بغداد اليوم - ديالى
في العراق، لا يقف العامل على أعتاب عمله منتظرًا رزقًا كريمًا فحسب، بل يقف على حافة الخطر، بين حياة قد تستمر وموتٍ قد يباغته بلا إنذار.
فبين آلات ثقيلة، وسقوف متهالكة، وكهرباء عارية، يعمل الآلاف يوميًا في بيئات عمل تفتقر إلى أبسط مقومات السلامة، مدفوعين بعوزٍ مرير وظروف معيشية قاسية لا تمنحهم ترف الاختيار.
في بلد يعاني من أزمات اقتصادية مزمنة، تحوّل مكان العمل بالنسبة لكثيرين إلى ساحة محفوفة بالمخاطر، حيث لا قانون يُطبق كما يجب، ولا رقابة تُجبر أصحاب المشاريع على توفير الحد الأدنى من الأمان.
الإحصائيات تتحدث عن نفسها، ولكن وراء كل رقم قصة عائلة مفجوعة، وأطفال تيتموا، وأحلام انتهت داخل ورشة أو موقع بناء.
ومن خلال شهادة رئيس اتحاد نقابات العمال في ديالى ثائر السلطان، اليوم الثلاثاء (13 أيار 2025)، الذي كشف عن أرقام مقلقة وحقائق مؤلمة، تُظهر مدى هشاشة البيئة المهنية، وخطورة تجاهل حقوق هذه الشريحة التي تبني بيديها الوطن، وتُدفن في صمته.
وقال السلطان، لـ"بغداد اليوم"، إن "العامل العراقي يعمل في بيئة خطرة تفتقر إلى مقومات السلامة المهنية، وسط ضعف الإجراءات الرسمية، ما يؤدي إلى وقوع إصابات ووفيات بشكل متكرر"، مبينًا أن "الفقر والعوز يدفعان الكثير من العمال إلى العمل في ظروف غير آمنة".
وأضاف أن "محافظة ديالى وحدها سجلت ثلاث حالات وفاة خلال الأسابيع الماضية بسبب حوادث في مواقع العمل، إلى جانب حالات مشابهة في البصرة ومحافظات أخرى"، موضحًا أن "متوسط الإصابات على مستوى البلاد يبلغ نحو ألف إصابة سنويًا، وهو رقم كبير يعكس حجم المخاطر التي يواجهها العامل العراقي".
وأشار إلى أن "الاتحاد يطالب أصحاب المشاريع بإصدار أوامر إدارية لكل عامل لضمان حقوقهم القانونية، والالتزام بالتعامل مع الجهات المختصة وفقًا للقوانين الضامنة لحقوق العمال"، مؤكدًا أن "الاتحاد نجح مؤخرًا في ضمان حقوق التقاعد لذوي العمال الذين لقوا مصرعهم أثناء أداء مهامهم".
وتابع السلطان، أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان الأكثر تفاعلًا مع ملف حقوق العمال، وقد أصدر قرارات بشمولهم بتوزيع الأراضي أسوة بالموظفين، إلى جانب تسهيل إجراءات التقاعد لهم من أجل توفير حياة كريمة".
ولفت إلى أن "بيئة العمل في العراق ما تزال تُعدّ الأخطر، وتستمر في حصد الأرواح بين حين وآخر"، مشددًا على "ضرورة تطبيق إجراءات السلامة بشكل صارم، وسعي أصحاب المشاريع إلى تأمين حقوق العمال الذين يعملون تحت إدارتهم".
ووسط تصاعد الفقر والبطالة، يضطر كثير من العمال للعمل في بيئات خطرة، ما يزيد من معدلات الإصابات والوفيات، في ظل جهود محدودة لمعالجة هذا الواقع.
بغداد اليوم - سوريا ترحب بقرار ترامب الخاص برفع العقوبات الأمريكية عنها يتبع ..
