تحليل بريطاني يعلن "نهاية عصر الهيمنة" الأميركية على العالم: العراق نقطة التحول
تقارير مترجمة | 22-03-2023, 13:39 |
بغداد اليوم - ترجمة
أعلنت صحيفة الغارديان البريطانية من خلال تحليل نشرته، اليوم الأربعاء، عن التفاصيل التي قالت انها قادت الى المرحلة "الحرجة" الحالية للعالم والولايات المتحدة، ونقطة التحول التي مثلها العراق في ايصالها الى ما هي عليها اليوم.
وبينت الصحيفة بحسب تحليلها الذي ترجمته (بغداد اليوم)، أن "الولايات المتحدة، وهي القوة العسكرية الأكبر في العالم، انشأت امبراطورية بلا حدود، حيث تتمتع بالسلطة الاقتصادية والسياسية على كل قارة، وتسيطر على النظام الاقتصادي العالمي بالإضافة الى اشغالها ما يزيد عن 750 قاعدة عسكرية في 80 بلدا حول العالم".
وتابعت أن "تلك السيطرة تحققت للولايات المتحدة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تسعينات القرن الماضي، وعلى الرغم من محاولات أوروبا إقامة صلح وتوحيد موقفها من خلال دعوة موسكو الى حلف الناتو، الا ان النفوذ الأمريكي كان اقوى، حيث رفضت واشنطن ان يكون عضوا داخل الحلف بذات قوتها وقدراتها النووية، ويهدد توجهاتها داخل الحلف، الامر الذي قاد الى خلق جبهة مقابلة"، على حد وصفها.
وأضافت أن "<سيطرة الولايات المتحدة على العالم استمرت حتى عام 2003، بحسب الصحيفة، والتي اكدت أنه لم يسبق لدولة ان تعارض الولايات المتحدة الامريكية حتى إعلانها الحرب على العراق، حيث رفضت وللمرة الأولى، فرنسا وألمانيا المشاركة بذلك الغزو، على الرغم من عدم وصف التحرك الأمريكي بغير القانوني او المطالبة بعقوبات ضد واشنطن، لكنه مثل المرة الأولى التي يتم فيها تحدي الرغبة الامريكية دوليا".
وبينت أنه "بالنظر الى رد الفعل الأوروبي بشكل خاص والدولي بشكل عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، وبمقارنته مع ذات رد الفعل حول الجريمة نفسها التي ارتكبتها الولايات المتحدة بغزو العراق، الا ان ثلاثين عاما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وعشرين عاما بعد غزو العراق، غيرت كثيرا من أوروبا، والولايات المتحدة ذاتها".
وذكرت الصحيفة خلال تحليلها أن "الفشل الأمريكي المستمر في العراق والشرق الأوسط وما تبعه من تصرفات روسية، افقدت الولايات المتحدة جزءا كبيرا من نفوذها الدولية"، موضحةً أنه "مع تحشيد الولايات المتحدة العالم ضد موسكو كما عهدت سابقا، واجهت واشنطن مشكلة لم تتوقع ظهورها، فمن بين 140 أصدرت ادانة ضد الغزو الروسي داخل الأمم المتحدة، أربعين دولة فقط طبقت العقوبات الامريكية على روسيا".
ولفتت الى أنه "كمية التدفق الكبير للأسلحة والمعدات والدعم العسكري المقدم من الولايات المتحدة الى أوكرانيا، يثير شكوك دول العالم، بان الهدف الرئيس لواشنطن لا ينحصر بالدفاع عن أوكرانيا، بل يتعداه الى تغيير النظام السياسي في الكرملن، الامر الذي قالت انه يدفع بدول العالم الى الابتعاد عن النفوذ الأمريكي لما يحمله من مخاطر على امنها بتوريطها بصراعات خارجية".
وتابعت أن "التغير في المواقف من الولايات المتحدة لم ينحسر بالبلدان فقط، بحسب الصحيفة، موردة استطلاع راي اجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية حول الأوضاع في أوروبا، أكد خلاله ان الغالبية حول العالم ترى ضرورة بان يتم التوصل الى وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا "حتى وان عنى الامر ان تعلن السلطات الأوكرانية الاستسلام"، مؤكدة ان "قبضة الولايات المتحدة على الخطاب الدولي" باتت تفلت الان.
ذلك التغير وتأثيراته الكبيرة على العالم، عبر عنه أيضا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الشهر الماضي، خلال تصريحات امام مجلس الامن الدولي، اكد خلالها "أرى قوة الخطاب الروسي الذي يتهمنا بالنفاق وامتلاك المعايير المزدوجة"، مشيرا الى "موقف الأمم المتحدة من غزو العراق بالمقارنة مع موقفها من الغزو الروسي".
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على "دور العراق في افقاد الولايات المتحدة سطوتها السابقة على العالم، معلنا بحسب الغارديان "انا مصدوم من كمية المصداقية التي نخسرها الان في الجنوب العالمي"، في إشارة الى بعض دول أوروبا واسيا.
الصحيفة البريطانية، انهت تحليلها بالتأكيد على ان العراق "نقطة التحول" التي قادت الى فقدان العالم الثقة بالولايات المتحدة وحلفائها، وشجعت أخرى نحو تحديها على الصعيد العالمي، واهمها، ليس روسيا، بل الصين، على حد تعبيرها، مؤكدة ان التحدي الأكبر امام الولايات المتحدة الامريكية اليوم هو نموا الصين والانتقال نحو مرحلة جديدة من الحرب الباردة ضدها.
وتابعت أنه "قد يرى البعض ان العشر سنوات المقبلة ستشهد صعود قوى عالمية متعددة لن يكون العالم مضطرا معها للخضوع لواحدة على حساب الأخرى، او قد تكون حربا باردة مستمرة بين الصين والولايات المتحدة، بكل الأحوال، الامر الوحيد المؤكد الان بعد تركيز واشنطن لكافة نفوذها في أوروبا، ان عصر هيمنتها على بقية العالم، قد شارف على الانتهاء"، بحسب وصفها.
المصدر: اضغط هنا