استوديوهات التحليل.. امكانية الإبداع وإطارية التقليد !
مقالات الكتاب | 2-02-2024, 13:55 |
بقلم / حسين الذكر
العالم في ظل العولمة لم يعد "يحبو" أو يمشي ولا حتى يقفز .. كي يكون الارتباط بين اعضاء القرية العالمية عضويًا فعالا ينبغي أن نحلق بالفضاء من اجل قطع المسافة بين اقصى نقطتين على الكوكب الأرضي.. وذلك يتطلب أن تكون التقنيات بأعلى دقتها واستيعاب مهام مفرداتها .. ذلك الرحم (التواصلي) أنجب العديد من الطرق والأساليب والأدوات الإبداعية التي مكنت الانسان من أن يكون حاضراً بأيسر الطرق لممارسة دوره في عمليات البناء الإنساني المتحضرة في عصر ما بعد الذرة .
العملية برمتها تتوقف على الهدف الاستراتيجي والتخطيط لبلوغ ذلك، ثمة سؤال يطرح على الذات الإعلامية الرياضية تحديدًا في ظل الحدث.. ما هي نسب مشاهدة ستوديوهات التحليل.. بمعنى آخر واكثر دقة في الشد والجذب والتعبير عن حقيقة وجوهر الرسالة التحليلية.. ما هي نسب المشاهدة بين الشوطين ... كم من متابعي المباريات يبقي مشدود النظر لمعرفة ما يقوله المحللون .. النتيجة بلا مبالغة مذهلة اذ ان الاغلب الاعم يترك التلفاز لقضاء حاجات أخرى بمعنى الزهد في الحديث لاسيما الممل منه .
العملية برمتها لا تتعلق (بالديكور والاسماء والنجوم والتهريج والصراخ المتكرر والتقاطع والخصومات المفتعلة منها او التلقائية).. فتلك أمور ثانوية كلما كان التجلي عفوياً فيها اصبح إضافة بموجب آلية تحصيل الحاصل.. الإشكالية تكمن بالهدف .
فيا ترى هل حددت وسائل الاعلام الكبرى هدف برنامج ما؟ .. هل رسالته موجهة الى الجماهير او الأجهزة التدريبية والنخب الكروية – على سبيل المثال – ؟.. قطعا يجب علينا ان نفرق بين متابعي كرة القدم ومشاهديها .. فالجماهير المحتشدة بالملايين في الملاعب والشوارع والكازينوهات والصالات والمطاعم وخلف تلفاز البيوت .. الكثير منهم لا يمثلون المتابعين .. لكنهم مشجعون للرمزية الوطنية والنادوية بما تمثله .. وهؤلاء لا يفقهون بالعلم الكروي – ان جازت التسمية – بمعنى لا تعنيهم مفردات من قبيل 4-4-2 او 3-2-3- 1.. وغير ذلك من مفردات تكتيكية تبدو كأنها مصطلحات مبهمة لا تعنيهم ولا يريدوا فهمها .. فهم لا يخوضون بتفاصيل فنية بل يتوقون للامتاع الجمالي الجمعي ..
اذا ما ادرك ذلك .. العقل المهني المسؤول يتطلب منه إعادة صياغة مفردات الأسس التي بنيت عليها استوديوهات التحليل واحالتها من عملية إرتزاق وظيفي وأساليب (شو) لإستجداء المتابعة عند البعض، الى مادة دسمة تمزق أطر الكهنوت الكروي البحت الذي يرتديه البعض وتحويله لحلة جديدة بمفردات احدث وأدوات اشمل واعم واقدر على الصاق هذه الملايين العاشقة حد الجمال.. بدل من نفرها .. وهنا لا أقول - يتقززون منه – ولكنهم باقل تقدير لا يعبهون فيه..
نعم الهدفية الاستراتيجية والدراسة النفسية والاجتماعية هي من تدفعنا لاجراء التغييرات وذلك لا يعني تمردًا على المتمرسين من مقدمي البرامج او نجوم التحليل المحترمين بقدر ما هي حاجة فعلية لعملية مزاوجة شبيهة بما نحتاجه للخروج من ازمة موت الصحافة الورقية وتدافع المشيعين من شباب السوشيل ميديا .