بغداد اليوم- متابعة
في خطاب سياسي وأمني بارز، تناول المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الاربعاء (16 تموز 2025)، آخر التطورات الإقليمية، لا سيما الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، مؤكداً أن إيران تمكنت من توجيه ضربة كبيرة ومؤثرة للولايات المتحدة، في واحدة من أكثر النقاط الأمنية حساسية في المنطقة، في عملية لا تزال تفاصيلها الكاملة خاضعة للتعتيم الإعلامي من قبل الغرب.
ضربة كبرى لأمريكا.. وإمكانية ضربات أعظم
وقال خامنئي: المركز الذي استهدفناه كان من أكثر المواقع حساسية لأمريكا في المنطقة، وإذا كُشف عن حجم الضربة الحقيقي، سيتضح مدى الخسارة التي لحقت بهم. ونحن نؤكد أن بإمكاننا توجيه ضربات أعظم من تلك التي تم تنفيذها”.
وفي رسالة واضحة، شدد على أن إيران تملك أدوات الردع الكاملة، من المنطق السياسي والدبلوماسي إلى القدرة العسكرية الصلبة، قائلاً: نحن نمتلك كل أدوات القوة، ولهذا ندخل ميادين المواجهة بأيدٍ ممتلئة، سواء في ساحة الدبلوماسية أو الميدان العسكري، ولن نكون الطرف الضعيف في أي ساحة”.
فشل حسابات الأعداء.. والشعب قلب الموازين
تطرّق خامنئي إلى محاولة الأعداء إسقاط النظام الإيراني عبر الهجوم على بعض الشخصيات والمراكز الحساسة داخل البلاد، معوّلين على تفجير الداخل بتحريك ما وصفهم بـ”العملاء النائمين”، من المنافقين والملكيين والبلطجية، بهدف دفع الشعب إلى النزول للشارع ضد النظام.
“كان حساب المعتدين أن النظام سيضعف بضرب شخصيات ومراكز حساسة، ثم يتحرك عملاؤهم من المنافقين والأوباش والملكيين لتأجيج الشارع وإنهاء النظام، لكن الشعب الإيراني خالف هذه الحسابات، وخرج إلى الساحة داعمًا للحكومة”.
وأكد أن “ما حصل على الأرض كان عكس تقديرات العدو تمامًا، وقد أثبتت التجربة أن كثيرًا من الحسابات السياسية في الداخل والخارج كانت خاطئة”.
الشعب الإيراني.. وحدة وطنية وثقة بالنفس
وصف خامنئي ما قام به الشعب الإيراني خلال الحرب الأخيرة بأنه أحد أعظم الإنجازات الوطنية غير العسكرية، موضحاً: الحرب الأخيرة كانت ميدانًا لإبراز العزم الوطني والإرادة الجمعية والثقة الشعبية بالنفس، لا مجرد عمل عسكري تقليدي. أن تصل أمة إلى مرحلة مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني وجهًا لوجه هو أمر استراتيجي ومذهل”.
وأضاف "الشعب الإيراني بلغ مرحلة لا يخاف فيها عدوه، بل يُخيفه، وينفذ ما بوسعه من عمليات في كل ميدان، وجوهر القوة الحقيقي هو هذه الروح وهذه الإرادة”.
وفي هذا السياق، شدد على أن الاتحاد الوطني بين أطياف الشعب الإيراني، رغم اختلاف التوجهات والانتماءات، هو ثمرة بصيرته ومسؤوليته، داعيًا الجميع إلى الحفاظ عليه.
السلطة القضائية وملاحقة الجرائم
في جزء خاص من خطابه، وجّه خامنئي رسالة واضحة للسلطة القضائية، مشددًا على أن “المجرمين لا يجب أن يفلتوا من العقاب”، مضيفاً:“على السلطة القضائية أن تتابع الجرائم الأخيرة بجدية، سواء داخل البلاد أو في المحاكم الدولية، ولا يجب أن تتكرر أخطاء الماضي بالتساهل مع القضايا الكبرى”.
وأشار إلى أن المحاكمات قد تأخذ وقتًا طويلاً يصل لعشرين سنة، لكن الأهم هو المثابرة والاستمرار والإصرار على ملاحقة المجرمين حتى النهاية.
ورغم اعترافه بأن بعض المحاكم الدولية واقعة تحت نفوذ القوى الكبرى، فإنه قال:“قد يأتي يوم يظهر فيه قاضٍ مستقل ينطق بالحق، ولهذا علينا ألا نكف عن المتابعة والمطالبة”.
"النصر وعد إلهي"
اختتم القائد الإيراني خطابه بالتأكيد على أن النصر حتمي للشعب الإيراني، طالما هو متمسك بالإسلام وبقيادة النظام، وقال: "النصر مضمون للشعب الإيراني من قبل الله تعالى، في ظل النظام الإسلامي وتحت راية القرآن. فهذه الأمة، وبهذا الشعب، حتما ستنتصر”.
المصدر: وكالات
بغداد اليوم - الخارجية الإيرانية: ندعم سيادة سوريا وسلامة أراضيها وسنقف دائما إلى جانب الشعب السوري