بغداد اليوم ـ بغداد
في خضم الحراك السياسي المتصاعد استعدادًا لانتخابات تشرين الثاني 2025، برزت مؤشرات عدّها مراقبون بمثابة محاولات منظمة من بعض القوى الشيعية للحد من شعبية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تمهيدًا لعرقلة أي مساعٍ قد تقوده إلى ولاية ثانية.
ويقول أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "هناك توجهاً واضحاً من بعض الأطراف الشيعية للحد من الزخم الشعبي الذي يحظى به السوداني، لأسباب تتعلق بالتنافس السياسي على منصب رئاسة الوزراء"، مشيرًا إلى أن "أبرز هذه المحاولات تتمثل في التحرك نحو تعديل قانون الانتخابات، وافتعال الجدل عبر الأدوات الإعلامية التابعة لها حول بعض الإجراءات الحكومية".
تكتيكات ناعمة للتقويض
وبحسب التميمي، فإن هذه القوى لا تتجه نحو مواجهة مباشرة، بل تتبنى "تكتيكات ناعمة" تهدف إلى إضعاف صورة السوداني تدريجيًا أمام الجمهور، ومن بينها:
-الدفع باتجاه تعديل قانون الانتخابات بما يضعف فرص السوداني أو يغيّر التوازنات داخل التحالفات السياسية.
-إثارة الجدل الإعلامي حول قرارات الحكومة لإشاعة انطباع بالفشل أو الارتباك الإداري.
-تسليط الضوء على زياراته الخارجية، ومنها زيارة قطر الأخيرة، باعتبارها جرت دون تنسيق مسبق مع القوى السياسية، بما يوحي بتفرّد السوداني بالقرار.
-التهوين من أهمية القمة العربية المقبلة، والترويج لكونها نسخة مكرّرة من قمم سابقة لم تغيّر شيئًا على الأرض.
قمة قطر وخرائط الإقليم
ورأى التميمي أن السوداني يراهن على خارطة إقليمية جديدة لإعادة تموضع العراق، وهو ما بدا واضحًا في زيارته إلى أنقرة وتصريحاته بشأن سوريا، إلى جانب التقارب الأخير مع قطر. إذ اعتبر أن هذه التحركات تضع السوداني ضمن سياق محور شرق أوسطي يتقاطع مع مصالح تركيا وقطر في المنطقة.
غير أن هذه الخطوات، وفقًا للتميمي، تُقابل بتحفّظ من بعض القوى الشيعية، التي تنظر إلى هذا الانفتاح الإقليمي كابتعاد عن معسكر إيران التقليدي، ما يعزز دوافعها لتقويض مساره.
رئاسة الوزراء.. معركة داخلية وخارجية
ويشير التميمي إلى أن "منصب رئيس الوزراء في العراق لا يُحسم عبر صناديق الاقتراع فقط، بل يتطلب توافقاً محلياً ودولياً"، لافتًا إلى أن ذلك يجعل ولاية السوداني الثانية مشروطة بمعادلة معقدة تشمل رضا الداخل وقبول الخارج، حتى وإن كان هذا القبول ضمن حدود دنيا من التفاهم.
الترويج للفشل قبل صناديق الاقتراع
في ظل اضطرابات سياسية واقتصادية داخلية، يقول التميمي إن بعض القوى بدأت تسوّق هذه الأزمات كشواهد على فشل السوداني في الحكم، وذلك ضمن مسار يراد منه تحجيم نفوذه قبل الاقتراع، في وقت تتزايد فيه مؤشرات تآكل الثقة الشعبية بالمشهد السياسي عمومًا.
ويختم التميمي تحليله بالإشارة إلى أن "المعركة المقبلة لن تكون فقط حول البرامج أو الإنجازات، بل حول التحالفات العميقة ومَن يملك مفاتيح التأثير داخليًا وخارجيًا"، مبينًا أن السوداني وإن بدا مرشحًا قويًا في الظاهر، إلا أن خيوط الولاية الثانية ما زالت مُعلّقة على توازنات معقّدة داخل البيت السياسي الشيعي أولًا، ثم على المستوى الإقليمي والدولي لاحقًا.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
بغداد اليوم – متابعة أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد (18 أيار 2025)، أن موعد الجولة الخامسة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قد تم تحديده، وسَيُعلن عنه قريباً. وأشار عراقجي في تصريحات للصحافيين عقب