بغداد اليوم - ديالى
بدأت رياح الماراثون الانتخابي تهب مبكرا على ديالى، حيث تشهد المحافظة حراكا عشائريا غير مسبوق، مع انطلاق سلسلة من المؤتمرات التشاورية الهادفة لاختيار "مرشح العشيرة الأوحد" لتمثيلها في انتخابات 11 تشرين الثاني 2025.
وأكد المحلل السياسي محمد حسن، في تصريح لـ"بغداد اليوم"، الأحد (27 نيسان 2025)، أن "السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا ملحوظا في انخراط النخب العشائرية بالعملية الانتخابية، من خلال احتضانها للمرشحين ودعمهم، مما عزز دور القامات العشائرية في رسم ملامح المشهد السياسي المحلي".
وأشار إلى أن "هذه المؤتمرات لم تعد مقتصرة على عشيرة أو قبيلة واحدة، بل تحولت إلى ظاهرة متسعة، تحاول عبرها القبائل الكبرى التوحد خلف مرشح واحد".
غير أن حسن حذر من أن "هذه المجالس تثير خلافات داخلية بسبب تضارب الرؤى وطبيعة الترشيحات"، معتبرا أن "تسييس العشيرة في هذا السياق يحمل مخاطر كبيرة"، داعيا إلى "ترك حرية الاختيار لأبناء العشائر بعيدا عن الإملاءات".
وفي السياق ذاته، شدد القيادي في الإطار التنسيقي عصام شاكر، في تصريح لـ"بغداد اليوم"، الأحد (27 نيسان 2025) على أهمية اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة في اختيار المرشحين، بعيدا عن الانتماءات القومية والمذهبية والعشائرية، مؤكدا أن "ديالى بجميع أطيافها يجب أن تكون حاضرة في صنع القرار".
أما السياسي أيوب ناصر حسن، فقد أوضح لـ"بغداد اليوم"، الأحد (27 نيسان 2025) أن "استغلال البعد العشائري من قبل بعض القوى السياسية خلق ما يعرف بـ"الأصوات الجاهزة"، مما دفع العديد من القبائل لإعادة التفكير بسياستها الانتخابية عبر دعم مرشحين من داخل صفوفها".
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "تجارب الدورات الانتخابية السابقة أثبتت أن محاولات الاتفاق على مرشح وحيد غالبا ما كانت تصطدم بتعدد الطموحات واختلاف الآراء داخل العشيرة الواحدة".
ويبدو أن المؤتمرات التشاورية، رغم ضجيجها المبكر، لا تكتب لها نهايات سعيدة دائما، بل تترك وراءها الكثير من الإشكاليات التي قد تعيد رسم ملامح المشهد الانتخابي في ديالى مع اقتراب موعد الانتخابات"، يقول حسن.
وتعد محافظة ديالى واحدة من أكثر المحافظات العراقية تعقيدا من حيث التركيبة السكانية والاجتماعية، حيث تتداخل العشائرية مع الانتماءات القومية والمذهبية.
وعلى مدى الدورات الانتخابية الماضية، برز دور العشائر ككتلة مؤثرة في حسم نتائج الانتخابات، سواء عبر الدعم الجماعي للمرشحين أو عبر الاتفاقات المسبقة مع الأحزاب السياسية.
غير أن الاعتماد المتزايد على البعد العشائري أثار جدلا واسعا بين النخب السياسية والمجتمعية، إذ يرى بعض المراقبين أن هذا المسار قد يحد من فرص صعود الكفاءات المستقلة، ويعزز الانقسامات داخل العشائر نفسها بسبب تضارب المصالح والرؤى.
وتتزامن هذه التحركات مع تغيرات داخلية في المشهد السياسي العراقي بعد انتخابات 2021، حيث يسعى العديد من الفاعلين المحليين إلى إعادة ترتيب أوراقهم مبكرا استعدادا لانتخابات 2025، وسط توقعات بأن تكون المنافسة أكثر حدة، خاصة في المناطق التي تتمتع بثقل عشائري واضح مثل ديالى.
بغداد اليوم - كردستان أفادت مصادر كردية مطلعة، اليوم الأحد (27 نيسان 2025)، بأن رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، سيعقدان لقاءً مهماً غداً الاثنين في مصيف دوكان بمحافظة السليمانية. وأوضحت المصادر،
