آخر الأخبار
السوداني يعلن تفاصيل المباحثات المرتقبة مع اردوغان خلال زيارته للعراق - عاجل معركة "وردية" 90% عبر مواقع التواصل.. مناوشات إيران واسرائيل تثير سخريّة خبراء الحرب - عاجل بوقت قياسي .. شرطة ذي قار تكشف تفاصيل جريمتين في المحافظة السوداني: زيارتي إلى واشنطن لبدء صفحة جديدة من العلاقات بين العراق وأمريكا ظريف يصف هجوم اسرائيل على إصفهان بـ "ألعاب نارية"

"صيف قاس ونسيان الزراعة".. أزمة الجفاف قد تطال مياه الشرب في العراق

محليات | 15-03-2023, 19:12 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

يواجه العراق الذي نشأت حضارته على ضفتي دجلة والفرات "مصيرا كارثيا" جراء شح المياه التي تراجعت كمياتها إلى مستوى ينذر باحتمال فقدان مياه الشرب.

وأنخفض المخزون المائي الإستراتيجي لبلاد النهرين إلى 7.5 مليارات متر مكعب للمرة الأولى بتاريخ البلاد، وفق ما أفادت به وزارة الموارد المائية الأسبوع الماضي.

وفي إعلان صادم قال وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، أن تركيا تعتزم انشاء 20 سداً رئيساً على نهري دجلة والفرات".

وقال عبد الله :"العراق لم يعد بلد النهرين العظيمين دجلة والفرات، لكون أنهره أمست قنوات بسيطة تتحكم السدود التركية بما يطلق لها من حصص مائية" حسب قوله.

وفي الوقت الذي انتشرت فيه صور ومشاهد فيديو لجفاف مساحات واسعة من حوضي نهري دجلة والفرات في جنوب البلاد، كشف المتحدث باسم وزارة الموارد خالد شمال -في تصريحات صحفية- عن أن المخزون المائي وصل إلى مراحل وصفها "بالحرجة جدا"، حيث لا تستطيع الوزارة ضخ مياه كبيرة للأنهار، بسبب فقدان العراق 70% من استحقاقاته المائية القادمة إليه من دول الجوار.

وعزت الوزارة هذه الأوضاع إلى الجفاف المستمر منذ 3 سنوات، والخطة الزراعية التي ضغطت بشكل كبير على المخزون المائي.

ورغم ان موسم الشتاء المنصرم يعد ممطراً وأفضل نسبياً من المواسم الثلاث الماضية الا ان وزارة الموارد تقول ان مساحة الفراغ الخزني أكبر مما توثر عليه الأمطار الحالية.

وكشف مؤشر الإجهاد المائي الدولي عن أن العراق مهدد بأن يصبح بلا أنهار بحلول عام 2040 مع جفاف نهري دجلة والفرات.

وبينما يحذر متخصصون من أن تنسحب الأزمة على مياه الشرب، طمأن المتحدث باسم الموارد خالد شمال في تصريح صحفي العراقيين،" مشيرا إلى أن "وزارته محافظة على منسوب مياه الشرب على مستوى البلاد، لكنه أقر بوجود حالات نزوح باتجاه مصادر المياه من بعض المناطق التي تعاني من الجفاف، بالإضافة إلى نفوق بعض الحيوانات من الماشية.

ويعود سبب انحسار مياه دجلة والفرات إلى "سياسات دول المنبع" التي قامت ببناء العديد من مشاريع السدود والاستصلاح الكبرى، دون التنسيق مع العراق الذي يعد دولة مصب، وذلك ما أثر على استحقاقاته التاريخية في النهرين اللذين تراجعت الإيرادات الواصلة لهما إلى أقل من 30% من معدلاتها الطبيعية، حسب تأكيد خالد شمال الذي بيّن أن العراق عانى فضلا عن ذلك في السنوات الثلاث الماضية من جفاف قاسٍ أدى إلى استنزاف الجزء الأكبر من المخزون المائي.

في غضون ذلك، يسعى العراق للتوصل إلى اتفاق مع تركيا لرفع الإطلاقات المائية بواقع 400 متر مكعب في الثانية من نهر دجلة، و500 متر مكعب في الثانية من نهر الفرات.

وكان وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي زار تركيا الأسبوع الماضي، إلا أن الجانب التركي لم يوضح موقفه من هذه المطالبات، حسب شمال.

وتابع المتحدث أن وزير الموارد المائية عون ذياب أجرى أيضا زيارة الأسبوع الماضي إلى إيران والتقى المعنيين بإدارة ملف المياه، حيث اتفق الطرفان على نصب محطات رصد للتصريف داخل العراق على الأنهر الحدودية المشتركة، ليتم بعد ذلك تحديد الإجراءات التي يمكن اتخاذها.

وخلال أقل من 4 سنوات وتحديدا منذ عام 2019 فقد العراق -الذي بات في المرتبة الخامسة على مؤشر الجفاف العالمي- نحو 53 مليار متر مكعب من مخزونه المائي، وفق بيانات وزارة الموارد المائية.

أما عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان مثنى أمين فأكد أن مجلس النواب لم يتطرق إلى الملف المائي ولم يفكر فيه مطلقا، معلقا "يبدو أن المجلس مشغول بقضايا أخرى، لذا لم تتضمن أجندته أي شيء يخص هذا الموضوع رغم المحاولات المتعددة لتضمينه".

استدرك أمين قوله "بالإشارة إلى أن الحكومة هي المعنية بهذا الملف، لكنها أيضا لم تعره أهمية، لذلك تستمر دول المنبع في قطع الحصة المائية دون أي مراعاة لحسن الجوار، وهذا ما يمنع التوصل إلى أي اتفاق معها"، لافتا إلى أن الأزمة ستنسحب على مستوى تأمين مياه الشرب، على حد قوله.

في الأثناء، قال مدير دائرة الموارد المائية في محافظة ذي قار غزوان عبد الأمير في تصريح صحفي، إنه وفق المتوفر من المخزون المائي، فإن الصيف القادم سيكون قاسيا، منبها إلى احتمال فقدان مياه الشرب في بعض المناطق ما لم يتم احترام إجراءات الوزارة ومنع استمرار التجاوز على الحصص المائية، مؤكدا توقف مضخات مياه الشرب في قضاء الإصلاح بالمحافظة.

ويتفق مع هذا الرأي خبير الإستراتيجيات والسياسيات المائية رمضان حمزة الذي أضاف أن المتبقي من المخزون المائي في سد الموصل يبلغ مليار متر مكعب فقط، ومن ثم سيُلجأ إلى المخزون في بحيرة الثرثار ليذهب باتجاه نهر الفرات، وبذلك ستعاني مناطق عديدة من الجفاف.

وقال حمزة، ان :"استخدام المياه المخزنة سيكون مقتصرا على الشرب فقط، وهو ما قد لا يتوفر في العديد من المناطق، منبها إلى أن ذلك سيؤدي إلى نسيان الزراعة في الصيف القادم، ومن ثم سينعكس على حدوث هجرة مناخية، وفق تعبيره.

يشار إلى أن العراق يمتلك 19 سدا في عموم أنحاء البلاد، معظمها مشيد على نهري دجلة والفرات وروافدهما، حيث تعتمد البلاد في حصولها على المياه على ما يصل إليها من دول المنبع من تركيا وإيران.