بغداد اليوم - متابعة
مع اقتراب الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي تعقد، اليوم الجمعة (23 أيار 2025)، تزايدت التحذيرات من التصعيد، وسط دعوات إلى تغليب منطق الحوار والدبلوماسية رغم العقوبات الأمريكية الأخيرة.
المحلل في الشؤون الدولية والدبلوماسي الإيراني السابق، علي أكبر فرازي قال في حديث لـ"بغداد اليوم"، عند سؤاله عن إمكانية انهيار المفاوضات في ظل تباعد المواقف بين طهران وواشنطن لا سيما فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، إن "المفاوضات، حتى في أشد الظروف صعوبة، أفضل من توقف الحوار، أتمنى ألا يدعو أي طرف إلى تعليقها".
وأضاف أن مسار التفاوض عادة ما يكون متعرجاً وغير مستقر، لكنه يبقى السبيل الأقل كلفة، مشيراً إلى أن "إيران ستحافظ على خطوطها الحمراء، وعلى رأسها حق التخصيب في الحدود المقبولة دولياً (3.67%)، وهو حق طبيعي ومشروع".
وحذر فرازي من إصرار واشنطن على موقف "التخصيب الصفري"، معتبراً أن ذلك يمثل "استغلالاً للدبلوماسية كغطاء لأهداف غير دبلوماسية".
وقال إن المطلوب من واشنطن هو التقدم نحو ما وصفه بـ"NPT+" أي ضمان الشفافية من خلال رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا حرمان إيران من حقها في التخصيب.
الخارجية الإيرانية ترد بقوة على العقوبات
في رد صارم على العقوبات الأمريكية الجديدة، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الخطوة الأمريكية بـ"الشريرة وغير القانونية والمعادية للإنسانية"، مضيفاً أن توسيع العقوبات لتشمل قطاع البناء يكرّس "عداء ممنهجاً ضد الشعب الإيراني".
وكتب بقائي في منشور على منصة "إكس": "هذه العقوبات لا تهدف إلا لحرمان المواطنين الإيرانيين من حقوقهم الأساسية، وهي بالتالي جريمة ضد الإنسانية. تكرار هذه السياسات يثبت أن صناع القرار في واشنطن لا يتورعون عن أي وسيلة لعرقلة تقدم إيران".
واعتبر أن العقوبات في هذا التوقيت "تشكل طعنة للدبلوماسية وتثير الشكوك حول نية الولايات المتحدة في الالتزام بخيار التفاوض".
خلفية: عقوبات وتصعيد دبلوماسي
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد دعا إلى تشديد العقوبات على إيران، وهو ما استجابت له وزارة الخارجية الأمريكية بإجراءات إضافية قبيل انطلاق الجولة الجديدة من المحادثات. وتشمل العقوبات كيانات وشركات مرتبطة بقطاع الإنشاءات والبنى التحتية.
ووسط هذا التوتر، تتجه الأنظار إلى روما، حيث يُنتظر أن تبدأ الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة، في ظل أجواء متوترة وتصريحات نارية من كلا الطرفين. وبينما تحاول طهران الحفاظ على موقفها التفاوضي القائم على "الحقوق الثابتة"، ترى واشنطن أن تقليص القدرات النووية الإيرانية شرط أساسي لأي تقدم.
ورغم هذا الجمود، يؤكد بعض الأصوات في إيران على ضرورة الإبقاء على باب الحوار مفتوحاً، باعتباره "الخيار الأقل تكلفة، والأكثر عقلانية في وجه العزلة والعقوبات".
كما صعدت إسرائيل من جانبها بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل خيار التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة.
وحذّر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، من أن أيّ هجوم تشنه "الكيان الصهيوني" على المنشآت النووية الإيرانية، سيُعتبر بمثابة إصدار أمر بأكبر عملية صاروخية في التاريخ، تستهدف مناطق متعددة في الأراضي المحتلة.
وكتب في حسابه الرسمي على منصة "إكس" وترجمته "بغداد اليوم"، أن طهران لن تتهاون في الرد على أي اعتداء على منشآتها الاستراتيجية، مشدداً على أن "المعادلة تغيرت، وأي تهور عسكري سيقابل برد ساحق وشامل."
وأضاف النائب الإيراني أن بلاده تمتلك القدرات الصاروخية والدفاعية الكفيلة بتغيير معادلات الردع في المنطقة، وأن محاولات الكيان الصهيوني لاستعراض القوة "لن تمر من دون ثمن باهظ".
بغداد اليوم- ترجمة نفت مصادر رسمية إيرانية، اليوم الجمعة (23 أيار 2025)، صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن طلب أمريكي لزيارة مواقع عسكرية داخل إيران، ووصفتها بـ"الكاذبة وغير المستندة إلى أي واقع تفاوضي". وأكدت وكالة "تسنيم"