بغداد اليوم - بغداد
يتعاظم القلق في بغداد من احتمالات انزلاق المنطقة إلى حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل، وهي حرب قد لا تقف عند حدودهما، بل تمتد إلى العراق الذي يجد نفسه، بحكم موقعه وموازين قواه الداخلية، في قلب معادلة إقليمية معقدة قد تفرض عليه أعباء خطيرة.
هذا ما أكده الخبير العسكري اللواء المتقاعد جواد الدهلكي، الذي أوضح في حديث لـ"بغداد اليوم" أن "مخاطر اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل قد تمتد تداعياتها المباشرة إلى العراق خلال الفترة المقبلة، نظراً لكونه يقع في قلب التوازنات الجيوسياسية بين الطرفين".
ويشير مراقبون إلى أن العراق، منذ حرب الخليج وحتى ما بعد 2003، غالباً ما كان في صميم صراعات المحاور، فالقواعد الأمريكية المنتشرة على أراضيه ووجود فصائل مسلحة مرتبطة بمحور إيران جعلا منه خط تماس دائم لأي مواجهة إيرانية – إسرائيلية. الدهلكي حذّر من أن "العراق، بسبب موقعه الجغرافي ووجود فصائل مسلحة مرتبطة بالمحاور الإقليمية، سيكون عرضة لاحتمالات، منها تعرض أراضٍ عراقية لهجمات أو ضربات متبادلة، كذلك استخدام أراضيه أو أجوائه كساحة لتصفية الحسابات العسكرية". في هذا السياق، يرى خبراء أمنيون أن تعدد القوى المسلحة خارج إطار الدولة يضعف قدرة الحكومة على فرض سيادة كاملة، ويجعلها عاجزة أمام أي تصعيد خارجي قد يحوّل البلاد إلى ساحة مفتوحة للاستهداف تحت ذريعة النفوذ الإيراني.
لكن المخاطر لا تقتصر على الجوانب العسكرية. فالدهلكي لفت إلى أن "التوتر الأمني الداخلي قد يتفاقم بفعل الاستقطاب السياسي والميداني، إضافة إلى تأثر الاقتصاد الوطني، ولا سيما في قطاع الطاقة وحركة التجارة". ويجمع اقتصاديون على أن هشاشة الاقتصاد العراقي تجعل أي ضربة موجهة لخطوط الإمداد أو المنشآت النفطية في المنطقة بمثابة كارثة داخلية، تنعكس على البطالة وارتفاع الأسعار وربما تقود إلى موجات احتجاج جديدة.
أمام هذه التحديات، دعا الدهلكي الحكومة العراقية إلى اعتماد سياسة "الحياد الإيجابي" وتعزيز قدرات الدفاع الجوي والسيطرة على الحدود لتفادي أي استهداف محتمل. غير أن تجارب العراق السابقة في تبني الحياد لم تكن سهلة، إذ غالباً ما اصطدمت بالانقسام السياسي الحاد بين قوى تميل إلى المحور الغربي وأخرى مرتبطة عضوياً بالمحور الإيراني. هذا فضلاً عن أن ضعف منظومة الدفاع الجوي يجعل البلاد عرضة لأي اختراق عسكري جوي، ما يضعف قدرة الدولة على فرض نفسها كطرف محايد.
وفي ختام تحذيراته، شدد الدهلكي على ضرورة أن توحّد القوى السياسية العراقية مواقفها، وألا تسمح بجر البلاد إلى حرب بالوكالة، قائلاً إن "العراق يجب أن يكون عامل استقرار إقليمي لا ساحة صراع إقليمي". غير أن محللين سياسيين يرون أن الانقسامات الحزبية والولاءات العابرة للحدود لا تزال تقف حاجزاً أمام أي موقف وطني جامع، وهو ما يعزز المخاوف من أن يتحول العراق مجدداً إلى ساحة لتصفية الحسابات، الأمر الذي ينذر بتهديد وجودي لمستقبل الدولة العراقية.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات
بغداد اليوم - بغداد صادق رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الاحد (21 أيلول 2025)، على نتائج التحقيق بفاجعة الكوت، فيما تمت احالة المقصرين الى القضاء. وقال السوداني في بيان تلقته "بغداد اليوم"، إنه "صادقنا على نتائج اللجنة