عربي ودولي اليوم, 17:54 | --


ملك المغرب يؤكد دعم مبادرات التعاون العربي لمواجهة تحديات المنطقة

بغداد اليوم - بغداد
أكد ملك المغرب، محمد السادس، اليوم السبت الموافق (17 أيار 2025)، على استعداد بلاده التام للانخراط في أي جهد يهدف إلى تطوير العمل العربي المشترك، بما يحقق تطلعات الشعوب العربية نحو مزيد من الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.
وشدد الملك في خطاب موجه إلى القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في بغداد، والذي تلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على "دعم المملكة المغربية لكل المبادرات التي تسعى إلى تطوير التعاون العربي المشترك، وذلك لمواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وندرة المياه، والتصدي العاجل للآثار السلبية لتغير المناخ".
وأوضح ملك المغرب في الكلمة أن "الظرفية الاستثنائية الدقيقة والعصيبة التي تنعقد فيها هذه القمة، تتطلب إرادة سياسية صادقة، تؤمن بالبناء المشترك، والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية، والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم احتضان حركات انفصالية".
وأكد أن "نجاعة العمل العربي المشترك لن تتحقق إلا باستكمال ورش إصلاح منظومة جامعة الدول العربية، بالشكل الذي يلبي طموحات الدول العربية، في إطار من التوافق والانسجام".
كما شدد ملك المغرب على أهمية إقامة شراكات اقتصادية وتجارية قوية بين الدول العربية، بما يفتح آفاقًا أوسع لتحقيق شروط النماء والرفاه لجميع الشعوب العربية، مشيرًا إلى أن الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة، يعد فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية خضراء أكثر استدامة.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن منطقة شمال إفريقيا تبقى الأقل اندماجًا من الناحية الاقتصادية على مستوى العالم العربي، والأقل حيوية من ناحية التجارة البينية، رغم ما تزخر به من ثروات طبيعية وإمكانيات اقتصادية.
وأعرب محمد السادس عن أسفه لعدم قيام اتحاد المغرب العربي بدوره الطبيعي في دعم تنمية مشتركة للدول المغاربية، ولا سيما من خلال ضمان حرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال والسلع والخدمات بين دوله الخمس.
وفيما يتعلق بالقضايا العربية، أكد أن المغرب لم ولن يدخر أي جهد من أجل رأب الصدع، والمساهمة في إيجاد حلول للأزمات التي تتخبط فيها المنطقة العربية، على أساس تغليب الحوار والمبادرات السلمية، بعيدًا عن منطق القوة والحلول العسكرية.
وفي هذا الصدد، ذكر الملك بالأزمة في ليبيا، التي انخرط المغرب، منذ بدايتها، بكل عزم ودينامية في الجهود الدولية والإقليمية، الرامية إلى التوفيق بين فرقائها السياسيين، وتيسير مساعيهم من أجل إيجاد حل لتلك الأزمة.
وبخصوص سوريا، جدد ملك المغرب التأكيد على موقف المغرب التاريخي الثابت، المتمثل في دعم ومساندة الشعب السوري لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والأمن والاستقرار، والحفاظ على الوحدة الترابية لسوريا وسيادتها الوطنية.
وتجسيدًا لهذا الموقف، أعلن ملك المغرب عن قرار المغرب إعادة فتح سفارته في دمشق، التي تم إغلاقها عام 2012، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيساهم في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين والشعبين.
وبالتوازي مع ذلك، أشار الملك إلى أن المغرب يتابع بانشغال عميق التطورات الخطيرة التي تجري في بعض الدول العربية، كاليمن والسودان ولبنان، مؤكدًا انخراط المغرب ودعمه لكل المساعي والجهود الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية المفضية إلى الاستقرار والسلام في هذه الدول العربية، وتجاوز الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية، والحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول العربية الشقيقة.

أهم الاخبار