سياسة اليوم, 20:00 | --


السوداني يكشف خفايا المنطقة والعراق بعد “7 تشرين”.. بين نيران الحرب وآمال الصفقة

بغداد اليوم - متابعة

في حديث صحفي موسع مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، كشف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين (14 تموز 2015)، عن رؤيته الاستراتيجية لموقع العراق وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة بعد أحداث 7 تشرين الأول وما تبعها من تصعيد عسكري في غزة ولبنان وسوريا، ووصولاً إلى الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.

وأكد السوداني أن العراق يتعامل بواقعية سياسية ضمن خارطة إقليمية شديدة التعقيد، قائلاً: “لسنا متفرجين على ما يجري، بل نعمل عبر علاقاتنا ومصالحنا مع دول المنطقة لتثبيت الأمن والاستقرار، ونرفض أي اعتداء ينطلق من أو عبر الأراضي العراقية”. وكشف أن الغارات الإسرائيلية على إيران خرقت الأجواء العراقية، مما دفع حكومته إلى تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن الحفاظ على السيادة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وتحدث السوداني بثقة عن نجاح حكومته في بلورة موقف وطني موحّد رفض خرق السيادة، مضيفاً أن التنسيق مع الولايات المتحدة كان مستمراً خلال الأزمة، وأشار إلى أن واشنطن شاركت في تأكيد أهمية حماية الأجواء العراقية. وأكد أن العراق لم يتلقَّ طلبات مباشرة من إيران خلال المواجهة، بل بادر بنفسه لنقل الرسائل والتهدئة بين الأطراف، ساعياً إلى وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات.

عن التعامل مع الفصائل المسلحة داخل العراق، أشار السوداني إلى أن الحكومة نجحت في احتواء أي انفعالات أو ردود فعل متسرعة، مؤكداً: “اعتمدنا على الجهد السياسي والأمني لاحتواء المواقف والحفاظ على الدولة”. كما أكد أن الحكومة تابعت عن كثب التحقيقات المتعلقة بالهجمات بالطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع عسكرية عراقية، مشيراً إلى أن الأضرار طالت منظومة الرادار في التاجي وبعض القواعد الأخرى، وأن التحقيقات ما تزال جارية بمساعدة فنية من التحالف الدولي.

وحول احتمالية التوصل إلى صفقة بين إيران والولايات المتحدة، اعتبر  رئيس الوزراء أن ذلك “متوقع”، وأشار إلى رغبة إيرانية جادة في الحوار، واصفاً موقف إيران من السلاح النووي بأنه غير قائم على نية امتلاكه، بل أن الطريق للتفاهم ما يزال مفتوحاً لإنهاء هذا الملف المتوتر.

أما العلاقة مع سوريا، فوصفها بأنها تسير بالاتجاه الصحيح، مشيراً إلى رغبة عراقية في دعم استقرار سوريا عبر تقديم النصائح التي تستند إلى تجربة العراق بعد 2003، والمساهمة في الإعمار والربط الاقتصادي، بما في ذلك إعادة تشغيل أنبوب النفط الواصل إلى بانياس. كما أكد السوداني استعداد العراق لرعاية مؤتمر حوار وطني سوري ضمن “إعلان بغداد”.

وفي رده على سؤال حول العلاقة مع طهران، شدد على أنها “شراكة استراتيجية”، مشيراً إلى رفض العراق القاطع لأي تدخل في قراراته أو سيادته، قائلاً: “لا وجود لأي إدارة إيرانية للشأن العراق.. لا للجزء ولا للكل”.

وأكد السوداني أن حصر السلاح بيد الدولة ليس مجرد شعار بل “خطة عمل” تنفذ بدعم ديني وسياسي وشعبي، معتبراً أن هذا الإجراء جوهري لبناء الدولة وجذب الاستثمارات، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية تجاوز 100 مليار دولار خلال عامين، وهو مؤشر واضح على تحسن بيئة العمل والاستقرار الداخلي.

وفيما يخص الفساد، قال رئيس الوزراء: “نعم، تراجع الفساد بشكل كبير… أوقفنا استباحة المال العام”. مشيراً إلى أن حكومته استعادت أكثر من 500 مليون دولار من أموال منهوبة، وسلمت عدداً من المطلوبين، مع جهود مستمرة لتفعيل الاتفاقيات الدولية لاسترداد الفاسدين، مؤكداً أن الإصلاح بدأ بإعادة هيكلة المؤسسات الرقابية.

علاقات العراق مع السعودية وصفها بأنها “في أفضل حالاتها”، مشيراً إلى مشاريع ربط كهربائي وتنسيق اقتصادي واستثماري، فضلاً عن تعاون في تسهيل الحجاج والمعتمرين، في حين أكد دعمه للبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى محادثات لإعادة تشغيل المصفاة العراقية في طرابلس وربطها بمشروع الأنبوب الثلاثي.

ونفى السوداني وجود نية لمعاقبة إقليم كردستان اقتصادياً، قائلاً إن الأزمة الراهنة ناتجة عن عدم التزام حكومة الإقليم بتسليم النفط والإيرادات غير النفطية بحسب قانون الموازنة وقرارات المحكمة الاتحادية، مؤكداً أن لجنة وزارية تعمل حالياً على صياغة حلول توافقية.

كما نفى وجود أي توتر مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني، معتبراً أن العلاقة قائمة على الاحترام والتعاون، فيما أشار إلى أن الخلاف القائم مع حكومة الإقليم “قانوني وفني” لا سياسي.

أما عن قانون النفط والغاز، فقد أكد أنه جزء من البرنامج الحكومي، وأن المفاوضات توقفت من جانب الإقليم رغم الاجتماعات الأولية التي جرت، داعياً إلى العودة لطاولة الحوار لتسوية واحدة من أقدم القضايا العالقة.

وفي ملف الانتخابات، أعلن السوداني عن تحالف انتخابي واسع يضم كيانات سياسية من مختلف المحافظات والطوائف، موضحاً أنه أرسل رسائل إلى التيار الصدري يحثه فيها على المشاركة، قائلاً: “كنا نأمل أن يسهموا في تعزيز التوازن، لكن نحترم قرارهم الراهن”.

وختم السوداني حديثه بتأكيد إيمانه بالمنهج الديمقراطي، ورفضه لأي نزعة سلطوية، قائلاً: “نحن نؤمن بالشراكة والتداول السلمي، والسلطة مسؤولية لا امتياز، وشرف لا امتلاك”.

أهم الاخبار

سكك الحديد تعيد تأهيل قاطرات DMU 130 بجهود عراقية

بغداد اليوم- بغداد أعلنت الشركة العامة لسكك حديد العراق، اليوم الإثنين، (14 تموز 2025)، عن تأهيل وصيانة القاطرتين DMU 130 A+B في معامل السماوة، التي شملت خراطة عجلات القاطرتين وإعادتهما إلى الخدمة ضمن التشكيل الكامل لقطار DMU 130، وزجهما في خدمة

اليوم, 23:46