بغداد اليوم - بغداد
في الوقت الذي تراهن فيه الحكومة العراقية على قمة بغداد بوصفها منصة لاستعادة الدور المحوري للبلاد عربيًا، تتصاعد داخليًا أصوات تُحذّر من المبالغة في الاحتفاء، مشيرة إلى تواضع الحضور العربي، وضبابية المخرجات، وكلفة سياسية قد لا تتناسب مع العائد الفعلي للقمة.
النائب ياسر الحسيني، يقول، في حديث لـ"بغداد اليوم"، اليوم السبت (17 أيار 2025)، "إن انعقاد القمة العربية في بغداد، بحضور بعض قادة الدول، يمكن اعتباره نجاحًا سياسيًا لرئيس الوزراء، إذا ما كانت مخرجات القمة حقيقية، قابلة للتطبيق، وتنسجم مع مصالح البلاد"، مستدركًا بالقول: "لكن ما نراه حتى الآن أن القمة عُقدت بمستوى تمثيل منخفض، ولم تتضح بعد مخرجاتها، أو ما إذا كانت تتناسب مع حجم التضحيات والتنازلات التي قدمتها الحكومة لانعقادها".
تحذيرات مبكرة.. وتجاهل سياسي؟
وبحسب الحسيني، فإن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني "أصرّ على عقد القمة، رغم نصائح مبكرة بعدم جدواها في ظل معطيات المنطقة الحالية"، في إشارة إلى أن بعض الدوائر السياسية لم تكن متفائلة بإمكانية إنتاج قمة فعالة في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية وتراجع الإجماع العربي.
ويضيف الحسيني: "إن نجاح القمة لا يُقاس بالحضور البروتوكولي وحده، بل بنوع التوصيات التي تصدر عنها ومدى توافقها مع مصلحة العراق بشكل مباشر"، لافتًا إلى أن دولًا مثل لبنان أبدت تحفظًا صريحًا، حيث اعتذر الرئيس اللبناني عن الحضور معلنًا أن القمة "لا تتضمن موضوعًا ذا جدوى".
نخب تضرّ النظام الذي صنعها؟
ولم يتردد الحسيني في توجيه انتقادات لاذعة لما وصفه بـ"تلامذة السياسة"، قائلًا: "من المؤسف أن يتصدر هؤلاء مشهد التوجيه، رغم أنهم من أكبر المستفيدين من النظام السياسي ما بعد 2003"، مشيرًا إلى أنهم "يسهمون في إيذاء هذا النظام من خلال مسارات لا تخدم مصلحة العراق".
ويتابع: "الأجدى بهذه النخب أن تراجع حساباتها، وتتجه نحو إنعاش الاقتصاد، ومحاربة الفساد بجدية، خصوصًا في ملف الإيرادات غير النفطية التي تهيمن عليها شبكات فاسدة"، في إشارة إلى أن الانشغال بالشعارات الإقليمية لا يُعفي من مسؤولية إدارة الداخل.
الهيمنة الأمريكية... وخنق القرار المالي
وفي سياق أكثر حساسية، أثار الحسيني ملف الهيمنة الأمريكية على إيرادات العراق النفطية، معتبرًا أن "القرار المالي ما زال مرتهنًا"، في ظل غياب دور وطني واضح قادر على إدارة الموارد الاستراتيجية". وهو ما يضيف بُعدًا آخر للانتقادات، يتجاوز القمة إلى سؤال السيادة المالية.
وختم الحسيني بالقول: "ما الذي يجري للعراق؟ وإلى أين تحاول هذه النخبة دفع الشعب؟ من انتكاسة إلى أخرى؟"، مستحضرًا ما يشبه الشعور الجمعي بالإحباط من تحوّل كثير من المبادرات السياسية إلى مجرد لحظات إعلامية فارغة.
بغداد اليوم- متابعة أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، (17 أيار 2025)، مرسوماً جمهورياً يقضي بتشكيل "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية". وبحسب المرسوم الذي نشرته وكالة الانباء السورية (سانا)، فإن الهيئة ستكون مستقلة وستعمل على كشف