رويترز: التوترات الكردية تعرقل طموحات تصدير الغاز في العراق
تقارير مترجمة | 13-06-2022, 18:42 |
بغداد اليوم- ترجمة ياسمين الشافي
كان رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني يروّج لقدرات منطقة الحكم الذاتي على تصدير الغاز كبديل للإمدادات الروسية، لكن الانقسام بين الحزبين الرئيسيين في المنطقة يشير إلى أن الخطة في الوقت الحالي حلم بعيد المنال، وبينما يبيع حزبه السياسي المشروع كجزء من حل لمشاكل الغاز في أوروبا، أوقفه شريكه الإقليمي بعد أن اشتكى من استبعاده من المفاوضات مع الشركات والمشترين المحتملين.
سلط تقرير اعدته "رويترز" على هذا الصدد، وقال: "يتنافس الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم بزعامة بارزاني منذ فترة طويلة على النفوذ مع شريكه الأصغر في الائتلاف في الحكومة، الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة عشيرة الطالباني. لكن تصاعدت هذه التوترات في الأشهر الأخيرة، بسبب خلاف الغاز وبعد أن قدم الحزب الديمقراطي الكردستاني مرشحه لرئاسة العراق - وهو المنصب الذي يشغله الأكراد عادةً من الاتحاد الوطني الكردستاني بموجب ترتيب لتقاسم السلطة".
وبحسب تقرير الوكالة الامريكية الذي ترجمته (بغداد اليوم)، قال خمسة مسؤولين أكراد من الجانبين إن" كبار المسؤولين من الحزبين بالكاد تحدثوا لأشهر".
بينما قال دبلوماسيون غربيون إن "الاجتماعات الأخيرة تطرقت إلى تلك القضايا لكنها لم تسفر عن اي نتائج تذكر".
ولفت التقرير الى ان "هذا يترك خطط تصدير الغاز الكردستاني عالقة في الوقت الحالي، مما يوجه ضربة لتطلعات المنطقة لزيادة عائدات الطاقة وتقديم إغاثة صغيرة للأسواق العالمية اليائسة لتنويع الإمدادات".
وتابع انه " يمكن أن يؤدي المأزق أيضًا إلى تقويض الاستقرار في شمال العراق، حيث تمتلك كلتا العائلتين الحاكمة قوات أمن خاصة بها".
كانت الصعوبات الاقتصادية المنتشرة بين الشباب الأكراد أحد العوامل الرئيسية وراء أزمة المهاجرين على حدود بيلاروسيا في أواخر عام 2021 وأوائل عام 2022. وقال رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني لرويترز "إذا كنا حكومة ائتلافية، فعلينا أن نقرر الأمور معا".
بين تقرير رويترز، انه هنا، فأنه "كلا الجانبين بحاجة إلى الاتفاق. حيث ينتج اثنان من أكبر حقول الغاز في العراق، خور مور وجمجمال، حوالي 450 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا ويقعان في أراضي الاتحاد الوطني الكردستاني. ولإيصال الغاز إلى الأسواق خارج العراق، أسهل طريق هو الشمال إلى تركيا، عبر الأراضي التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني".
واشار: "يمتلك كونسورتيوم بيرل، المملوك للأغلبية من قبل دانة غاز المدرجة في أبوظبي، الحق في استغلال الحقلين. وتخطط لمضاعفة الإنتاج إلى ما يصل إلى مليار قدم مكعب يوميًا في السنوات القليلة المقبلة، وهو ما يكفي لتغطية الاحتياجات المحلية. مع وجود 15 تريليون قدم مكعب من الاحتياطيات المؤكدة، يمكن أن يرتفع الإنتاج إلى 1.5 مليار قدم مكعب في اليوم، مما يترك كمية كبيرة للصادرات".
ووضحت رويترز انه "في العام الماضي، وقعت شركة (كار كروب) مع الحكومة الكردية، بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني عقدًا مع شركة الطاقة المحلية خط أنابيب الغاز من الحقول إلى العاصمة الإقليمية أربيل ومدينة دهوك الشمالية، بمجرد وصول خط الأنابيب إلى دهوك، يمكن بسهولة تمديده لبضعة كيلومترات أخرى إلى تركيا، مما يمهد الطريق لتصدير الغاز إلى أوروبا. لكن الطالباني اشتكى من أن الحزب الديمقراطي الكردستاني استبعد حزبه من المحادثات ولم تكن هناك عملية مناقصة أو شفافية حول عقد بناء خط الانابيب وكيفية منحه. لقد أوقف الاتحاد الوطني الكردستاني حتى المرحلة الأولى من التوسع الذي يهدف إلى خدمة السوق المحلية من خلال منع الفنيين من دخول حقول الغاز في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم".
واضاف انه "مما يقوض خطط التصدير أكثر هو إيران، التي لها نفوذ كبير على جارتها. والتي بعض المحللين عنها إنها تعارض مشروعًا قد يقوض نفوذها في المنطقة".
من بين 13 محطة كهرباء في كردستان، هناك خمس محطات تعمل بالغاز وتعمل فقط بحوالي 50٪ إلى 70٪ من طاقتها بسبب النقص. يعد انقطاع التيار الكهربائي أمرًا شائعًا، مما يعني أن التوسع المحلي سيكون على الأرجح الأولوية العاجلة. وبالنسبة للصادرات، لم يبرم أي اتفاق مع تركيا حتى الآن، بحسب مسؤولين أكراد. ولم ترد الحكومة التركية على طلب رويترز للتعليق.