سياسة / أمن / ملفات خاصة اليوم, 12:00 | --


كان العراقيون بانتظار الحقيقة.. بيان المسيّرات يترك الباب مفتوحاً للتكهنات - عاجل

بغداد اليوم - بغداد 

أثار بيان الحكومة العراقية الأخير بشأن الهجمات التي استهدفت مواقع رادارية تابعة للقوات المسلحة باستخدام طائرات مسيّرة مجهولة، موجة انتقادات واسعة من قبل مختصين في الشأن الأمني والاستراتيجي، الذين وصفوه بأنه "غامض ومفتقر للتفاصيل" ولا يرقى إلى مستوى الحادثة الأمنية الخطيرة التي أثارت قلق الرأي العام.

وقال المختص في الشؤون الاستراتيجية مصطفى الطائي، في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "بيان الحكومة الأخير حول الهجمات بالطائرات المسيّرة جاء غامضاً ومفتقراً للتفاصيل، مما يفتح الباب أمام تكهنات عديدة ويثير قلقاً شعبياً متزايداً بشأن طبيعة التهديدات الأمنية التي تواجه البلاد".

وبيّن الطائي أن "البيان الحكومي لم يقدم معلومات دقيقة للرأي العام حول مصدر الهجمات أو الجهات المتورطة أو حتى حجم الأضرار، بل اكتفى بصياغات فضفاضة وعامة لا ترتقي إلى حجم الحدث ولا تطمئن المواطنين، في وقت تشهد فيه البلاد توترات أمنية داخلية وإقليمية متصاعدة".

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت، في بيان رسمي صدر الجمعة (18 تموز 2025)، عن نتائج التحقيقات الخاصة بالهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية ومنظومات رادارية باستخدام طائرات مسيّرة مجهولة خلال الأسابيع الماضية.

وأكد البيان أن الطائرات المستخدمة صُنعت خارج العراق، وتم تحديد أماكن انطلاقها داخل الأراضي العراقية، كما تم الكشف عن الجهات المتورطة بتنفيذ وتنسيق هذه العمليات، دون الكشف عن أسمائها.

وأشار إلى أن التحقيق شمل تحليلاً فنياً دقيقاً لمنظومات الاتصال والتحكم بالطائرات، وأثبت أن جميع الهجمات نُفذت من جهة واحدة، مؤكداً عزم الأجهزة الأمنية على اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين ورفض أي اعتداء يمسّ سيادة العراق وأمن قواته المسلحة.

وتزامنت الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيّرة التي طالت منظومات دفاعية ورادارات تابعة للقوات المسلحة العراقية مع مرحلة ما بعد توقف الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، التي اندلعت قبل نحو شهر، وشهدت خلالها المنطقة تصعيداً واسعاً غير مسبوق، قبل أن تتوقف بوساطة دولية بعد ضربات متبادلة استهدفت منشآت حيوية لدى الطرفين.

وبحسب مراقبين، فإن العراق بدا منذ ذلك الحين أشبه بساحة "رسائل متبادلة" عبر هجمات نوعية بالطائرات المسيّرة المجهولة، استهدفت مواقع عسكرية يُعتقد أنها تضم تجهيزات للرصد أو منظومات دفاع جوي، في أكثر من قاعدة عسكرية، وعلى فترات متقاربة.

وأضاف الطائي بحديثه لـ"بغداد اليوم"، أن "هذا الغموض، سواء كان مقصوداً لأسباب تتعلق بالأمن القومي أو نتيجة لعدم توفر المعلومات الحقيقية، يضعف الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، كما أن تجاهل المطالبة بتحقيق شفاف أو محاسبة واضحة للأطراف المسؤولة، يبعث برسالة خاطئة عن غياب الجدية في التعامل مع مثل هذه الخروقات الأمنية".

وأشار إلى أن "عدم تسمية الجهات المتورطة أو الكشف عن ملابسات الخرق الأمني أو حتى الإشارة إلى خطة استجابة واضحة، يكشف عن ضعف بنيوي خطير في مؤسسات الدولة، إن لم يكن تواطؤاً مريباً أو خضوعاً لحسابات خارجية تتجاوز إرادة القرار الوطني".

وختم بالقول: "هذا الصمت المقنع الذي تبرره الجهات الرسمية على أنه حفاظ على الأمن القومي، ليس إلا جزءاً من أزمة أعمق، أزمة غياب الشفافية وغياب الإرادة السياسية الحقيقية في حماية الشعب ومقدراته من هذه التهديدات المتكررة".

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت محافظات كردستان وصلاح الدين وديالى سلسلة حوادث مشابهة، حيث تم استهداف رادارات أو مواقع عسكرية ونفطية باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية، دون إعلان رسمي واضح عن الجهات المنفذة، فيما جرى الاكتفاء غالباً ببيانات مقتضبة تتحدث عن "لجان تحقيق" دون نتائج معلنة للرأي العام.

ويرى مختصون أن هذه الهجمات تأتي في سياق تصفية حسابات إقليمية غير معلنة، وسط تحذيرات من تحويل العراق مجدداً إلى ساحة تصعيد بين قوى متصارعة، لاسيما في ظل استمرار التوتر الأمريكي - الإيراني، والتوتر الإسرائيلي مع حلفاء طهران في المنطقة.

وتُشير التقديرات إلى أن هذه الهجمات جزء من محاولات اختبار قدرة الدفاعات العراقية، أو لإضعافها تمهيداً لأي سيناريو تصعيد إقليمي مستقبلي، خاصة بعد الانكفاء الإيراني النسبي عقب الحرب الأخيرة، وحالة الغموض التي تُحيط بمستقبل التواجد الأميركي في العراق.

أهم الاخبار

سقوط جدار يودي بحياة منتسب ويصيب اثنين من سرية المغاوير في حديثة

بغداد اليوم - سقوط جدار يودي بحياة منتسب ويصيب اثنين من سرية المغاوير في حديثة

اليوم, 15:31