الصدر يحرك الشارع قبل إعلان الموقف.. تظاهرة أم تعداد انتخابي؟

بغداد اليوم - بغداد 

في زمن تتداخل فيه المواقف وتتأرجح فيه النوايا بين المشاركة والغياب، يعود أنصار التيار الصدري إلى الشارع في لحظةٍ تحمل أكثر من معنى، وأكثر من رسالة، ليست مجرد تظاهرة عادية تلك التي يُرتقب خروجها يوم الجمعة المقبل، بل مشهد محمّل بدلالات سياسية وشعبية، تتجاوز الهتاف واللافتات، لتصل إلى عمق الأسئلة الكبرى التي تُطرح حول مستقبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، ودور التيار الوطني الشيعي فيها.

لطالما شكّلت القاعدة الشعبية للصدر عاملاً حاسماً في رسم ملامح المشهد الانتخابي العراقي، وها هي اليوم تُلوّح بعودتها إلى الساحة من بوابة الشارع، في تظاهرة يراها مراقبون "تعداداً انتخابياً" لاختبار الوزن الجماهيري، وربما تمهيداً لقرار لم يُحسم بعد.

وفي ظل حالة الإرباك التي تسيطر على المزاج السياسي، وتراجع ثقة المواطن بالعملية الانتخابية تبرز هذه التظاهرة كحدث مفصلي، قد يعيد الأمل للبعض، ويزيد القلق لدى آخرين، لكنها في جميع الأحوال، تذكيرٌ بأن الشارع الصدري، وإن صمت لفترة، لا يزال قادراً على أن يكون اللاعب الأكثر تأثيراً حين يقرر العودة.

وهنا اعتبر الباحث في الشأن السياسي حسين الأسعد ، اليوم الثلاثاء (15 نيسان 2025)، أن تظاهرة أنصار زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر يوم الجمعة المقبل، بمثابة "تعداد انتخابي".

وقال الأسعد في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "أنصار زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، لم يحسموا بشكل قاطع أمر عدم مشاركة تيارهم في انتخابات البرلمان المقبلة، فربما تكون هناك مشاركة فاعلة لأنصاره، خاصة مع تكرار دعوة الصدر لتحديث بطاقات الناخب خلال الفترة القليلة الماضية".

وبيّن أن "خروج التيار الوطني الشيعي في تظاهرة شعبية سلمية يوم الجمعة المقبل، يُعدّ تعداداً انتخابياً لجمهور هذا التيار ولبيان حجم القاعدة الشعبية الصدرية، التي يمكن لها أن تغير المعادلة السياسية في حال مشاركتها في العملية الانتخابية، كذلك فإن غياب هذه القاعدة عن الانتخابات سيكون سبباً رئيسياً في تراجع نسبة المشاركة، ولهذا تُعدّ التظاهرة نوعاً من التعداد الانتخابي للقاعدة الصدرية".

والسبت (12 نيسان 2025) دعا زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، إلى التظاهر يوم الجمعة القادمة تنديداً بالعدوان الصهيو أمريكي الغاشم ضد غزة، واستنكاراً لما تقوم به من مجازر ضد الأبرياء والأطفال والكوادر الطبية والإعلامية، فيما شدد على ضرورة عدم رفع أي علم إلا العلم الفلسطيني والعراقي فقط لا غير