آخر الأخبار
وزير الداخلية الإيراني: لا نمتلك أي معلومات عن حالة الرئيس رئيسي "حتى الآن" خروج هاتف الرئيس الإيراني ومرافقيه عن الخدمة.. وأنباء عن مصرع بعضهم السجن 15 عاماً بحق عميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة بعد "الفيديوهات الفاضحة" النزاهة تطيح بمدير عام سابق في الصناعة حرَّر وسلَّم صكاً بمليار دينار مجلس الوزراء يصوّت على جداول موازنة 2024 ويحيلها إلى البرلمان لإقرارها

حملت رسائل عديدة.. متى يقطف الإقليم ثمار زيارة بارزاني الى طهران؟

عربي ودولي | 7-05-2024, 15:22 |

+A -A

بغداد اليوم - ترجمة  

اعتبر الباحث الإيراني في الشؤون العراقية "علي بيدبو"، الثلاثاء (7 آيار 2024)، إن هدف زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى طهران هي لاستعادة موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما أشار إلى أن نتائج هذه الزيارة ستكون ملموسة في الأيام القادمة. 

وذكر تقرير لصحيفة "إيران" الحكومية بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان "زيارة نيجيرفان بارزاني، حملت رسائل مختلفة، حاليا، وذلك بعدما وصلت الخلافات بين أربيل والسليمانية إلى مستوى ينذر بالخطر وهي ليست بعيدة عن الصراع الذي شهده الطرفين عدة مرات في تاريخهما، وبتحليل الخلافات الأخيرة بين الفصيلين الكرديين، يصبح سبب زيارة نيجيرفان إلى طهران أكثر وضوحاً". 

وأضاف التقرير، "بحسب إعلان حكومة إقليم كردستان، بعد عدة تأجيلات للانتخابات البرلمانية الإقليمية، ستتنافس الأحزاب الكردية على 100 مقعد برلماني في 10 حزيران/يونيو، وكان من المفترض أن تجرى هذه الانتخابات قبل عامين، إلا أن خلافات داخلية حالت دون إجرائها، وقررت حكومة أربيل عدم إجراء الانتخابات من أجل الحصول على موافقة الأحزاب الكردية الأخرى، لكن بعد الإعلان عن الموعد النهائي، دخلت خلافات أربيل مع الحكومة الاتحادية حيزاً مختلفاً". 

وتطرقت الصحيفة في تقريرها إلى الخلافات بين بغداد وأربيل، وقالت "شككت المحكمة الاتحادية العراقية في شرعية حكومة إقليم كردستان في عدة أحكام، وتزيل هذه الأحكام مقاعد الأقلية في البرلمان، ليصل إجمالي عدد المقاعد إلى 100 مقعد؛ ويتضمن استبدال المفوضية العليا للانتخابات التابعة للحكومة المركزية بدلاً من مفوضية انتخابات إقليم كردستان لمراقبة الانتخابات المقبلة والأحكام الأخرى المتعلقة بصادرات النفط وتسليم الإيرادات إلى خزينة الحكومة الاتحادية". 

واشتدت الخلافات الداخلية بين الأكراد بعد هذه الأحكام، وقاطع الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود البارزاني الانتخابات التي حدد موعدها بنفسه وأجبر القاضي الكردي الذي كان يعتبر ممثل إقليم كردستان في هذه المؤسسة على الاستقالة احتجاجا على الأحكام الصادرة عن المحكمة الاتحادية.  

من جهة أخرى، اعتبر الحزب الوطني بزعامة بافل طالباني الأحكام الصادرة عن المحكمة الاتحادية متوافقة مع الدستور، وأعلن أن اتباعها سيكون فيه منفعة جماعية. 

وتناولت الصحيفة مساعي أربيل لتخفيف التوترات مع بغداد، وذكرت "في غضون ذلك، سافر نيجيرفان بارزاني إلى بغداد مرتين خلال أقل من شهر لوضع أسس تأجيل الانتخابات وحل الخلافات بين أربيل وبغداد، وكان اللقاء مع الزعماء الشيعة والاجتماع مع رئيس الوزراء وعقد اجتماع مع ائتلاف "إدارة الدولة" والإطار التنسيقي، من بين إجراءات بارزاني الأخيرة للتقرب من الشيعة واستعادة العلاقات الموحدة القديمة للحزب الديمقراطي". 

