سياسة / أمن / ملفات خاصة أمس, 20:02 | --

أكثر الدول تضررًا


إسرائيل تمهد لضربة "نووية تكتيكية" ضد إيران والعراق مهدد بتداعيات "غير محدودة"

بغداد اليوم – بغداد

وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، تشير قراءات تحليلية متقاطعة إلى وجود نية إسرائيلية لتنفيذ ضربة نووية تكتيكية محدودة ضد إيران في حال لم تتراجع عن تخصيب اليورانيوم. ووفق متابعين للشأن الإقليمي، فإن هذا السيناريو بات مطروحًا بجدية، ما يفتح الباب أمام تداعيات إقليمية شاملة، خصوصًا على العراق.

وفي هذا السياق، حذّر رئيس مركز رفد للدراسات، عباس الجبوري، في حديث لـ"بغداد اليوم"، من أن العراق سيكون من أكثر الدول تضررًا في حال اندلاع هذه المواجهة.

وقال الجبوري: "تأثير الضربات النووية التكتيكية على العراق سيكون كارثيًا، خاصة إذا كانت إيران ستطيل الحرب لسنتين وترسل صواريخ مشابهة لما يملك الحوثي"، مؤكدًا أن هذه التطورات تمثل أبرز التحديات على المستوى الأمني والسياسي داخل العراق.

وأوضح: "من الناحية الأمنية فهذا سوف يزيد زيادة عدم الاستقرار، والضربات النووية التكتيكية ستزيد من عدم الاستقرار الأمني في العراق، خاصة مع وجود مجموعات مسلحة مختلفة وارتباطات إقليمية معقدة، كذلك العراق سيواجه تهديدًا أمنيًا مباشرًا نتيجة للضربات النووية التكتيكية، خاصة إذا كانت الأهداف قريبة من الحدود العراقية، إضافة إلى أن الضربات النووية التكتيكية ستؤثر على البنية التحتية العراقية، بما في ذلك المدن والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية".

ويرى مراقبون أن التصعيد العسكري في حال وقوعه سيوسّع من رقعة الانفلات الأمني داخل العراق، خصوصًا في المحافظات الحدودية، ما يتطلب استعدادًا فوريًا على مستوى الطوارئ والردع الداخلي.

وفي ما يخص التأثيرات السياسية، قال الجبوري: "ستكون من خلال التأثير على العلاقات الإقليمية، فالحرب ستؤثر على علاقات العراق مع الدول الإقليمية، خاصة إذا كانت إيران طرفًا فيها، كذلك العراق سيواجه ضغوطات دولية متزايدة نتيجة للحرب، خاصة إذا كانت هناك مخاوف من انتشار الأسلحة النووية، كما أن الحرب ستؤثر على الاستقرار السياسي في العراق، خاصة إذا كانت هناك خلافات داخلية حول كيفية التعامل مع الحرب".

ويرى محللون أن هذه الضغوط قد تضع العراق في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، خاصة إذا تحركت بعض الفصائل المسلحة بمعزل عن الموقف الرسمي للدولة، أو انخرطت بشكل غير مباشر في الرد الإيراني، وهو ما قد يُفسَّر دوليًا كاصطفاف غير معلن.


ما الذي يمكن فعله؟
طرح الجبوري جملة من الحلول الممكنة لتجنيب العراق الانخراط في أي مواجهة قادمة، وقال: "يجب على العراق تعزيز الحوار الإقليمي مع الدول المجاورة، خاصة إيران، لتجنب الصراعات، كما يجب أن يعمل على تحسين علاقاته الدولية، خاصة مع الدول الكبرى، لتجنب الضغوطات والتدخلات الخارجية، كما يجب على العراق تعزيز أمنه الداخلي من خلال بناء قوات أمنية قوية ومؤسسات أمنية فعالة، بالإضافة إلى أن العراق يجب أن يعمل دبلوماسيًا لتجنب الحرب، من خلال التفاوض والوساطة مع الأطراف المعنية".

وأضاف: "يجب على العراق تعزيز بنيته التحتية، بما في ذلك المدن والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية، لتقليل الأضرار المحتملة للحرب، كما يمكن للعراق التفاوض مع إيران لتجنب الصراعات وتحسين العلاقات بين البلدين، كما يمكن للعراق الاستفادة من الوساطة الدولية لتسوية النزاعات مع إيران، إضافة إلى أن العراق يمكن أن يتواصل مع الدول الإقليمية الأخرى لتجنب الصراعات وتحسين العلاقات".

هذه التوصيات، تمثل خارطة طريق يمكن أن تُجنب العراق كلفة المواجهة، لكنها تتطلب إرادة سياسية موحدة وتحركًا فعّالًا قبل أن تتطور الأمور إلى صراع شامل.

وتشير المعطيات إلى أن خيار الضربة النووية التكتيكية لم يعد مستبعدًا في ظل استمرار إيران في التخصيب، وتصاعد لهجة التهديدات من الجانب الإسرائيلي. وإذا ما تحقّق هذا السيناريو، فإن العراق سيواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة. فالحياد وحده لم يعد كافيًا؛ والدولة العراقية مطالبة بالتحرك على المستويات كافة لتقليل المخاطر المحتملة، وتثبيت موقعها كطرف خارج دائرة الصراع، لا كأرض مستباحة لتداعياته.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

بوتين يغير موقفه من ايران وينصحها بالموافقة على شروط ترامب: صفر تخصيب لليورانيوم !

بغداد اليوم - ترجمة شهد الموقف الروسي من الملف النووي الإيراني بحسب ما نشرت صحيفة التيلغراف البريطانية اليوم السبت (12 تموز 2025)، تغيرا كبيرا، حيث أوردت الصحيفة معلومات عن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بإبلاغ ايران بضرورة الموافقة على كافة الشروط

أمس, 23:57