محليات 4-06-2025, 15:07 | --


شبح الجفاف يطارد العراق.. حياة 20 مليون مواطن مهددة وسط صمت تركيا

بغداد اليوم - بغداد

منذ سنوات يعاني العراق من تراجع حاد في موارده المائية نتيجة أسباب طبيعية كالتغيرات المناخية وقلة الأمطار، وأخرى سياسية بسبب جشع دول الجوار واحتكار المياه لصالحها غير مكترثة بحصص الآخرين، وهذا ما ينطبق على تركيا التي تتلاعب بحصص العراق من مياه نهري دجلة والفرات.

بغداد اختارت المسار الدبلوماسي لحل ملف المياه، خاصة خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا، كما عقد العراق مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه في الأسبوع الأخير من أيار الفائت، حيث دعا لجبهة مائية إقليمية لحماية دجلة والفرات.

بدورها تشهد السفارة العراقية نشاطا لافتا لمتابعة ملف المياه مع الجانب التركي، وسط تساؤلات حول نجاعة السياسات الدبلوماسية في حل هذه الأزمة، مع استمرار تركيا بنفس سياسات التقليص المائي.

هذه التساؤلات والمخاوف دفعت لجنة الزراعة والمياه النيابية، اليوم الأربعاء (4 حزيران 2025)، إلى التأكيد أن شبح الجفاف بات يلوح في سماء القرى والمناطق التي يقطنها أكثر من 20 مليون نسمة، مشيرة إلى دخول العراق فعلياً في أزمة مياه تهدد الأمن الإنساني والبيئي، في ظل استمرار تقليص الإطلاقات من قبل الجانب التركي.

وقال عضو اللجنة، النائب ثائر الجبوري، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق دخل فعلياً في أزمة جفاف بدأت تضرب من 7 إلى 8 محافظات، أغلبها جنوبية، وهو ما يُنذر بخطر كبير قد يصل إلى عدم القدرة على توفير مياه الشرب، خاصة مع دخول موسم الصيف واستمرار تركيا بتقليص الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات".

وأضاف الجبوري، أن "هذا التجاهل من قبل أنقرة يُعد إخلالاً واضحاً بالتفاهمات المبرمة مع بغداد، وهو ما ستكون له ارتدادات خطيرة في أربعة اتجاهات، أبرزها: التأثير المباشر على سكان الأرياف والقرى، وإمكانية حصول حالات نزوح وهجرة جماعية، فضلاً عن تدمير أي خطة زراعية مستقبلية، وزيادة نسب الفقر في تلك المناطق".

وأشار إلى أن "الجفاف سيؤدي أيضاً إلى تلوث بيئي ومائي واسع، مع احتمالية تفشي الأمراض والأوبئة نتيجة قلة المياه، ناهيك عن التصحر الذي بدأ يتسع بالفعل"، مبيناً أن "الخطر لا يهدد منطقة بعينها، بل يشمل محافظات كاملة، ويسكنها أكثر من 20 مليون إنسان".

وشدد الجبوري على "ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية وسريعة من قبل الحكومة لتفادي كارثة بيئية وشيكة، والضغط على الجانب التركي من أجل إطلاق المزيد من المياه"، داعياً إلى "تنظيم تظاهرات سلمية أمام السفارة التركية في بغداد، كرسالة شعبية تعبّر عن نبض الشارع وخطورة ملف المياه على مستقبل العراق".

وأوضح أن "من الضروري أن يتم فتح حوار حقيقي وجاد بين بغداد وأنقرة، وفق القوانين الدولية الخاصة بالأنهار المشتركة، لضمان حقوق العراق المائية العادلة والمنصفة".

العراق مقبل على أزمة جفاف كبيرة وخطيرة خلال فصل الصيف، وهذا يتطلب من الحكومة العراقية تحركًا عاجلًا لإيجاد حلول لهذه الأزمة بشكل سريع عبر إجراءات داخلية خاصة بترشيد المياه وكذلك حراك إقليمي دولي لضمان حصة العراق العادلة من المياه.

أهم الاخبار

أوروبا تستعد لإغلاق باب مواقع التواصل على الأطفال

بغداد اليوم- متابعة تسعى دول أوروبية عدة، من بينها فرنسا، إلى الحدّ من قدرة القاصرين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في ضوء الانتشار الواسع عليها للمحتويات التي تشكّل خطرا على الأطفال، ك التنمر الإلكتروني والتضليل وخطاب الكراهية . وبحسب وكالة

اليوم, 19:07