتين على ركود يزداد قسوة يوماً بعد آخر. الأزمة لم تعد مجرد فتور عابر في حركة البيع والشراء، بل باتت عنواناً لانكماش اقتصادي واجتماعي عميق.

عضو اتحاد معارض السيارات في السليمانية آرام فخري الدين يقول لـ"بغداد اليوم"، إن "الأزمة المالية وتأخر صرف الرواتب جعل الموظف غير قادر على استبدال سيارته أو التفكير بشراء جديدة"، وهو السبب الأول في انهيار الطلب المحلي. لكن الأزمة تتشعب إلى أسباب أخرى أشد تعقيداً. فالمعارض التقليدية تواجه غزواً واسعاً للسيارات الصينية التي تغرق السوق بعروض التقسيط، مقدمة خيارات مغرية يصفها اقتصاديون بأنها "تغيير لقواعد اللعبة" في سوق كانت تعتمد سابقاً على الدفع المباشر.

وبحسب متخصصين اقتصاديين، لم تقتصر الأسباب على أزمة الرواتب أو غزو السيارات الصينية؛ إذ أن القرار الحكومي الأخير بتوحيد الغرامات بين بغداد وأربيل جعل السيارات التي تحمل لوحات الإقليم أقل جاذبية في محافظات الوسط والجنوب. هذه السيارات، التي كانت تُعتبر ميزة بسبب فارق الغرامات، تحوّلت إلى عبء على المشتري من خارج كردستان، فتراجعت حركة البيع التي كانت تمثل شرياناً رئيسياً لمعارض الإقليم.

ويشير خبراء النقل إلى أن الأزمات الإقليمية لعبت دوراً آخر؛ إذ أن حالة الترقب والحذر السياسي، إلى جانب تذبذب أسعار الوقود عالمياً، جعلت المستثمرين والمواطنين يفضلون "تجميد أموالهم" بدل الدخول في صفقات سيارات أو عقارات. وهنا يصبح الركود انعكاساً لأزمة ثقة شاملة، وليست مجرد أزمة سوق محلية.

ولم تغب الأسباب الاجتماعية عن المشهد. فبحسب مراقبين، فإن الأجيال الجديدة من الشباب تميل أكثر إلى الاعتماد على النقل الجماعي أو السيارات الصغيرة الاقتصادية، ما يقلل الطلب على السيارات ذات الفئات المتوسطة والعالية التي تكدّست في المعارض. ويضيف آخرون أن موجة الهجرة الداخلية من الجنوب والوسط نحو الإقليم، التي كانت تمثل رافعة للطلب، تراجعت أيضاً بفعل التوترات السياسية والأمنية.

النتيجة، بحسب متخصصين، أن معارض السيارات في كردستان أصبحت مرآة لأزمات أوسع: أزمة مالية خانقة، قرارات حكومية مثيرة للجدل، منافسة صينية شرسة، وتوجس شعبي من المستقبل. ورغم محاولات أصحاب المعارض الصمود، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل يمكن إنعاش السوق بقرارات تحفيزية، أو بضخ مالي يعيد الثقة؟ أم أن الأزمة مرشحة للتفاقم لتتحول إلى واحدة من أخطر حلقات الركود التي يشهدها الإقليم منذ سنوات؟

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

الخارجية الإيرانية تنفي مزاعم نقل روسيا معلومات لإسرائيل وتؤكد أن حادثة رئيسي طبيعية

بغداد اليوم – متابعة أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الاثنين (25 آب 2025)، أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها محمد صدر، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والسفير السابق، بشأن قيام روسيا بنقل معلومات دفاعية إلى إسرائيل، لا تعكس الموقف

اليوم, 00:07