كردستان تواجه ركوداً اقتصادياً.. والسياح من المحافظات الأخرى يمثلون أمل الانتعاش

بغداد اليوم - كردستان 

في قلب إقليم كردستان، حيث الطبيعة الخلابة تلتقي بأصالة الثقافة، تلوح في الأفق أزمة اقتصادية تُثقل كاهل سكانها وتخنق أحلامهم البسيطة في حياة كريمة ومستقرة، الأسواق التي كانت تعج بالحركة والنشاط أصبحت اليوم تعاني من صمت مخيف، حيث تراجع الطلب وانتشار الركود يضربان مختلف القطاعات.

وسط هذه التحديات، يتطلع أهل كردستان إلى بصيص أمل يتجلى في قدوم آلاف السياح من محافظات الوسط والجنوب، الذين يحملون في خطواتهم فرصة لإنعاش الاقتصاد المتعثر هذه الرحلات ليست مجرد تنقلات عابرة، بل هي نبض حياة جديد يطرق أبواب الفنادق والمطاعم والأسواق، ويعيد للأماكن رونقها وحيويتها.

لكن هذا الأمل ليس خاليًا من المخاوف، فالاستقرار الأمني الذي تحقق مؤخراً هو عامل أساسي لهذه الحركة السياحية، ورغم ذلك، فإن ثقل الأزمة المالية وتأجيل صرف الرواتب يضعان ضغوطًا كبيرة على الأسر والكثير من العاملين في القطاع التجاري والسياحي.

وبين طموحات الانتعاش والواقع الصعب، تتشابك قصص الناس، ممن يسعون إلى لقمة عيشهم وسط تحديات متزايدة، في انتظار موسم العيد الذي قد يحمل معهم فرصة جديدة لبدء صفحة مختلفة في حياة إقليم كردستان.

وتوقعت هيئة السياحة في الإقليم استقبال أكثر من 300 ألف سائح خلال عطلة عيد الأضحى، بزيادة تزيد على 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأرجعت ذلك إلى الاستقرار الأمني النسبي، وتحسن الخدمات الفندقية، بالإضافة إلى البرامج السياحية والترفيهية والثقافية التي تنظمها البلديات.

بدوره، أكد الخبير الاقتصادي عثمان كريم لـ"بغداد اليوم" أن الأسواق في كردستان تعاني من ركود وتراجع في الحركة التجارية، مضيفاً أن الأزمة تفاقمت بعد تأكيد عدم صرف الرواتب قبل عيد الأضحى.

وأشار كريم إلى أن "التوقعات بدخول أعداد كبيرة من السياح قد تعوض الخسائر المالية، وتدخل السيولة للأسواق، وتنشط قطاعات الفنادق والمطاعم، و"سيارات الأجرة"، والمصايف، ومحلات الحلويات والمكسرات، وغيرها، معوضةً الخسائر الكبيرة الناتجة عن إيقاف صرف الرواتب". 

وإقليم كردستان المعروف بجمال طبيعته وتنوع ثقافاته، يمر في الآونة الأخيرة بظروف اقتصادية صعبة انعكست بشكل واضح على حركة الأسواق والقطاعات التجارية المختلفة.

وتراجع أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد الوطني، إلى جانب الأزمات المالية المتتالية، أثرت بشكل مباشر على دخل المواطنين وميزانيات المؤسسات العامة والخاصة في الإقليم