كتب: معن بن علي الدويش الجربا
رغم ان ما قام به الشيخ عدي الغريري، لا يبرر ردود الفعل الشديدة التي أظهرتها عدة شخصيات مثل الشاعر عبدالحسين الحاتمي، إلا أن الموقف يتطلب منا بعض التمعن وقليل من التفكير، حيث يبرز في هذا السياق سؤال مهم : هل يحتفي الشيخ الغريري بمناسبة المولد النبوي الشريف ويوزع الحلوى على أتباعه أيضًا؟!.
الحقيقة انه من الملفت للنظر بأن أغلب الأصوات التي تدافع عن تصرف الشيخ الغريري هم من أولئك الذين يعارضون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ويعتبرونه بدعة مرفوضة قد تصل في بعض الأحيان إلى اتهام منظميها بالشرك أو عبادة القبور. فكيف نستطيع تفسير هذا التناقض الحاد بين تحريمهم لمناسبة دينية مباركة مثل المولد النبوي وبين احتفائهم بشهر محرم وفعاليته الدينية؟!. لا يمكن ان نفسر هذا الا في إطار الفتنة الطائفية، إما عن قصد او جهل، ولكن في كلا الحالتين هي مصيبة على الدين والوطن.
ان التناقضات الظاهرة في هذا السياق تشير لمدى تعقيد المشهد الثقافي والإعلامي الذي نشهده اليوم، والذي للأسف لا يساعد في تعزيز الوحدة الإسلامية ولا الوحدة الوطنية. إن ما يجري لا يخرج عن احتمالين كما قلنا، إما انجرار لتعصب قاد إلى جهل صارخ في التصرفات دون ادراك العواقب، أو هناك هدف مُبيّت لتصعيد الفتن بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد.
لذلك علينا، كمجتمع موحد، اتخاذ موقف حازم للتصدي لمثل هذه التصرفات التي تهدد سلامة واستقرار أمتنا ووطننا. ويجب السعي لوقف هذه الأفعال التي تعبث بالنسيج الاجتماعي، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والوعي الفكري لإعادة توجيه البوصلة نحو المصالح المشتركة، وايضا من خلال عقوبات قانونية صارمة ضد مثيري الفتن. بذلك فقط يمكن حماية الوحدة الوطنية من محاولات التفرقة وزرع الأحقاد.
اخيرا على كل مسلم صادق عاقل راشد ان يتبرأ من قتلة الامام الحسين عليه السلام، وان يحزن كما حزن وبكى الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نبأه الوحي بمقتله. كما ويجب علينا بالمقابل الاقتداء بأخلاق الامام علي عليه السلام حيث انه لم يسب ولم يشتم أمهات المؤمنين ولم يسب او يشتم المهاجرين والانصار رغم تحفظاته على بعض الأحداث التي حدثت بعد وفاة الرسول الأعظم، فأخلاق آل البيت عليهم السلام أكبر من الشتم والقذف.
بغداد اليوم - متابعة يواصل إنتر ميامي الأمريكي مفاوضاته مع ليونيل ميسي لتمديد عقده الذي ينتهي في ديسمبر 2025، وسط رغبة متبادلة في استمرار هذه الشراكة الناجحة التي أثمرت بنتائج فنية وتسويقية مميزة. ووفقًا لما نقلته صحيفة "موندو ديبورتيفو"