لـ"بغداد اليوم"
باحث اجتماعي يحذر من تبعات "مشروع نور" لفرض الحجاب في إيران
عربي ودولي | 8-05-2024, 22:09 |
بغداد اليوم - طهران
تواصل قوات شرطة الأخلاق والآداب التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية، الانتشار في شوارع المدن لا سيما الأسواق المركزية وأمام دور السينما والجامعات بهدف اعتقال الفتيات والنساء غير الملتزمات بالحجاب الذي تفرضه السلطات منذ عام 1979.
وقضية الحجاب وتطبيق القانون لا تزال مثار جدل بين الإصلاحيين والتيار الأصولي المحافظ، وفي حال وصول رئيس جمهورية ينتمي للإصلاحيين او المعتدلين فيتم التغاضي عن قضية الحجاب ويمنع قوات الشرطة من الانتشار في الشوارع لتعقب الفتيات، وفي حال كان رئيس الجمهورية من الأصوليين المتشددين تعود هذه القوات إلى الانتشار.
ومنذ 13 من أبريل/نيسان الماضي، وبعد إطلاق الحكومة الإيرانية "مشروع نور" تم اعتقال عدد من الفتيات والنساء أمام الملأ بسبب الحجاب.
وبعد تطبيق خطة الشرطة الإيرانية الجديدة في إلزامها بالحجاب في الأسابيع الماضية، نُشرت العديد من الصور والتقارير التي تظهر الاعتقالات العنيفة والضرب واستخدام الصعق أثناء الاحتجاز.
ویدئو منتشر شده در شبکه های اجتماعی که ماموران زن و مرد گشت ارشاد در تهران یک زن جوان را برای #حجاب_اجباری بازداشت کرده و با اجبار و خشونت به داخل ون پرت میکنند.
در این ویدیو یک نیروی لباس شخصی نیز از این پروسه فیلمبرداری میکند.#گشت_ارشاد pic.twitter.com/JshkXjyfg1
وتزامنا مع نشر هذه الصور، أعلن النائب العام للبلاد، اليوم الاربعاء (8 آيار 2024)، أنه "من أجل التنفيذ السليم لمشروع نور، تم إعداد توجيه من مكتب النائب العام وسيتم الإعلان عنه قريبا".
هذا وقد لوحت عدد من الفتيات في أحد مدارس مدينة كرج غرب طهران بخلع وشاحهن احتجاجاً على ما تقوم به قوات الشرطة.
مدیر مدرسه دخترانه کمالی دهقان در کرج (زهرا توانایی)دانش آموزی را به خاطر #حجاب_اجبارى در مدرسه مورد ضرب و شتم قرار میدهد، که مدیران و معلمان مدرسه با واکنش و اعتراض جمعی دانش آموزان مواجه میشوند#Iran pic.twitter.com/h05Y1GfBNs
وبعد احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في أيلول/سبتمبر 2022 رفضت العديد من النساء ارتداء الحجاب في الشوارع وفي العمل.
وتحاول الحكومة الآن الحد من الانتقادات الموجهة إلى سلوكها المناهض للنسوية من خلال تخويف النساء ومضايقتهن ومن ناحية أخرى من خلال الترويج لـ "المرأة المثالية".
تحذير وزارة الصحة
وفي سياق متصل، قال حيدر محمدي رئيس منظمة الغذاء والدواء التابعة لوزارة الصحة، عن معالجة وضع الحجاب في الصيدليات "كانت منظمة الغذاء والدواء من أولى المجموعات التي دخلت في موضوع التغطية ولهذا السبب قامت بنشر مبادئ تغطية الرأس في الصيدلية".
وأضاف "رغم إعلان المبادئ المتعلقة بالحجاب في الصيدليات، إلا أنه يتم الإبلاغ عن حالات شاذة في هذا المجال، وتعتبر مسألة الالتزام بالمعايير من الأمور التي تلعب دوراً في حالات مثل حصص الصيدليات".
وأوضح "إذا لم تلتزم الصيدلية بالمعايير، سيتم توجيه إنذار في المقام الأول، وإذا لم يكن للإنذار أي تأثير، فسيتم تنفيذ الإجراءات الوقائية ضد الصيدلية المخالفة. وإذا لم تكن الإجراءات الوقائية مثمرة، فسيتم تقديم المخالفين إلى السلطات القانونية".
العفو الدولية تعلق
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية في بيان لها "تواجه النساء والفتيات الإيرانيات أعمال عنف ومضايقات يومية، بما في ذلك الضرب والعنف الجنسي والصدمات الكهربائية والاعتقال والاحتجاز التعسفيين والملاحقات القضائية غير العادلة. يجب إلغاء الحجاب الإلزامي الآن!".
ودعت هذه المنظمة إلى الإلغاء الفوري لجميع القوانين والأنظمة المتعلقة بالحجاب الإلزامي، وحل جميع القوات المسؤولة عن تطبيق الحجاب الإلزامي.
وشددت منظمة العفو الدولية على أنه يتعين على الجمهورية الإسلامية إطلاق سراح الأشخاص الذين تم اعتقالهم بتهمة عصيان الحجاب الإلزامي "دون قيد أو شرط".
وبدأت السلطات الإيرانية في المدن والمحافظات بنشر إعلان عن كيفية ارتداء الحجاب عبر وضع ملصقات وإعلانات في الشوارع العامة.
باحث لـ"بغداد اليوم" يحذر من عواقب هذا القانون
من جهة أخرى، انتقد رئيس الجمعية الاجتماعية الإيرانية "سعيد معيد فر"، عدم اهتمام المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بالعواقب الاجتماعية لقراراتهم وسياساتهم، محذراً من أن نتيجة زيادة ابتعاد المجتمع عن الحكومة والإصرار على الحفاظ عليها وسوف ينتهي الحجاب الإلزامي بتكرار الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
وقال معيد فر لـ "بغداد اليوم"، أنه "الآن في الشوارع أولئك الذين يرتدون أنماطًا مختلفة من الملابس لا يعترض عليهم المتدينون وقد تم إنشاء نوع من التعايش السلمي بينهم".
وتابع: "من المثير للاهتمام أنه في بلدنا على الأقل هذا ما جربناه عام 2022 (الاحتجاجات) ورأينا أنه غير ممكن، كم سببت من مشاكل للحكومة وكم من ضرر لحق بالناس، كما أثرت على الأوضاع الاقتصادية واستقرار البلاد على الساحة الدولية، لكن الدرس لم يتعلمونه ويريدون تكراره مرة أخرى".
وأشار إلى الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق في طهران بسبب الحجاب "أظهر المشاركون في الاحتجاجات أسلوب حياتهم منذ فترة، لكن اليوم قررت الحكومة إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل النصف الثاني من عام 2022. هذا يبدو مستحيلاً".