محليات أمس, 19:20 | --


"بغداد اليوم" تنفرد: تحلية مياه البحر في البصرة تُطلق رسميًا.. وكميات فائضة تُخصص للزراعة

بغداد اليوم – البصرة

بعد سنوات من المعاناة مع الملوحة والتلوث وشحّ المياه الصالحة للشرب، دخلت البصرة اليوم مرحلة جديدة عنوانها "التحلية"، مع مصادقة مجلس الوزراء رسميًا على مشروع تحلية مياه البحر، الذي وُصف بأنه الأضخم من نوعه في العراق. المشروع الذي ظل لسنوات بين الأدراج والمناشدات، أصبح اليوم واقعًا إداريًا مدعومًا بقرار سيادي، يفتح نافذة أمل أمام ملايين المواطنين الذين طالما شربوا من ملوحة البحر وقسوة الإهمال.


تفاصيل المشروع

كشف النائب الإداري لمحافظ البصرة، ماهر العامري، في تصريح خاص لـ"بغداد اليوم"، أن "مجلس الوزراء صادق رسميًا، اليوم الثلاثاء، على مشروع إحالة تحلية مياه البحر، الذي سبق أن وقّعه محافظ البصرة أسعد العيداني مع ائتلاف من ثلاث شركات متخصصة".

وأوضح العامري أن "المشروع تأخر لحين مصادقة مجلس الوزراء بسبب كلفته العالية التي تصل إلى نحو ثلاثة مليارات دولار"، مبينًا أن "مدة التنفيذ المحددة للمشروع هي ثلاث سنوات".

وبيّن أن "محطات التحلية ستُقام في قضاء الفاو جنوب المحافظة، وستكون قادرة على إنتاج مليون وربع مليون متر مكعب من المياه يوميًا، وهي كمية تفوق حاجة البصرة الحالية من المياه الصالحة للشرب، مما يعني أن الكميات التي تصل حاليًا من ناظم قلعة صالح ستُخصص بالكامل للاستخدامات الزراعية فقط".

وأكد العامري أن المشروع سيوفر "تغطية شاملة لمناطق البصرة كافة"، مشيرًا إلى أن "البنى التحتية اللازمة لنقل وتوزيع المياه ستُربط مباشرة بالشبكات الحالية، بما يضمن وصول الماء المحلّى إلى المناطق السكنية بأعلى كفاءة".


سنوات العطش والملوحة في مدينة المياه


تُعد البصرة، رغم موقعها على رأس الخليج، واحدة من أكثر المحافظات العراقية معاناة من أزمة المياه، بسبب ارتفاع نسب الملوحة في شط العرب وتراجع الإطلاقات المائية من دجلة والفرات.

وخلال الأعوام الماضية، شهدت المحافظة احتجاجات شعبية واسعة بسبب انقطاع المياه وتدهور نوعيتها، حيث تسببت موجات التلوث والملوحة في تسمّم آلاف المواطنين عام 2018، وسط وعود حكومية لم تُنفذ آنذاك.

وتعود جذور الأزمة إلى مجموعة عوامل، أبرزها ضعف إدارة الموارد المائية، وزيادة التجاوزات على الحصص المائية من المحافظات الأخرى، وتراجع واردات نهري دجلة والفرات نتيجة السياسات المائية التركية والإيرانية، فضلًا عن تغيّر المناخ والتصحر.

ومع غياب مشاريع استراتيجية طويلة الأمد، ظلت البصرة تعتمد على ناظم قلعة صالح كمصدر أساسي للمياه، وهو ما جعل المحافظة رهينة لتقلبات السياسة المائية وضعف التنسيق الاتحادي.


البصرة تقف على أعتاب تحوّل مائي تاريخي


يمثل مشروع تحلية مياه البحر في البصرة خطوة مفصلية في ملف الأمن المائي للمحافظة، ويؤشر إلى تحوّل حقيقي في فلسفة التعاطي مع أزمات البنية التحتية. فبعد سنوات من الترقيع والمعالجات المؤقتة، باتت المحافظة على أعتاب مشروع بنيوي طويل الأمد قد يُنهي واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في جنوب العراق.

ومع بدء العدّ التنازلي لتنفيذه، تبقى الأنظار موجهة نحو جدية التنفيذ، وسرعة الإنجاز، وآليات التوزيع العادل للمياه، حتى لا تتحول "مدينة الماء المالح" إلى ملف منسيّ جديد يُعاد فتحه كل صيف.

أهم الاخبار

ترامب يعلن اطلاق مشروع "القبة الذهبية" ويكشف موعد انجازها وتكلفتها

بغداد اليوم- متابعة أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الاربعاء، (21 أيار 2025)، عن إطلاق مشروع "القبة الذهبية" وهو درع صاروخي متطور يهدف إلى حماية سماء الولايات المتحدة من جميع أنواع الهجمات الصاروخية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية

اليوم, 00:25