آخر الأخبار
النزاهة تكشف مُخالفات بإنجاز أعمال ترميم بنايتين مدرسيتين في واسط المباشرة بتطبيق نظام" السيل الكمركي" في العراق مطلع حزيران المقبل لأول مرة.. إطلاق استمارة الكترونية للحصول على قطعة ارض سكنية في بابل أزمة "الماء والكهرباء" .. حكومة بغداد تتحدث عن إنتهاء "الكابوس"- عاجل الاستخبارات والامن تطيح بـ"إرهابيين" في كركوك والسليمانية

جاهزية العراق لحماية سمائه بعد الانسحاب الأمريكي من العراق

سياسة | 22-12-2021, 15:13 |

+A -A

بغداد اليوم – تقرير : محمود المفرجي الحسيني

يبدو ان انسحاب القوات الامريكية من العراق اصبح وشيكا، مع بقاء ما يسمون بالخبراء العسكريين، الذين سيبقون في قاعدتين عسكريتين في العراق، هما عين الأسد في الانبار، والحرير في كردستان.

ورغم هذا الامر، الا ان الفصائل المسلحة ما زالت تستهدف قوات التحالف الدولي، برئاسة الولايات المتحدة، اخرها ثلاثة استهدافات يوم امس جنوبي العراق، اخرها في طريق بابل السريع.

وبعد هذا الانسحاب الأمريكي للعراق، تثار عدة تساؤلات، حول قدرة العراق حماية نفسه من التهديدات الخارجية، وكذلك التهديدات الإرهابية، وخاصة في مجال حماية اجواءه التي هي تحت سيطرة الطائرات الامريكية لحد الان.

في هذه الاثناء تصر القوى السياسية المناصرة لفصائل المقاومة والحشد الشعبي، اخراج اخر جندي امريكي من العراق.

لكن يبدو ان الكرد غير راغبين بانسحاب القوات الامريكية، وانهم يرون ان هناك حاجة فعلية لبقائها.

وقال نائب رئيس أركان البيشمركة قارمان كمال، اليوم الأربعاء، ان هناك حاجة فعلية لبقاء القوات الأمريكية في البلاد.

وأضاف، كمال لـ (بغداد اليوم)، إن "خطر داعش ما يزال قائما، وهناك تهديدات واسعة، والعراق ما يزال ضعيف من حيث القدرات الجوية".

وتابع، أن "هناك حاجة لبقاء القوات الأمريكية من ناحية الدعم الجوي والفني والاستشارة القتالية، ويجب عدم التسرع باتخاذ قرار إخراج تلك القوات".

من جهته اتفق الى حد ما الخبير في الشأن الأمني العراقي أحمد الشريفي، مشيرا الى، ان حماية السماء العراقية دون المشاركة الأمريكية صعب، فيما بين سبب ذلك.

وقال الشريفي، لـ(بغداد اليوم)، ان "العراق لا يمتلك أجهزة دفاع جوي متطورة يمكن له حماية السماء العراقية بنسبة 100%، خصوصاً انه يعتمد بذلك على التواجد الامريكي، الذي هو من يقوم بهذه المهمة، منذ سنين طويلة، لما يمتلكه من أجهزة متطورة".

وبين انه "بعد الانسحاب الامريكي من العراق، الحكومة مطالبة بشكل عاجل الى عقد صفقات شراء سلاح الجو وكذلك رادارات حديثة، حتى يتمكن من حماية السماء ومنع اي خروقات قد تحصل، فهناك صعوبة بهذه المهمة بعد الانسحاب الامريكي".

الى ذلك ناقشت صحف عربية مستقبل منطقة الشرق الأوسط إثر الإعلان عن الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية من العراق ومدى تأثير ذلك على العلاقات بين دول المنطقة.

ودعا العديد من الكتّاب إلى ضرورة تنسيق المواقف بين الدول العربية والتعاون السياسي والعسكري لتحقيق توازنات في المنطقة عقب الانسحاب الأمريكي.

وحذر آخرون من تردي الأوضاع السياسية والعسكرية في العراق خاصة مع عودة هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق بالبلاد تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية.

وأعلن العراق انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي، بقيادة أمريكا، خلال الأيام المقبلة.

قالت صحيفة "العرب" اللندنية: "بعد سنوات من البحث في الخارج للحصول على إجابات، يبدو الآن أن دول الشرق الأوسط تتحدث مع بعضها البعض لإيجاد حلول بعد عقدين من الزمن حددتهما الحرب والاضطرابات السياسية. وقد لعبت الانسحابات الأميركية من أفغانستان والعراق دورا في هذا التغيير".

