نخبة "ابي دجانة"
"العصائب الحمراء".. أول اسرار "سطوة الجولاني" تكشفها "بغداد اليوم"
ملفات خاصة | اليوم, 10:11 |
بغداد اليوم - دمشق
بعد أيام من سقوط نظام الأسد في دمشق، والذي حكم لأكثر من نصف قرن، برزت هيئة تحرير الشام كقوة مسيطرة على الساحة السورية، ويقود هذه الهيئة أبو محمد الجولاني، المعروف حالياً بأحمد الشرع، والذي يُعتبر حاكم سوريا الجديد نتيجة نفوذه وسطوته من خلال إدارة أهم التنظيمات المسلحة التي بسطت سيطرتها على حوالي 70% من جغرافيا سوريا في الوقت الراهن.
وتثار العديد من التساؤلات لدى الرأي العام السوري حول الجولاني ومن يوفر له الحماية حالياً، فتاريخ الرجل معروف من خلال انخراطه في التنظيمات الارهابية المسلحة وانتقاله إلى العراق ثم عودته إلى بلاده وتشكيل جبهة النصرة وصولاً إلى هيئة تحرير الشام، لكن السؤال الذي أثير في الأيام الأخيرة هو: من يوفر الحماية للجولاني؟
تشير المصادر السورية إلى وجود فرقة نخبة تُدعى "العصائب الحمراء"، ظهرت لأول مرة في عام 2018، ويتدرب المقاتلون في هذه الفرقة على مهارات قتالية عالية ويضعون حول رؤوسهم عصابة حمراء.
كانت هذه الفرقة تقوم بواجبات عالية الخطورة في مناطق متفرقة، وتستمد العصائب الحمراء اسمها من الصحابي "أبي دجانة"، الذي عُرف بالشجاعة والإقدام وكان يرتدي عصابة حمراء تميزه في المعارك.
ووفقاً للعديد من المصادر السورية التي تحدثت لـ"بغداد اليوم"، فأن" هذه الفرقة النخبوية تتولى حالياً حماية الجولاني، وعلى الرغم من أن أفرادها لا يضعون العصابة الحمراء بشكل دائم، إلا أنهم يتمتعون بتدريب عالٍ وقدرة على التكيف مع مختلف التحديات، وهم متواجدون بالقرب من الجولاني أينما ذهب.
يُذكر أن موكب الجولاني ليس كما تنقله وسائل الإعلام بأنه متواضع وبسيط، بل بالعكس، هناك سلسلة من الإجراءات الاحترازية المشددة مع انتشار مقاتلي العصائب الحمراء المدربين على حماية الشخصيات والقيادات المسؤولة سواء في هيئة تحرير الشام أو بقية الألوية المتحالفة معها.
ويشير الخبير في الشؤون الأمنية حسن البياتي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إلى أن" الجولاني هو مشروع تحتضنه حالياً العديد من العواصم الغربية وبعض الدول الإقليمية لتنفيذ مخطط في سوريا يخدم مصالحها وبالتالي، فأن القول بأن الجولاني قاد هذه المعركة وأسقط النظام بمفرده أمر غير معقول في ظل زخم معلوماتي وتقني وتسليحي قاده إلى إسقاط النظام، خاصة وأن نظام الأسد كان يعاني من مشاكل داخلية كبيرة وفساد، مما أدى إلى عدم صموده أكثر من عشرة أيام أمام الانسحابات المتكررة من مراكز المدن الرئيسية.
ويكمل البياتي، أن" حماية الجولاني مهمة تشترك فيها هذه الدول لتحقيق مصالحها، لكن الجولاني يبقى ورقة لا يُعرف متى تحترق، وفي كل الأحوال، بقاء الجولاني على رأس المشهد السوري ربما يكون مؤقتاً في ظل بروز الخلافات الداخلية بين ألوية هيئة تحرير الشام، التي يعتنق أغلبها فكراً متطرفاً، لذا فانه أمام حكام سوريا الجدد مهام معقدة في كيفية ترميم الأوضاع ومحاولة احتواء تلك التنظيمات المتطرفة.