وأوضحت "على عكس بافل طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الذي حاول دائماً التوفيق بين مواقفه مع الحكومة الاتحادية وفصائل المقاومة مع الأحداث الأخيرة، خاصة بعد لقاء نيجيرفان بقيادات الاطار التنسيقي والحصول على موافقة ضمنية لتأجيل الانتخابات دفعه في اتجاه آخر". 

 ورأت أحزاب كردية أخرى، مثل الاتحاد الوطني وحركة التغيير (كوران) وحركة الجيل الجديد، أنه مع مقاطعة الحزب الديمقراطي وعدم مشاركته في انتخابات 10 حزيران/يونيو، فإن إقليم كردستان سيخسر الانتخابات، وسيتم نقل الحكومة من أربيل إلى السليمانية، لكن المتوقع أن يحدث العكس، ولهذا السبب فقد طالباني تأييد الشيعة للمرة الثانية. 

وذكرت الصحيفة إنه "قبل الأحداث الأخيرة، وبعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية 2021، ورغم دخول الحزب الديمقراطي في تحالف مع مقتدى الصدر، سعى الاتحاد الوطني إلى التحالف مع نوري المالكي وغيره من الشيعة، ورأى أنه بمثل هذا القرار يمكن أن يصل برهم صالح من حزبه إلى رئاسة الجمهورية للمرة الثانية، إلا أن معارضة قيادات الإطار التنسيقي حالت دون تعيين ممثل بافل الطالباني لولاية ثانية للرئاسة". 

وأضافت، أن "الخلافات الداخلية بين الحزبين المركزيين في كردستان العراق، والتي دفعت بافل طالباني إلى الابتعاد عن إيران، فضلاً عن رحلات نيجيرفان المتكررة إلى بغداد ورحلة أردوغان إلى أربيل، أعطت رئيس إقليم كردستان فرصة لتحسين العلاقات بين الحزب الديمقراطي وإيران". 

رسائل زيارة بارزاني

وتقول الصحيفة إن زيارة نيجيرفان بارزاني إلى إيران تحتوي على عدة رسائل منها إن "وجود أردوغان في أربيل يضع ضغوطًا إضافية على الحكومة الإقليمية للموافقة على قمع القوات الكردية المعارضة للحكومة التركية، وبعض هذه الجماعات الكردية حليفة لأربيل، بل إن بعضها قاتل ضد داعش في تحرير مدن وقرى كردستان العراق، ولذلك فإن قمع هذه الجماعات يتعارض مع مصالح حكومة الإقليم، ومن المرجح أن تقود إيران، باعتبارها دولة قوية ومؤثرة في المنطقة، وطالما أنها لا تتعارض مع مصالحها، المفاوضات بحضور الطرفين التركي والكردي، حتى يتمكن أردوغان من تجنب هذا الطلب في الوقت الحالي". 

وأضافت "يخضع جزء كبير من الأراضي المشمولة بالاتفاقية الأمنية الأخيرة بين إيران والعراق لإدارة القوات الأمنية والعسكرية لإقليم كردستان. وبسبب الوفد الأمني لإقليم كردستان العراق المرافق لنيجيرفان إلى طهران، فمن المتوقع أن تتعرض القوى الإرهابية الكردية المعارضة لإيران لضغوط. وكما ذكرنا، فإن حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي على حافة صراع واسع النطاق. وسيكون طلب نيجيرفان من إيران، مع الأخذ في الاعتبار رحلة بافل طالباني إلى الإمارات العربية المتحدة وأميركا، بمثابة دعم مضاعف للحزب الديمقراطي". 

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "إن الاعتماد المفرط لمسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، على الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة بهدف حل المشاكل الداخلية والضغط على الحكومة المركزية لم يكن مثمراً؛ ومن أسباب تقارب نيجيرفان من القادة السياسيين الشيعة العراقيين والمسؤولين الإيرانيين، إلى جانب إحياء مكانة نيجيرفان لدى مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، هو إعادة إقليم كردستان العراق إلى المكانة التي كانت معروفة سابقاً كحليف لإيران، أضف إلى ذلك أن إيران لم تغلق الباب أبداً أمام القادة السياسيين العراقيين، سواء كانوا شيعة أو سنة أو أكراداً، وحاولت دائماً منع تأجيج أجواء المنطقة وبلاد العراق بمبادرات مختلفة، انطلاقاً من مصالح المنطقة والعلاقات الطيبة والمتبادلة بين البلدين، وستكون نتائج رحلة نيجيرفان بارزاني ملموسة أيضاً في شكل هذه المناقشة".