وقال عثمان الطاهات، في صحيفة "الدستور" الأردنية: "يبدو أنه يُعاد إنتاج التاريخ مرة أخرى، ففي عام 1968 عمدت الولايات المتحدة لـ ملء الفراغ الاستراتيجي بالشرق الأوسط عقب الخروج البريطاني كأحد مؤشرات انحسار الإمبراطورية البريطانية، لتُعاد الدائرة مرة أخرى بالإعلان عن الخروج الأمريكي لتظهر إشكالية ديناميكية تتلخص في 'من سيئول له ملء الفراغ الأمريكي بالمنطقة؟"

وأضاف الكاتب: "الشرق الأوسط لا يبتعد عن تداعيات الإعلان الأمريكي الانسحاب من مناطق الارتكاز بالمنطقة، خاصة العراق وأفغانستان، إذ إن المنطقة ما زالت تعاني التناقضات والقلق والخلخلة التي أعقبت أحداث ما يُسمى 'الربيع العربي' في بدايات العقد الماضي".

ويرى الكاتب أن هناك توجهات نحو إعادة الحديث عن نمط "التعددية القطبية"، وأنه من المرجح أن تسعى أطراف دولية "لمحاولات 'ملء الفراغ الأمريكي'، خاصة حينما يتعلق الأمر بتوازنات أمنية/ سياسية، وأخرى اقتصادية/ تجارية، وذلك بالنظر إلى عدد من الدوافع، أبرزها: الدوافع الروسية في الشرق الأوسط".

وقال نبيل فهمي، في صحيفة "اللواء" اللبنانية: "الإدارة الأمريكية تشعر أن الشرق الأوسط أرهق المجتمع الأمريكي، ولم يعد يوفر حافزاً كافياً لواشنطن لتبني سياسات مبادِرة ومكلِفة تجاهها… مع انتهاء الحرب الباردة، وانخفاض اعتماد الولايات المتحدة على مصادر الطاقة من المنطقة".

وتوقع الكاتب أن "الإدارة الأمريكية الحالية لن تعرّض جنودها أو مواطنيها للمخاطر في الشرق الأوسط، ولن تنفق كثيراً في تلك المنطقة إلا إذا فرضت عليها الأحداث ذلك، وهو موقف له انعكاسات على الارتباطات الأمنية مع الدول الصديقة والحلفاء، مهما صاحبها من تأكيدات حول الاستمرار والالتزام بحفظ أمن الأصدقاء التقليديين".

وأضاف الكاتب: "الولايات المتحدة ستتبني مواقف براغماتية تطبيقاً لسياسات واقعية، ما يفرض على الدول العربية أخد زمام المبادرة لتحقيق توازنات إقليمية والتحرك بشكل أسرع وأفضل في رسم أو الإسهام في رسم خريطة المستقبل في المنطقة، برؤى وأولويات عربية شرق أوسطية مدعمة من الأصدقاء مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرهم".

ولم يبد أحمد جمعة تفاؤلاً في مقاله في صحيفة "اليوم السابع" المصرية، إذ اعتبر أن "الحديث عن محور عربي موحد وقوى من الخيال بسبب اختلاف المصالح والرؤى بين دول الإقليم التي تتحرك كل دولة منها على حدا لحماية مصالحها، وتحاول العديد من الدول العربية وضع حد لصراع المحاور والاستقطاب الكبير والشرس الذى يجرى عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من المنطقة بشكل تدريجي وهو ما أثار لعاب دول لتوسيع مناطق نفوذها سواء بالتدخل عبر عسكريا بشكل مباشر أو الدفع بوكلاء للقتال نيابة عنها".

قال عصام نعمان، في "القدس العربي" اللندنية: "في العراق، ان الموقف الأمريكي المستجد يتعارض مع قرار البرلمان العراقي، بوجوب انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد قبل نهاية العام الحالي. واشنطن أحرجت بموقفها مختلف القوى السياسية العراقية، وإن كان حلفاؤها هم الأقل حرجاً. ذلك سيؤدي إلى ازدياد الأزمة السياسية احتداماً، إلى أن تعود واشنطن عن قرارها، وهل تعود قبل أن تنتهي مفاوضات فيينا إلى تسوية متوازنة، تستجيب للمصالح الأساسية للأطراف المتصارعة؟"