تقرير امريكي: الولايات المتحدة الأميركية لاتستطيع مواجهة الصين
عربي ودولي | 7-03-2023, 17:38 |
بغداد اليوم - بغداد
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء، عن أن الولايات المتحدة الأميركية ليست مستعدة للدخول في مواجهة عسكرية مع قوى عظمى تتمتع بالقدر نفسه من المستوى التكنولوجي لديها مثل الصين وروسيا.
وقالت الصحيفة في تقرير، تابعته (بغداد اليوم)، إنه على الرغم من "الميزانية الدفاعية الأميركية السنوية التي تزيد على 800 مليار دولار، فإن الانتقال من مرحلة «الحرب على الإرهاب» إلى مواجهة القوى العظمى قد تأثر، بالانقسامات السياسية حول جدية التهديد الصيني، والاستثمار في برامج أسلحة متطورة ومكلفة للغاية (فشل في تحقيق هدفه الاستراتيجي المأمول)، والصراع في أوكرانيا، وأن "واشنطن لم تسد حتى اليوم عجزاً خطيراً من حيث القدرات الصناعية والتشغيلية.
واضافت الصحيفة إن "جزءاً كبيراً من المشاكل التي تتجاهلها الولايات المتحدة هو من أصل صناعي"، لافتة إلى أن "عملية الاندماج الجذري لصناعة الدفاع الأميركية في عدد قليل من التكتلات والشركات ذات النفوذ السياسي والاقتصادي العالي قد حرمت البنتاغون من الخيارات والقدرة الإنتاجية". وعلى سبيل المثال، "تكافح البحرية الأميركية لإنتاج الغواصات اللازمة لمواجهة البحرية الصينية الضخمة والحديثة، كما تأخرت واشنطن تقنياً بشكل مثير للقلق وراء الصين وروسيا فيما يتعلق بإنتاج الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت».
وتطرقت الصحيفة إلى محاكاة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في أغسطس (آب) الماضي، لغزو صيني لتايوان. خلال المحاكاة، استنفدت الولايات المتحدة مخزونها من الصواريخ المضادة للسفن في أسبوع واحد فقط. كما أُضعفت الولايات المتحدة بسبب الانقسامات الآيديولوجية والثقافية والسياسية المتزايدة في المجتمع الأميركي، والتي تنعكس في تراجع التجنيد بالجيش. وقالت الصحيفة: إن النجاحات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان تحققت جزئياً بفضل التفوق الجوي، لافتة إلى أن الصراع مع الصين سيكون مختلفاً تماماً. ورأت الصحيفة، أنه في حال الحرب ستتعرض قواعد وموانئ الولايات المتحدة الآسيوية للهجوم وستحتاج إلى دعم قواتها عبر طرق إمداد طويلة والتي يحتمل أن تكون معرضة للخطر.
وتابعت «إذا أعطى الصراع مع الصين الثقة لروسيا لاتخاذ مزيد من الإجراءات في أوروبا الشرقية، فستحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى خوض حرب على جبهتين. كلٌ من الصين وروسيا قوتان نوويتان. يمكن أن يمتد الإجراء إلى القطب الشمالي، حيث تتخلف الولايات المتحدة عن روسيا في كاسحات الجليد والموانئ».
وحسب الصحيفة، أظهرت مناورة حربية أجرتها هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، أن الولايات المتحدة يمكن أن تعرقل غزواً صينياً لتايوان وتفرض حالة من الجمود في حال اشتعلت المواجهة في وقت لاحق من هذا العقد، على الرغم من وقوع خسائر كبيرة في كلا الجانبين. افترضت تلك المحاكاة، أن الولايات المتحدة ستستفيد من أسلحة وتكتيكات وانتشار عسكري جديد يجري التخطيط له حالياً في البنتاغون.
وقالت الصحيفة إنه للتحضير للمستقبل، تخلص سلاح مشاة البحرية من دباباته وأعاد تشكيل نفسه كقوة مشاة بحرية تهاجم السفن الصينية من الجزر الصغيرة في غرب المحيط الهادي، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يتمركز فوج ساحلي بحري جديد، يعمل بالقرب من الشاطئ وسيتم تجهيزه بصواريخ مضادة للسفن، في أوكيناوا بحلول عام 2025.
وأضافت الصحيفة، أنه في تمرين بمايو (أيار) 2021، قام مشاة البحرية بنقل قاذفة صواريخ من طراز «هيمارس» تزن 30 ألف رطل عبر بحر هائج إلى شاطئ ألاسكا، وحملوها في طائرة نقل «سي - 130» إلى قاعدة في الغابة، لافتة إلى أن الهدف هو التمرين على نوع التكتيكات التي سيستخدمها مشاة البحرية في الجزر بغرب المحيط الهادي ضد البحرية الصينية.
ورأت الصحيفة، أنه رغم كل ذلك لا يزال الجيش الأميركي أكثر قدرة من خصومه الرئيسيين. لدى الصينيين عقباتهم الخاصة في تطوير القدرة على تنفيذ هجوم برمائي واسع النطاق، في حين تم الكشف عن نقاط ضعف الجيش الروسي في أوكرانيا. لكن الدفاع عن تايوان سيتطلب من القوات الأميركية العمل على مسافات شاسعة وفي نطاق قوة نيران الصين. غيّرت بكين في السنوات الأخيرة التضاريس الأمنية لصالحها في المناطق المحيطة بالصين. في بحر الصين الجنوبي، أقامت جزراً صناعية وحصّنتها بمنشآت عسكرية لتأكيد السيطرة على الممر المائي الاستراتيجي وحرمان البحرية الأميركية من حرية التجوال.
وتابعت الصحيفة «أدت عقود من الميزانيات العسكرية الأكبر من أي وقت مضى، بما في ذلك زيادة بنسبة 7 في المائة في الإنفاق هذا العام، إلى تحسين القدرة الفتاكة للقوات الجوية الصينية والصواريخ والغواصات، كما أدى التدريب إلى إنشاء قوة أكثر حداثة مما كان في السابق. يقول البنتاغون: إن الصين تطور أسلحة وقدرات أخرى لتدمير الأقمار الصناعية للخصم، ويمثل اختراقها الإلكتروني تهديداً للبنية التحتية».
وحسب الصحيفة، بالنسبة لبرامج الأسلحة المتطورة التي يضطلع بها البنتاغون، مثل القاذفة الاستراتيجية «B - 21 Raider»، فالخوف هو أن مساهمتها قد تأتي بعد فوات الأوان؛ نظراً لأن معظمها لن يكون جاهزاً للاستخدام التشغيلي قبل العقد المقبل. قال المتحدث باسم البنتاغون، كريس ميجر: إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يدرك هذه التحديات غير المسبوقة، ويشرف بشكل مباشر على تنفيذ الاستراتيجية الأميركية الجديدة لمواجهة الصين.