ترقب عراقي مشوب بالحذر.. حوار روما بين واشنطن وطهران قد يشعل فتيل التصعيد

بغداد اليوم - بغداد 

وسط أجواء مشحونة بالترقب والقلق، يضع العراق أنظاره على العاصمة الإيطالية روما، حيث تحتدم خلف الأبواب المغلقة مفاوضات حساسة بين واشنطن وطهران ليس من باب الفضول، بل لأن أي انكسار في هذا الحوار قد يعني للعراقيين أياماً أشد وطأة، وواقعاً أمنياً واقتصادياً أكثر هشاشة.

 فالعراق، الذي لطالما كان ساحة لتصادم المصالح الإقليمية والدولية، يعيش اليوم على أعصابه، مترقباً نتائج قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة.

وفي ذات السياق أكد الباحث في الشأن السياسي والإقليمي رياض الوحيلي، اليوم السبت (19 نيسان 2025)، أن العراق من أكثر الدول التي تترقب نتائج الحوار الأمريكي – الإيراني المرتقب في روما، فيما بيّن سبب ذلك.

وقال الوحيلي لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق من أكثر الدول التي تترقب نتائج حوار روما اليوم ما بين واشنطن وطهران، فهو يخشى من أي تصعيد بين الطرفين في حال عدم التوصل إلى اتفاق سياسي، ويدرك جيداً بأنه سيكون أكثر الدول المتضررة من أي تصعيد بين الطرفين على مختلف الأصعدة".

وأضاف أن "التفاوض ما بين إيران وأمريكا ما زال غامضاً ولا أحد يعرف إلى أين سيتجه، خاصة وأن إسرائيل ما زالت تضغط على ترامب وإدارته من أجل شن ضربات عسكرية نوعية على إيران، وهذا الأمر قد يدفع إلى إفشال التفاوض ورفع مستوى الشروط والطلبات الأمريكية خلال الجولة التفاوضية اليوم، فكل السيناريوهات مطروحة وغير مستبعدة إطلاقاً".

وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي قد اعلن مساء امس الجمعة ان وزير الخارجية عباس عراقجي، قد توجه إلى العاصمة الايطالية روما للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، وقال: "ستعقد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إيران واميركا، برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي وستيف ويتكوف الممثل الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، في روما اليوم السبت".

وأكد بقائي أن هذه الجولة من المفاوضات، كما الجولة الأولى، ستكون غير مباشرة، برعاية بدر البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان.

ويمثّل العراق واحداً من أكثر الدول تأثراً بأي تصعيد محتمل بين الجانبين، بحكم موقعه الجغرافي، وتشابك النفوذ الأمريكي والإيراني داخله، فضلاً عن هشاشته الأمنية والسياسية.

 وكانت موجات التصعيد السابقة قد انعكست بشكل مباشر على الوضع الداخلي في العراق، من خلال استهداف القواعد العسكرية، وتعطيل مشاريع الاستثمار، وتزايد الضغوط الاقتصادية.