بغداد اليوم - بغداد
بين تشققات الأرض وصمت السماء، يواجه جنوب العراق واحدة من أقسى موجات الجفاف التي تضرب روحه الزراعية ومصدر رزقه الأول لم تعد الأزمة مجرد أرقام أو تقارير دورية، بل تحوّلت إلى واقع يومي يعيشه مئات الآلاف من السكان، الذين بدأوا يفقدون الماء من بيوتهم، والحياة من أراضيهم، والأمل من قلوبهم.
النائب عن ائتلاف دولة القانون عارف الحمامي كشف ، اليوم الاثنين (2 حزيران 2025 )، عن انخراط 27 منطقة في محافظات جنوبي العراق ضمن ما يعرف بـ"الجداول الحمراء"، محذراً من تفاقم أزمة الجفاف وانعكاساتها على حياة مئات الآلاف من السكان.
وقال الحمامي لـ"بغداد اليوم"، إن "أزمة الجفاف بدأت تدق ناقوس الخطر في مناطق جنوب العراق، خاصة مع ارتفاع عدد المناطق التي أدرجت ضمن الجداول الحمراء إلى 27 منطقة تعاني من الجفاف المباشر"، مبيناً أن "هذه المناطق باتت مهددة في مياه الشرب، وسط حالة قلق من ارتدادات الأزمة على السكان الذين يقدّر عددهم بمئات الآلاف".
وأضاف أن "شح الإطلاقات المائية، إلى جانب غياب خارطة طريق موضوعية لإدارة ملف المياه، وافتقار توزيع المياه للعدالة بين المناطق، كلها عوامل عمّقت الأزمة وزادت من المخاوف في جنوب البلاد".
وأكد الحمامي، أن "محافظات ذي قار، ميسان، البصرة، والمثنى تشهد تصاعداً في موجات التظاهرات الشعبية، تعبيراً عن معاناة قاسية في القرى والقصبات المتضررة من الجفاف"، مشيراً إلى أن "نحو 50% من سكان تلك المناطق يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، ما يجعلهم في وضع صعب يتطلب تدخلاً عاجلاً".
وفي ذات السياق نشرت شبكة "ذا ناشيونال نيوز"، الاثنين (26 أيار 2025)، تقريرًا عن الأوضاع المائية في العراق واستمرار عوامل التصحر والاحتباس الحراري بالتأثير على البلاد، مؤكدة أن الدولة العراقية تواجه الآن "خطرًا وجوديًا" نتيجة لشح المياه.
وقالت الشبكة، بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، إن "العراق يواجه الآن اسوأ أزمة مائية منذ ثمانين عامًا"، موضحة أن "عوامل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة التي صاحبتها شحة في الأمطار خلال الشتاء الماضي، اقترنت بالسياسات المائية لإيران وتركيا وبنائها السدود على مجاري الأنهار، الأمر الذي فاقم الأزمة".
وتابعت أن "احتياطي العراق المائي انخفض إلى النصف خلال العام الماضي، الأمر الذي قاد إلى تعرض البلاد لخطر وجودي، خصوصًا في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى الصحة العامة للمواطنين التي أصبحت من أكثر المتأثرين سلباً".
الشبكة حثت الحكومة العراقية على "اتخاذ قرارات عاجلة لترشيد الاستخدام المائي، ومنها الاستثمار في بناء السدود وأنظمة الري الحديثة، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية لتنقية المياه ومكافحة الملوحة والتصحر".
يشار إلى أن مسؤولين في الحكومة العراقية صرحوا لوكالة "أجينسي فرانس برس"، أن الأزمة الحالية ما تزال مستمرة بالتفاقم في حال لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة تدفع دول المنبع إلى إطلاق الحصص المائية العراقية، بحسب وصفها.
ويُعدّ ملف المياه في العراق من أبرز التحديات المزمنة التي تواجه البلاد، خصوصاً في المناطق الجنوبية التي تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة كمصدر للرزق.
وقد تفاقمت الأزمة في السنوات الأخيرة بفعل تراجع الإطلاقات المائية من دول المنبع، وغياب الإدارة الفاعلة للموارد المائية، ما أدى إلى تصاعد نسب التصحر وتقلص الأراضي الزراعية.
نص بقلم رئيس تحرير "إل مانيفستو"، أندريا فابوزي: يجب أن تكون غزة الخبر الرئيسي لكل صحيفة. بالنسبة لـ"إل مانيفستو"، لطالما كانت فلسطين الخبر الرئيسي لعقود؛ وفي يوم الجمعة، 6 يونيو/حزيران، ستُغطي فلسطين كامل العدد. 55,000 قتيل مؤكد،