سياسة / ملفات خاصة أمس, 23:05 | --


برود كردي في التحضير للانتخابات.. بين أزمات داخلية وتوترات إقليمية

بغداد اليوم - بغداد

يلفّ المشهد الكردي حالة من الفتور والبرود تجاه الاستعدادات الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني المقبل، بخلاف ما اعتاد عليه الشارع في دورات سابقة. ويعزو باحثون هذا البرود إلى مزيج من الأزمات الداخلية التي يعيشها الإقليم، وإلى حسابات سياسية مرتبطة بالتطورات الساخنة التي قد تشهدها المنطقة في الشهرين المقبلين، ما يجعل الموقف الكردي محكوماً بانتظار المشهد الإقليمي والدولي قبل الدخول بثقل في السباق الانتخابي.

الباحث في الشأن السياسي لقمان حسين قال في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "أوضاع الإقليم وأزماته الاقتصادية أثرت على قضية التحضير مبكراً للانتخابات، في ظل امتعاض الشارع الكردي من أزمة تأخر الرواتب والمشاكل الأخرى". وأضاف أن "التأخر في دفع الرواتب وتراجع الخدمات أوجد حالة من الغضب الشعبي، وهو ما جعل الأحزاب أكثر حذراً في إطلاق حملاتها الانتخابية خشية من ردود فعل سلبية".

هذا الواقع الاقتصادي، إلى جانب تفاقم الخلافات الداخلية، خلق أجواء لا تشجع على الانخراط في التحضيرات المبكرة، وأبقى المواقف السياسية الكردية في وضعية الانتظار والترقب، بعيداً عن الزخم الذي تشهده الساحة العربية والشيعية.

ومنذ قرابة ربع قرن، كان المشهد الكردي جزءاً محورياً في التوازنات الانتخابية العراقية، إذ عادة ما لعبت الأحزاب الكردية دور "البيضة المرجحة" في تشكيل الحكومات. لكن السنوات الأخيرة شهدت تصاعد الأزمات الاقتصادية في الإقليم، وتراجع الثقة الشعبية، فضلاً عن خلافات مزمنة بين الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني). هذه الأزمات، إلى جانب التوترات الإقليمية، تجعل من الانتخابات المقبلة اختباراً حساساً للبيت الكردي، حيث تتقاطع العوامل المحلية والإقليمية في تشكيل الموقف السياسي، وتترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات التأجيل أو إعادة ترتيب الأولويات.

لكن العامل الأبرز، وفق حسين، يتجاوز الأوضاع المحلية إلى المشهد الإقليمي، حيث قال: "الأحزاب الكردية ترى أن هناك أحداثاً ساخنة ستشهدها المنطقة خلال شهر أيلول المقبل، وبالتالي هناك إمكانية لتأجيل الانتخابات، ولهذا لا يريدون الاستعجال بالتحضير وهم لا يعرفون مصيرها حتى الآن".

هذا التقدير يعكس قناعة بأن التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، سواء على خط التوتر الإيراني – الأمريكي أو الملفات السورية والتركية، قد تؤثر بشكل مباشر على المشهد العراقي، بما في ذلك تحديد موعد الانتخابات أو إعادة ترتيب أولويات القوى السياسية.

الحذر الكردي في التحضير للانتخابات يمكن قراءته بوصفه جزءاً من استراتيجية سياسية قائمة على الانتظار، إذ لا تريد الأحزاب الكردية استنزاف مواردها في حملات قد تتعرض للتجميد أو الإلغاء. كما أن هذا التريث يعكس أزمة ثقة مع الشارع، الذي لم يعد يستجيب بسهولة للشعارات الانتخابية في ظل تراجع المستوى المعيشي.

وبالمقابل، فإن هذا البرود قد يضعف الموقف التفاوضي الكردي في حال مضت الانتخابات في موعدها، حيث ستبدو القوى الكردية أقل جاهزية من منافسيها، ما قد يؤثر على حجم تمثيلها في البرلمان المقبل.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

الداخلية تبحث خطة تأمين ذكرى رحيل النبي (ص) في النجف وتؤكد الابتعاد عن عسكرة المدينة القديمة

بغداد اليوم - بغداد ترأس وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، اليوم الثلاثاء (19 آب 2025)، مؤتمراً موسعاً في مقر الوزارة، لمناقشة الاستعدادات الخاصة بإحياء زيارة ذكرى رحيل النبي الأكرم محمد (ص) في النجف الأشرف. وذكر بيان لمكتب الوزير تلقته "بغداد

اليوم, 00:12