بغداد اليوم - بغداد
في ظل واقع سياسي معقد ومشهد إقليمي يغلي بالتوترات والتحولات، يقف العراق على أعتاب محطة مفصلية قد تعيد رسم معادلات الحكم وتبدّل موازين القوى التي ظلّت تحكم قبضتها على مفاصل الدولة منذ سنوات. ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المرتقبة، تتزايد التساؤلات والقلق الشعبي حول ما إذا كانت هذه العملية الديمقراطية ستحمل معها بشائر التغيير، أم أنها ستعيد إنتاج نفس الطبقة السياسية التي أنهكت البلاد بالصراعات والانقسامات والمحاصصة.
الانتخابات هذه المرة لا تأتي في فراغ سياسي، بل تحل وسط بيئة إقليمية مضطربة وعوامل دولية غير مستقرة، الأمر الذي يجعل من كل صوت انتخابي أداة لصراع داخلي محتدم، وتحت أنظار قوى خارجية تراقب وتؤثر وتوجّه.
وبين عزوف قوى سياسية فاعلة مثل التيار الصدري، وغياب البدائل الجادة القادرة على إقناع الشارع، تبدو الصورة قاتمة ومفتوحة على احتمالات متعددة، ليس من بينها وضوح المسار أو يقين النتائج.
ومع كل هذا، يبقى المواطن العراقي عالقًا بين أمل التغيير وخيبة التكرار، بين واجب المشاركة وخوف التهميش، في معركة انتخابية قد لا تكون سوى إعادة توزيع للمقاعد، لكنها تحمل بين طياتها اختبارًا حقيقيًا لبوصلة الحكم في العراق.
هنا أكد أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، اليوم الاثنين (12 أيار 2025)، أن العراق مقبل على انتخابات لمجلس النواب ستكون مفصلية في تحديد بوصلة الحكم وتغيير التوازنات.
وقال العرداوي، في تصريح لـ "بغداد اليوم"، إن "الانتخابات البرلمانية القادمة مفصلية في تحديد بوصلة الحكم في العراق، وتغيير التوازنات بين القوى السياسية العراقية، لاسيما وأنها تجري في ظل بيئة إقليمية ودولية مضطربة، غير قابلة لليقين، ومفتوحة على احتمالات كثيرة".
وأضاف: "من الطبيعي أن تشهد هذه الانتخابات صراعات داخلية شديدة، فضلاً عن تدخلات خارجية مؤثرة، ولكنها إذا جرت وفقًا للظروف الحالية، لن تأتي بجديد سوى صعود بعض القوى السياسية الحالية وتضاءل دور قوى أخرى، لانعدام وجود البديل أمام الناخب العراقي من جهة، وامتناع التيار الصدري عن المشاركة فيها".
وتابع العرداوي أن "من المتوقع أن تصعد القوى السياسية من خطاباتها التسقيطية قبل وأثناء العملية الانتخابية، لكنها ستكون بعد ذلك مضطرة للجلوس على طاولة الحوار وتشكيل حكومة جديدة على أسس المحاصصة السائدة في العراق، وقد تطول المدة أو تقصر اعتمادًا على مدى شعور القوى السياسية بتعرض مصالحها للخطر لأسباب داخلية أو خارجية".
وتُعد الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق محطة محورية في المسار السياسي للبلاد، كونها تأتي في أعقاب سلسلة أزمات سياسية واقتصادية وأمنية شهدها العراق خلال السنوات الماضية، أبرزها الانسداد السياسي بعد انتخابات 2021، واعتزال التيار الصدري الحياة السياسية، وتفاقم الخلافات بين القوى التقليدية.
بغداد اليوم - بغداد أعربت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء (14 أيار 2025)، عن ترحيب العراق بقرار رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا. وذكرت الوزارة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أنها "تُعرب عن ترحيب جمهورية العراق بإعلان رئيس