آخر الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يخضع العاهل السعودي للفحص الطبي من أجل غزة .. جدة ثمانينية تصعد جبلاً في فرنسا على متن دراجة هوائية لجمع التبرعات بغداد.. القبض على 9 متهمين بجريمة "النزاع العشائري" في جانب الكرخ المحكمة الاتحادية ترد الطعن بدستورية نص في نظام توزيع المقاعد لانتخابات مجالس المحافظات الكشف عن علامات تشير إلى وجود حضارات خارج كوكب الأرض

خطط حكومية واعدة لسياحة العراق تصطدم بقساوة الجفاف

محليات | 25-07-2023, 18:40 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

تسعى وزارة الثقافة والسياحة والآثار، إلى تحسين واقع القطاع السياحي في البلاد، عبر مشاريع وخطط جديدة، تحظى غالبيتها بالدعم الحكومي، وفقاً لمسؤولين، إلا أن مشاكل كثيرة تعصف بعموم المناطق السياحية، بينها الجفاف والتصحر الذي زحف أخيراً إلى تلك المناطق.

وأعلنت الوزارة، أمس الاثنين (24 تموز 2023)، عن تبنيها مشروعاً واعداً لجذب السيّاح إلى البلاد والذين شهدت أعدادهم زيادة، عقب احتضانها بطولة خليجي 25، مطلع 2023، مؤكدة أنّ التأشيرة الإلكترونية التي ستصدر قريباً ستسهل دخولهم لها، للتمتع بتنوع أجوائه التاريخية والدينية والثقافية.

وذكر وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، في تصريحات له نقلتها وسائل إعلام محلية أن "الوزارة تعمل على مشروع واعد لجذب السياح إلى العراق"، مبينا أن "أعداد السيّاح شهدت زيادة عقب بطولة خليجي 25 التي احتضنتها البصرة خلال شهر كانون الثاني الماضي، وما لقيه ضيوف العراق في المحافظة حينها من حفاوة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال".

وأضاف البدراني، أن "المشروع الذي تبنته الوزارة سيدعمه استقرار الوضع الأمني للبلاد وسهولة التنقل بين محافظاتها، إضافة إلى التأشيرة الإلكترونية التي ستُطلق خلال الأيام المقبلة والتي ستصبح مؤشراً آخر لسهولة الحصول على فيزا الدخول إلى العراق، كما أن أجهزة الوزارة المختصة تعمل حالياً على المقارنة بين الدخول بالفيزا الإلكترونية والتأشيرة المعمول بها حالياً".

وأكمل أنّ "أكثر المحافظات جذباً للسائحين هي محافظة بابل وآثارها الشهيرة، ومحافظة ذي قار لاحتوائها على آثار مدينة أور وزقورتها التاريخية، وكذلك بيت نبي الله إبراهيم، الذي تقصده أعداد كبيرة من الحجاج سنوياً، لأهميته الكبيرة للديانات الإبراهيمية الثلاث، فضلاً عن الأعداد الكبيرة التي تزور الأضرحة المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، علاوة على السياحة في الأهوار، وزيارة آثار خورسباد والنمرود والحضر بمحافظة نينوى".

وأشار إلى "أهمية العوائد المالية المتحققة للبلاد من السياحة، متمثلة في جانبين: الأول منظور وهو محدود أسوة برسوم دخول الزائرين للمتاحف والأماكن الأثرية والأهوار، والثاني غير منظور أسوة بأجور النقل وتبضع السائحين من الأسواق وشراء الأنتيكات والآثار المقلدة، وارتياد المطاعم وأماكن التسلية المختلفة".

لكن الباحث في الشأن البيئي والسياحي، حيدر المسعودي، بيَّن أن "الخطط التي تعلن عنها وزارة الثقافة والسياحة، بشأن تطوير أو تمكين القطاع السياحي، غير منطقية، إذ كيف يمكن أن يتم تشجيع الزوار والسيّاح الأجانب على زيارة مدينة بابل الأثرية مثلاً، وهي عبارة عن أنقاض لا علاقة لها بأي شكلٍ من أشكال السياحة، وأن بعض أطرافها عبارة عن مكبات للنفايات".

وأضاف المسعودي، في تصريح صحفي، أن "معظم المعالم السياحية في مناطق العراق مرتبطة بالمياه، وهي حالياً تعاني من حالة جفاف غير مسبوقة، لذلك فإن الحكومة العراقية من واجبها حل المشاكل الأساسية التي يعاني منها الشعب العراقي وهي نفسها التي تعاني منها المناطق السياحية، بعد ذلك تجد تلك المناطق متنفساً قد يخدم الواقع السياحي".

من جانبه، لفتت عضو جمعية الآثار العراقية، دلال محمد، إلى أن "وزارة الثقافة لا تعي ما يحدث في الأهوار، وهو معلم سياحي مهم، ونفس الحال مع مناطق في غرب العراق، مثل مدينة هيت، التي بات الجفاف يُهدد مصيرها التاريخي"، موضحة، أن "المعالجة لا تتم بالترقيع، إذ ما فائدة الفيزا الإلكترونية للسائح الأجنبي في حال دخوله للعراق، مما يحدث للمناطق السياحية من تدمير مقصود".

ويُعد العراق، أحد أكثر البلدان العربية من حيث تنوع المناطق السياحية والأثرية، حيث تتوفر عشرات المناطق السياحية والجميلة، تمتد من أقصى مناطق شمال البلاد إلى جنوبها، لكن الحروب والأزمات الأمنية المتلاحقة منذ عقود، أدت إلى إهمال الملف السياحي على المستوى الحكومي المسؤول، في حين بقي العراقيون يترددون عليها رغم الظروف الصعبة، وشهدت خلال العامين الماضيين عودة تدريجية للسياحة الأجنبية لمعظم المناطق العراقية.

وتتنوع أشكال المناطق الجميلة في العراق، إذ إن الطبيعة الخاصة بإقليم كردستان، شمال العراق، أنتجت حدائق وسفوحا جبلية خلابة إضافة إلى الأنهر والشلالات، فيما تتواجد في مناطق الوسط محطات تاريخية مختلفة، ومنها ما تركه الحكم العباسي وغيره، إضافة إلى المتاحف، في وقت لمناطق جنوب العراق طعم خاص، حيث الأرياف الفسيحة والأهوار المائية إضافة إلى بقع تاريخية تعود إلى العصور السومرية والبابلية.