بيد بارزاني توقيع وبيد بغداد قرار.. رواتب كردستان في مهبّ المساومات - عاجل

بغداد اليوم – كردستان

بين سطور اتفاق وُقِّع على بعد آلاف الأميال، عاد شبح الخوف ليخيّم على بيوت موظفي كردستان. توقيعٌ خطّه مسرور بارزاني في واشنطن، قد يتحول إلى صفعة جديدة تطال أرزاق الآلاف، وتُعيد سيناريو الجوع والانتظار الذي عرفه الإقليم طويلًا. فبينما كان المواطن يأمل بانفراجة قريبة، جاءت التحذيرات لتُعلن أن الرواتب مجددًا على كف عفريت.

اليوم، لا صوت يعلو فوق صوت القلق. الاتفاقات الأخيرة التي أبرمتها حكومة الإقليم خارج البلاد، قد تُعيد الصراع المالي بين بغداد وأربيل إلى الواجهة، خاصة بعد اتهامات بخرق الاتفاق النفطي وتسليم الإيرادات، في وقتٍ لا يحتمل فيه الشارع الكردي أي نكسة جديدة. ومع كل أزمة، يتأكد أن الموظف البسيط هو دائمًا أول من يدفع الثمن.

أكد عضو حزب العدل الكردستاني ريبوار محمد أمين، اليوم الأحد (25 أيار 2025)، أن رواتب موظفي إقليم كردستان ستكون في خطر بسبب الاتفاقات التي وقعها رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال محمد أمين في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الخطر سيعود مجددًا لرواتب موظفي الإقليم بسبب الاتفاقات التي وقعت في واشنطن، لأن تلك الاتفاقات ستفتح الباب مجددًا للحكومة الاتحادية لرفض إرسال الرواتب".

وأضاف أن "الاتفاق بين بغداد وأربيل ينص على وضع كافة الإيرادات النفطية ضمن شركة سومو، وبالتالي فإن حكومة كردستان خالفت الاتفاق، وخالفت قرار المحكمة الاتحادية، ورواتب الموظفين مهددة مرة أخرى".

زيارة بارزاني لواشنطن.. بين تعزيز العلاقات ومخاوف بغداد

في السياق، علّق الباحث في الشأن السياسي، علي باخ، أمس السبت (24 أيار 2025)، على إمكانية مساهمة زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان إلى الولايات المتحدة الأمريكية في دفع بغداد إلى احترام أربيل وتخفيف الضغط عليها.

وقال باخ لـ"بغداد اليوم"، إن "زيارة بارزاني مهمة جدًا، وخطوة في توقيت حساس يحتاجه إقليم كردستان، في ظل الأزمات المتصاعدة بين بغداد وأربيل، والضغط المفروض على الإقليم".

وأضاف أن "إقليم كردستان يمكن أن يلعب دورًا مهمًا ويقوي علاقاته مع الولايات المتحدة، ويستغل أوضاع المنطقة، في ظل تغير سياسة الولايات المتحدة بشكل كبير بعهد الرئيس ترامب".

ويزور رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الولايات المتحدة، حيث اجتمع مؤخرًا مع وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو، الذي أشاد ببارزاني لتسوية العقود، مجددًا دعمه لإقليم كردستان قوي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، في بيان حول الاجتماع: "ناقش الوزير روبيو ورئيس الوزراء بارزاني فرص زيادة تطوير التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان العراق. وأشاد الوزير روبيو برئيس الوزراء لتسوية العقود مع الشركات الأمريكية لتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي في إقليم كردستان العراق، مما يساعد العراق على المضي قدمًا نحو استقلال الطاقة".

وأضافت بروس أن ماركو روبيو ومسرور بارزاني "بحثا رغبتهما المشتركة في حماية حقوق الأقليات الدينية والإثنية في العراق وسوريا. وجدد الوزير روبيو دعم الولايات المتحدة لإقليم كردستان العراق قوي وصامد، كركيزة أساسية للعلاقة التي تربط الولايات المتحدة بالعراق".