التعليم يحتضر في كردستان.. الأزمة المالية تطفئ شموع المعرفة

بغداد اليوم – السليمانية

حذر الخبير التربوي والأستاذ المتقاعد سامان عبد الله، اليوم السبت (19 نيسان 2025)، من انهيار العملية التعليمية في إقليم كردستان نتيجة تراكم الأزمات المالية وتداعياتها المستمرة منذ أكثر من عقد.

وفي حديث لـ"بغداد اليوم"، أكد عبد الله أن "التعليم في الإقليم يشهد تراجعا خطيرا منذ عشر سنوات"، مشيرا إلى أن "الأزمة المالية الخانقة، والإضرابات المتكررة، والانتشار غير المنضبط للمدارس الأهلية، قد أضعفت الهيكل التربوي بشكل غير مسبوق".

وأوضح أن "عدم انتظام صرف الرواتب أدى إلى فوضى في الدوام المدرسي، خاصة في محافظتي السليمانية وحلبجة، وهو ما انعكس سلبا على انتظام العملية التعليمية برمتها".

وأشار عبد الله إلى أن "عددا كبيرا من الكوادر التعليمية اضطروا إلى أخذ إجازات طويلة غير مدفوعة تصل إلى خمس سنوات، بسبب ضيق ذات اليد، ليعملوا في مجالات أخرى تضمن لهم لقمة العيش، مما أدى إلى نقص حاد في المعلمين والمدرسين داخل المدارس".

وأضاف أن "الاعتماد المتزايد على المحاضرين المجانيين الذين لا يتقاضون أجورا، ولم يحسم وضعهم الوظيفي حتى الآن، تسبب في مزيد من الاضطراب، حيث يغيب كثير منهم عن الدوام بشكل متكرر".

واختتم عبد الله حديثه قائلا: "نحن أمام أجيال كاملة تعاني من فجوات معرفية حادة، تفتقر إلى الأساس العلمي السليم، وهذا ينذر بمستقبل تعليمي قاتم في كردستان، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".

ويعاني قطاع التعليم في إقليم كردستان منذ سنوات من أزمات متراكمة، على رأسها الأزمة المالية التي ضربت الإقليم منذ العام 2014. هذا الانهيار المالي انعكس بشكل مباشر على رواتب موظفي القطاع العام، وعلى رأسهم الكوادر التربوية.