بغداد اليوم - كردستان
في خطوة وُصفت بأنها محاولة لرأب الفجوة بين الصحافة والقضاء في إقليم كردستان، كشف نقيب الصحفيين في السليمانية، كاروان أنور، اليوم الاثنين (12 أيار 2025)، عن تفاصيل الاتفاق الذي جرى بين نقابة الصحفيين ورئيس محكمة الاستئناف والقضاة المختصين بمحاكمة الصحفيين، بهدف تنظيم العلاقة القضائية مع الإعلاميين، ومنحهم حماية قانونية أوسع في ساحات المحاكم.
تمثيل قانوني ملزم وفريق مساعد من الصحفيين
وقال أنور في تصريح خاص لـ "بغداد اليوم"، إن "اللقاء الذي عُقد في محكمة الاستئناف في السليمانية أسفر عن اتفاق رسمي يقضي بحضور محامي نقابة الصحفيين في جميع الدعاوى القضائية ضد الصحفيين، وأثناء جلسات المحاكمة أيضًا"، معتبرًا أن "هذا الاتفاق يهدف إلى ضمان التمثيل القانوني للصحفيين، ومنع أي تجاوز أو خرق قانوني في أثناء المحاكمة".
وأضاف أن "الاتفاق تضمّن أيضًا تشكيل فريق من الصحفيين للمساعدة في مهام المحكمة، على أن يؤدوا القسم القانوني للعمل إلى جانب القضاة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية والمهنية داخل قاعات المحاكمة".
هوية الصحفي.. ومؤسسات الإعلام المرخصة فقط
وأشار أنور إلى أن النقابة اتفقت مع القضاء على وضع تعريف قانوني واضح لـ "الصحفي" يشترط أن يكون منتسبًا لمؤسسة إعلامية مجازة من قبل نقابة الصحفيين أو وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان، مضيفًا أن "هذه الإجراءات ستُطبق على جميع الصحفيين المقيمين في مدن الإقليم، سواء كانوا يعملون في مؤسسات محلية، عربية، أو أجنبية".
وأوضح أيضًا أن "الاتفاق لا يشمل من ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يُطبّق فقط على أعضاء نقابة الصحفيين، بل يشمل كل العاملين في المؤسسات الإعلامية المعتمدة رسميًا".
سنوات من التوتر بين الصحافة والقضاء
تأتي هذه التفاهمات بعد سلسلة من الانتقادات التي وجهتها منظمات إعلامية وحقوقية إلى السلطات القضائية في الإقليم، بسبب ما وصفته بـ "الاستهداف المتكرر للصحفيين ومحاكمتهم تحت تهم غير صحفية"، خاصة بعد تصاعد حالات التوقيف والاحتجاز التي طالت مراسلين ومدونين في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك.
وكانت تقارير صادرة عن منظمات حقوق الإنسان قد حذّرت في وقت سابق من تضييق مستمر على الحريات الإعلامية في الإقليم، وسط غياب تمثيل قانوني منظم للصحفيين خلال مراحل المحاكمة، ما اعتبره كثيرون سببًا رئيسيًا في صدور أحكام قاسية في بعض الملفات.
محاولة لتصحيح المسار أم إطار لضبط الإعلام؟
في ظل هذه التفاهمات، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستُترجم إلى التزام فعلي من قبل القضاء بحماية الصحفيين، أم أنها ستُوظّف لاحقًا كأداة لضبط المشهد الإعلامي أكثر مما هي لحمايته. وبين الثقة والحذر، يترقب الوسط الإعلامي في كردستان مدى تطبيق هذه البنود على أرض الواقع، خصوصًا مع استمرار حالات التوقيف لبعض الصحفيين من دون إجراءات واضحة حتى الآن.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
بغداد اليوم - كردستان في كردستان، لم تعد الطرق مجرد مسارات تربط المدن والقرى، بل تحولت إلى مشاهد يومية لفواجع مروعة، حيث تُزهق الأرواح وتُفتت العائلات في لحظات خاطفة هناك، حيث تصمت أعمدة الإنارة ليلًا، وتغيب الرقابة التي قد تردع السرعة المفرطة، تتحول
