" حملدارية" السياسة والترشيح.. مهنة جديدة تنتعش بمواسم الانتخابات
سياسة | 25-09-2023, 15:28 |
بغداد اليوم - بغداد
في زقاق سكني وسط حي شعبي جنوب ديالى يسعى ابو مصطفى وثلاثة من رفاقه في التحضير لسرادق مرشح ميسور الحال لانتخابات مجالس المحافظات لالقاء كلمته امام اكثر من 200 شخص من داعميه.
ويبدو أن الانتخابات أصبحت مناسبة موسمية لخلق فرص عمل لمايسمون بـ"حملدارية السياسة"، حيث يقومون بتقديم خدمات الدعاية والاعلان للمرشحين مقابل اجور.
ابو مصطفى والبالغ من العمر 34 سنة قال في حديث لـ"بغداد اليوم"، انه "رغم اننا نقود حملات المرشحين من دعاية الى تنظيم وترويج، لكننا نبقى مستقلين، عملنا هو مقابل اجر اي اننا لسنا طرف ضد طرف اخر نقدم تجربتنا التي هي نتاج خبرة متراكمة منذ 4 دورات انتخابية".
واضاف، ان "البعض يطلق علينا حملدارية السياسة والبعض الاخر يصفنا بتسمية مؤلمة لكننا في الحقيقة نقوم بمهنة خلقتها الانتخابات وهي اشبه بالعلاقات العامة وهذا سياق موجود في كل الديمقراطيات".
اما احسان عبدالله وهو رفيق مصطفى اقر بأن بعض المرشحين نكث وعوده معهم قائلا "ضربنا بوري" ولم يدفع لنا ما اتفق عليه لافتا الى ان "التجربة دفعتنا الى ان نستلم اولا ثم نقوم بعملنا كي لا نبقى نسعى لأتعابنا وراء المرشح".
واشار الى ان "بعض من يفوز بالانتخابات يغيرون ارقام هواتفهم والبعض الاخر يبقى على اصالته في تعامله مع الناس لا يغيره المنصب وهم قلة".
عدنان التميمي سياس مستقل اقر بان "حملدارية مواسم الانتخابات هم في الاغلب شباب عاطل عن العمل تسعفهم الانتخابات بفرص عمل لمدة اشهر وبعدها ينتهي كل شي"، لافتا الى ان "بعضهم يصل مستوى الترويج للمرشحين الى حد التطرف".
واضاف، ان "الانتخابات لم تعد تعتمد على البرامج والاهداف بل على مايمكن ان يقدمه المرشح الان من دعم مادي مباشر" لافتا الى ان "المحولة والخدمات الاساسية هي من تحسم السباق مبكرا وهذا واقع حال لا يختلف عليه اثنان".
أمين عام بيارق الخير محمد الخالدي اقر بان "ثراء الاحزاب والمرشحين والانفاق غير المسبوق يثير علامات استفهام ويؤكد بانه لا يوجد اي تكافؤ في الفرص بين القوى الناشئة والكبيرة والمستقلة".
واضاف ان "هناك مرشحين لديهم كل اسباب الدعم المالي واستغلال امكانيات دوائر لكن بنفس الوقت لاتتوفر لمرشحين اخرين اي فرص سوى نيتهم الطيبة في احداث التغير المنشود".
المصدر: بغداد اليوم