بغداد اليوم - متابعات
كشف تقرير فرنسي عن معاناة كبيرة يعيشها الصيادين العراقيين في الجنوب، والذين وصفهم بأنهم يعيشون قلقًا دائماً من اعتقالهم من قبل القوات الايرانية والقوات الكويتية في مياه شط العرب.
ويقول صياد عراقي يدعى عبد الله: "لدينا الكثير من المشاكل مع الإيرانيين، وبمجرد عبورنا الحدود بسبب التيار، يعتقلوننا".
في الماضي، كانت هذه الحدود غير المرئية والواقعة في منتصف نهر شط العرب سببا في حرب طويلة بين البلدين، وبعد حرب عام 2003، أكدت طهران وبغداد الرغبة بالعودة لاتفاقية الجزائر.
وفي سياق متصل أعرب عدد من الصيادين العراقيين عن استياءهم حول ما يتعرضون له من مضايقات سواء من الجانب الإيراني أو الكويتي، وعندما تغادر قوارب الصيد في مياه شط العرب والى أعالي مياه الخليج تجرفها التيارات إلى المياه الإقليمية الكويتية أو الإيرانية.
ويقول زياد "الإيرانيون يدخلونك السجن ويغرمونك 3000 دولار، قبل أيام قليلة اعتقل أخي من قبل دورية نهرية إيرانية ودفعَ 3000 دولار".
من جانبه، أكد رئيس نقابة صيادي الفاو بدران التميمي أنه "ليس هناك أي دعم من الحكومة العراقية"، لافتا الى ان "الكويت تسارع لاعتقال الصيادين العراقيين الذين يدخلون دون قصد إلى المياه الإقليمية للكويت".
ويؤكد التميمي "مساء أمس، ذهبت إلى الحدود الكويتية لاستقبال ثلاثة صيادين اعتقلوا من قبل الكويت"، مضيفا "هذا الأسبوع فقط، ذهبت ثلاث أو أربع مرات".
بدوره، أكد مصدر أمني كويتي بحسبما نقل عنه التقرير الفرنسي بأن "الأشخاص الذين يتم ضبطهم على الحدود يسلّمون من قبل القوات البرية وهم بصحة جيدة وبالتنسيق مع الجانب العراقي، فضلا عن الاعتبارات الجيوسياسية، يجد صيادو الفاو أنفسهم في مواجهة تحديات بيئية أيضا".
ويقول عبد الله بحسرة واضحة: "نبحر للصيد وبعد ثمانية أو عشرة أيام نعود بـ500 كيلوغرام فيما كنا نصيد ثلاثة أو أربعة أطنان، قبل عشرين عاما" بنفس الفترة، وفي ظل المراقبة المشددة من قبل الدول المجاورة للعراق إضافة لارتفاع أسعار الوقود في السنوات الأخيرة، باتت رحلات الصيد تقتصر على مناطق محدودة.
حتى داخل نهر شط العرب، لم يعد حجم الصيد يكفي لإطعام الصيادين وحدهم، نظرا لانخفاض منسوب النهر بسبب الجفاف الشديد في العراق جراء نقص المياه من دول المنبع إيران وتركيا اللتين أقامتا سدودا على مجرى نهري دجلة والفرات، ولفت عالم الأحياء في الجامعة المستنصرية ببغداد أياد عبد المحسن إلى أنه عند انخفاض منسوب مياه النهر ترتفع مستويات مياه الخليج "ونرى الكثير من الأحياء البحرية في شط العرب بسبب زيادة الملوحة".
كما أن أنهار العراق تعاني من تلوّث هائل سببه "الانشطة البشرية، مثل الصرف الصحي والنفايات" التي تلقى فيها وتتسبب بـ"أمراض الجهاز الهضمي والاسهال وحتى الكوليرا"، وفقا لعالم الأحياء.
بغداد اليوم – ذي قار منذ أن أصبحت النزاعات العشائرية عنوانًا متكررًا في نشرات الجنوب، تحوّلت ذي قار إلى ساحة اختبار يومي لقدرة الدولة على احتواء انفجارات الغضب، التي تنبع من قلب الريف، وتتمدّد تحت ضوء النهار نحو المدينة، حاملة في أحشائها إرثًا من