الحنطة تنجو من لهيب المصير في ديالى.. والكروي يؤكد: لا حرائق بفعل الإرهاب

بغداد اليوم - ديالى

في محافظة ديالى، لا تزال السنابل تقف شاهدة على معركة صامتة تدور رحاها بين النار والأمل، بين الحقول الممتدة على مدّ النظر وفرق الدفاع المدني التي لا تنام.

موسم الحصاد، الذي يُفترض أن يكون وقتًا للفرح وقطاف ثمار عامٍ من الجهد والانتظار، تحوّل في بعض مناطقه إلى ساحة طوارئ مفتوحة، حيث يتقدّم رجال الإطفاء بدلًا من الحصّادات، حريصين على ألا تلتهم النيران تعب المزارعين وسنوات من الزراعة.

وسط لهيب الصيف، والتماسات الكهربائية المفاجئة، تندلع الحرائق دون سابق إنذار، مهددة بخسارة محصول الحنطة، أحد أهم أعمدة الأمن الغذائي في العراق.

رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكروي أكد ، اليوم الأحد (1 حزيران 2025)، تمديد حالة الاستنفار لفرق الدفاع المدني أسبوعين إضافيين، بهدف استكمال حماية موسم حصاد محصول الحنطة.

وقال الكروي لـ"بغداد اليوم"، إن "عمليات الحصاد لا تزال مستمرة في 19 مقاطعة زراعية ضمن مناطق متعددة من محافظة ديالى، ما استدعى إصدار توجيهات بتمديد حالة الاستنفار لفرق الدفاع المدني حتى الأسبوعين المقبلين، من خلال نشر فرق الإطفاء ضمن محيط الحقول والمناطق القريبة منها، لضمان التدخل السريع في حال اندلاع أي حريق".

وأضاف أن "الاستنفار والتدخل المباشر من قبل الدفاع المدني أسهما خلال الأيام الماضية في إخماد 13 حريقًا التهمت حقول الحنطة، ما ساعد في إنقاذ آلاف الدونمات في اللحظات الأخيرة"، مشيرًا إلى أن "نتائج التحقيقات أكدت أن أسباب الحرائق تعود لحدوث تماسّات كهربائية وحوادث عرضية، ولم تُسجل أي حالة حريق بفعل إرهابي".

ولفت الكروي إلى أن "النتائج تعكس نجاح الخطة الأمنية المساندة لموسم الحصاد في تأمين الحقول، لا سيما في المناطق النائية والبعيدة"، مؤكدًا أن "الاستنفار سيبقى قائمًا للأسبوعين القادمين، على أن يُتخذ قرار بالتمديد لاحقًا بحسب المستجدات الميدانية".

وفي السنوات الأخيرة، تكررت حوادث احتراق المحاصيل الزراعية خلال موسم الحصاد، ما دفع السلطات المحلية إلى اعتماد خطط استثنائية لحماية الحقول وتقليل الخسائر. وتُعد فرق الدفاع المدني جزءًا محوريًا من هذه الخطة، من خلال حالة الاستنفار التي تُعلن عادة خلال ذروة موسم الحصاد، لضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ.

هذا العام، ورغم النجاحات الأمنية في تأمين الحقول، شهدت ديالى تسجيل عدد من الحرائق التي ألحقت أضرارًا بعدد من المقاطعات الزراعية، ما استدعى تمديد حالة التأهب لضمان استكمال الموسم بأقل الخسائر الممكنة، وحماية جهود المزارعين التي امتدت على مدار عام كامل من العمل والانتظار.