بغداد اليوم – بغداد
أثار الهجوم الإيراني الأخير على قاعدة "العديد" في قطر، والتي تضم قوات أمريكية، تساؤلات عن الموقف القطري وإمكانية اصطفاف الدوحة إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل الحرب الجارية، خصوصًا بعد أن أكدت إيران أن القصف "لا يستهدف قطر كدولة، بل المصالح العسكرية الأمريكية على أراضيها".
ورغم حساسية الحدث، فإنّ الدوحة لم تصدر حتى الآن موقفًا صريحًا يدين القصف أو يعلن انحيازها العلني لأي من أطراف الصراع، وهو ما دفع مراقبين إلى التأكيد أن قطر تحاول الحفاظ على موقعها كقناة دبلوماسية في النزاعات الإقليمية، دون الانجرار إلى المحاور المتصارعة.
وفي حديث لـ "بغداد اليوم"، قال الباحث في الشأن السياسي سيف الهاشمي، اليوم الاثنين (23 حزيران 2025)، إن "قصف قاعدة العديد رسالة سياسية إيرانية تستهدف رد الاعتبار بعد الضربات التي طالت طهران ومواقعها النووية، لكنه في ذات الوقت يحمل نبرة تحذيرية لوقف الحرب المتصاعدة". وأضاف أن "إيران تعمدت توضيح أن القصف لم يكن موجهًا ضد قطر نفسها، بل ضد الوجود العسكري الأمريكي، ما يعكس حرص طهران على عدم خسارة علاقتها المتقدمة مع الدوحة".
وبيّن الهاشمي أن "إيران وقطر تربطهما علاقات وثيقة، خاصة بعد أزمة حصار قطر في 2017، حيث وقفت طهران إلى جانبها وفتحت أجواءها وموانئها أمامها، مما خلق مستوى عالٍ من التقارب بين الطرفين". وتابع: "من غير المرجّح أن تصطف قطر بشكل كامل إلى جانب أمريكا أو إسرائيل في الحرب الحالية، لا سيما وأنها توازن بين علاقاتها الإقليمية والدولية بحذر كبير".
ويرى مراقبون أن قطر قد تلعب مجددًا دور الوسيط، خاصة في ظل امتلاكها خطوط اتصال مع إيران والولايات المتحدة وحركات المقاومة، بينما تبقى إمكانية انجرارها إلى مواجهة مفتوحة أمرًا مستبعدًا في الوقت الحالي.
بغداد اليوم - قائد عمليات بغداد: طائرة مسيرة مجهولة تستهدف احد المواقع في معسكر التاجي يتبع