العراق في ذيل القائمة التكنولوجية عربياً وعالمياً.. ما الذي يمنع التقدم؟ - عاجل

بغداد اليوم – بغداد

بينما تتسارع وتيرة التحول الرقمي عالمياً، يواصل العراق تراجعه إلى ذيل المؤشرات التكنولوجية، محتلاً المرتبة 184 دوليًا في مؤشر التقدم التكنولوجي لعام 2025، وفق بيانات “إنفو فليكس”. هذا الانحدار، الذي وصفه خبير التقنيات الرقمية علي العمران بأنه "تحدٍّ استراتيجي"، يُنذر بعواقب عميقة على مستقبل الدولة، ويعكس إخفاقًا مزمنًا في الاستثمار بالابتكار والبنية الرقمية والموارد البشرية.

وقال العمران، في حديث خصّ به "بغداد اليوم"، إن "رغم ما يمتلكه العراق من طاقات بشرية هائلة وموارد طبيعية غنية، إلا أن تأخره عن ركب الدول المتقدمة في المجال التكنولوجي أصبح تحدي استراتيجي يؤثر على مختلف قطاعات الدولة، ففي عام 2025، ما زال العراق يحتل مراكز متأخرة على مستوى المؤشرات العالمية المتعلقة بالبنية التحتية الرقمية، الابتكار، والاقتصاد الرقمي".

وبيّن أن الأسباب الرئيسية لهذا التراجع "تتوزع بين ضعف البنية التحتية التكنولوجية، وغياب الاستراتيجية الوطنية الواضحة، وهجرة الكفاءات، والتحديات الأمنية والسياسية، بالإضافة إلى تدني مستوى التعليم التكنولوجي في المناهج".

وأكد العمران أن "الحلول تبدأ بإطلاق استراتيجية وطنية شاملة للتحول الرقمي بإشراف مجلس أعلى للتكنولوجيا، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتوسيع تغطية الإنترنت، إلى جانب تحديث المناهج التعليمية وربط الجامعات بسوق العمل، وتشجيع ريادة الأعمال التقنية، وجذب العقول العراقية المهاجرة من خلال برامج تحفيزية"، مشددًا على أن "اللحاق بركب التطور التكنولوجي لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لضمان مستقبل مستقر ومزدهر".

العراق في ذيل القائمة التكنولوجية عربياً
ويأتي هذا التحذير بالتزامن مع تقرير حديث لمنصة "إنفو فليكس" أظهر ترتيب الدول العربية في مجال التقدم التكنولوجي لعام 2025، حيث حلّ العراق في المرتبة 15 من أصل 18 دولة عربية مشمولة، متأخرًا عن دول مثل الجزائر، المغرب، والكويت، ومتقدّمًا فقط على فلسطين، سوريا، واليمن.

وجاء الترتيب العربي كالتالي:

الإمارات (32 عالميًا)
السعودية (73)
تونس (128)
قطر (136)
البحرين (142)
عمان (151)
لبنان (156)
مصر (161)
السودان (162)
ليبيا (166)
الأردن (167)
المغرب (173)
الجزائر (174)
الكويت (176)
العراق (184)
فلسطين (192)
سوريا (194)
اليمن (196)
أما عالمياً، فقد جاء ترتيب العراق في المركز 184 من أصل 196 دولة، أي ضمن آخر 13 دولة على مستوى العالم في مؤشرات التكنولوجيا والرقمنة.

ويرى مراقبون أن العراق يعيش حالة من "الانفصام التكنولوجي"، إذ يمتلك طاقات بشرية بارزة، واحتياجات رقمية ضخمة، لكنه يفتقر إلى البنية المؤسسية التي تستوعب التحول الرقمي. فالاستثمار في التكنولوجيا ما زال محصورًا ضمن مبادرات فردية أو منظمات غير حكومية، دون أن يُدمج في رؤية وطنية موحدة.

كما أن الهجرة المستمرة للعقول الشابة، وغياب الحوافز للمبتكرين، يفاقمان الهوة بين العراق والعالم الرقمي، ما يجعل التحذيرات من الانهيار الرقمي أكثر من مجرد هواجس مستقبلية.

ومع غياب رؤية مركزية للحوكمة الرقمية، تظل الحكومة العراقية عاجزة عن مجاراة التغيرات العالمية السريعة في الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، واقتصاد المعرفة، ما يعرض البلاد لتهميش رقمي يوازي تراجعه الاقتصادي والبنيوي في القطاعات الأخرى.

المصدر/ بغداد اليوم+ وكالات