مقالات الكتاب اليوم, 08:56 | --


التأثير الاقتصادي لقصف الكيان الصهيوني على ايران

كتب / د بلال الخليفة

ان الاقتصاد العالمي شهد اضطرابًا فور وقوع الهجوم الذي قام به الكيان ضد الجمهورية الإسلامية في ايران نتيجة مخاوف من تصعيد إقليمي قد يؤدي لاضطراب في إمدادات الطاقة، مع خسائر مباشرة في قطاع الطيران، نتيجة إغلاق المجال الجوي في إسرائيل وإيران والعراق والأردن، ان منطقة غرب اسيا تمتلك من مصادر الطاقة ما يصل الى 45% بالنسبة الى العالم.
تُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في المنطقة، بعد المملكة العربية السعودية والعراق. كما ان ما يمتلكه العراق وايران والسعودية فقط من احتياطي من النفط الخام نسبة ذلك الى أوبك هو 49% واما نسبة ما يحتله الى العالم هو 43.5 %، وان انتاجهما منه هو 18235 مليون برميل يوميا ويحتل نسبة 20 % من انتاج العالم و58 % من انتاج أوبك أي أكثر من نصف انتاج أوبك مجتمعة، اما احتياطي الغاز لهذه الدول فقط هو 21.8% أي يتلك رقما مؤثرا وكبيرا في مجال الغاز.

أولا: تأثيرها على النفط
ان الساعات الأولى للقصف أدت الى ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد وصلت في اول يوم الى اكثر من 13% لخام برنت على اليوم السابق للقصف. والحدث الأهم الذي يؤرق سوق النفط هو غلق مضيق هرمز الذي سيؤدي الى ارتفاع جنوني للنفط.
بالتالي ان مخاوف المستهلكين تزداد ومما يعني ان السوق يكون حذر ومترقب لما تنتجه الحرب وكما ان سلسلة توريد النفط سترتفع كلفتها نتيجة الاضطرابات في المنطقة .

ثانيا: التأثير الاقتصادي على إسرائيل
1. سعر صرف الشيكل الإسرائيلي تراجع بنسبة 2 بالمئة مقابل الدولار في الأول بالإضافة الى شلل تام في كل نواحي الحياة والمصانع والشركات،
2. وتعطل إمدادات الغاز الإقليمية، بما في ذلك حقل تمار الإسرائيلي
3. الاقتصاد الإسرائيلي مرهق أصلًا بسبب الصراع الدائر في غزة، ومن المحتمل أن تؤدي حرب أوسع نطاقًا مع إيران إلى ارتفاع التكاليف إلى 120 مليار دولار أو 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي
4. ان استمرت الحرب لأكثر من أسبوع وحسب راي مسؤولين صهاينة فان التكلفة الأمنية المباشرة لهذا السيناريو قد تصل إلى نحو 40 مليار شيكل (11.1 مليار دولار).
5. كما ان اتساع رقعة المواجهات وانخراط إيران بشكل مباشر، باتت ميزانية الدولة 2025، التي أقرها الكنيست قبل 3 أشهر غير ملائمة للواقع الجديد.
6. خفض تقديرات النمو بنسبة 0.1% حتى الآن. وإذا استمر التصعيد، قد تنخفض التقديرات بنسبة إضافية تصل إلى 0.3%.
ثالثا: تأثيرها على الجمهورية الإسلامية
ان الحرب على الجمهورية
ان هجمات إسرائيل مزيدا من المنشآت النفطية في إيران، فمن المحتمل جدًا أن يُعطّل ثلث أو حتى نصف طاقتها الانتاجية، أي حوالي 1% من الاحتياجات العالمية. مع العلم ان الجمهورية لديها اكتفاء ذاتي وبالتالي لا تعتمد على المستورد ولا تتاثر بارتفاع سعر الصرف كثيرا ولا بارتفاع او انخفاض سعر النفط لانه لا يشكل نسبة كبيرة من ايراداته العامة، نعم تتاثر لكن بنسبة اقل من غيرها.

رابعا: تأثيرها على العراق
العراق امام سيناريوهين
الأول في حال لم تتطور الحرب اكثر اطلاق الصواريخ
فهو يستفيد من ارتفاع أسعار النفط العالمية وذلك لان اقتصاده ريعي نفطي وان ايراداته العامة تكون 90 % منها إيرادات نفطية هذا يعني انه سيقلل العجز المخطط بالموازنة العامة ويقلل الحرج على الحكومة بعد ان اقرت موازنة بأكبر حجم انفاقي في تاريخ الموازنات العامة العراقية بمقدار 200 تريليون دينار عراقي ولثلاث أعوام ، هذا من جانب اما من جانب اخر انه يخسر في قطاعات أخرى مثل النقل (الجوي) نتيجة الحضر واغلاق مجاله الجوي، كما ان سلعه المتأتية من الخليج قد ترتفع كلفة توريدها نتيجة ارتفاع كلف التامين عليها.
اما السيناريو الثاني: هو توسع الحرب واغلاق مضيق هرمز
فان العراق يخسر 90 % من ايراداته العامة وبالتالي هو غير قادر على دفع رواتب موظفيه.
خامسا : تأثيرها على المنطقة
تؤدي لتعطيل أسواق الطاقة وطرق التجارة في المنطقة، خصوصا اذا تطورت الأمور الى غلق مضيق هرمز وخصوصا ان معظم دول الخليج هي تعتمد كثيرا على الإيرادات النفطية ، حيث تعد منطقة الخليج منطقة رئيسية لإنتاج النفط في العالم، ويضم بعضًا من أكبر احتياطيات النفط ومنتجيه في العالم

سادسا: تأثيرها على العالم
تتجه الأنظار إلى مضيق هرمز، وهو ممرّ مائي ضيق يربط بين إيران والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ويُعدّ معبرًا رئيسيًا لتجارة النفط العالمية، فاذا حدث ذلك فقد ترتفع الأسعار لاكثر من 200 دولار.
إذا نفّذت إيران تهديدها بإغلاقه فإنّ ناقلات النفط ستجد نفسها عالقة في المنطقة، وقد ترتفع أسعار النفط أكثر. ويمرّ عبر المضيق ما يقارب خُمس إجمالي استهلاك النفط العالمي، أي حوالي 18-19 مليون برميل يوميًا، وذلك وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية
وكما ان حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط قد يزيد بشكل كبير من خطر حدوث ركود عالمي




أهم الاخبار