بلاسخرت تثير الجدل بين اتهامها بالتدخل بالسياسة الدخلية والحياد
سياسة | 4-12-2021, 11:23 |
بغداد اليوم - بغداد
صُنفت جينين بلاسخارت في تشرين الأول 2017 على أنها المرأة الأكثر تأثيراً في هولندا، وبذلك عُينت ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عام 2018، ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي.
قبل تسلُّمِها مهمات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، كانت جينين بلاسخارت ومنذ عام 2014 عضواً في البرلمان الأوروبي إذ أُعيد انتخابها لأكثر من مرة، وكُلفت أيضاً بالعمل وزيرة للدفاع في هولندا واستقالت بعدها لتعود إلى الاتحاد البرلماني الأوروبي. وكانت آنذاك ناشطة في موضوعات السلامة العامة والمساواة في المعاملة والحقوق المدنية.
في العراق، استهلت بلاسخارت مهماتها بالاجتماع مع القيادات الحكومية العراقية، المتمثلة برئيسَي الوزراء الأسبقَين حيدر العبادي وعادل عبد المهدي والحالي مصطفى الكاظمي، بالإضافة إلى زياراتها المراجع الدينية، بحسب قدرة هذه المراجع على التأثير السياسي أولاً والديني ثانياً.
وعن تقييمها الانتخابات العراقية التي جرت أخيراً، صرحت بلاسخارت في 23 تشرين الثاني المالي، أن "الانتخابات كانت بشكل عام هادئة وقد أُحسنَت إدارتها، كما أنها أظهرت تحسناً فنياً وإجرائياً واضحاً ونزيهاً، ومثلت إنجازاً كبيراً يَحسُن بالسلطات والأطراف العراقية الإقرار به علناً".
وأكدت بلاسخرت أن "الانتخابات ليست غاية، بل هي وسيلة"، أما في ما يتعلق بتهمة التلاعب بالنتائج، فأشارت بلاسخارت إلى أن القنوات القانونية القائمة متاحة للمعترضين، بينما صرحت السلطة القضائية العراقية بأن لا دليل على وجود تزوير ممنهج أو غيره.
وقالت المسؤولة الأممية أيضاً، "بينما ننتظر مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على النتائج، فإن ما سيحدث في الأيام والأسابيع المقبلة سيكون له أهمية كبرى في مستقبل العراق القريب". وحذرت من "أن أي محاولات غير مشروعة تهدف إلى نزع مصداقية عملية إعلان نتائج الانتخابات، أو تغيير نتائجها عبر الترهيب وممارسة الضغوط، كل تلك المحاولات لن تُسفر إلا عن نتائج عكسية".
من جانبه عد النائب السابق عن تحالف الفتح مختار الموسوي، الإحاطة التي قدمتها تؤكد أنها أحد أطراف المؤامرة للتلاعب بالانتخابات التشريعية وما طرحته سيدفع باتجاه التصعيد.
ويُعد تحالف الفتح، أحد تحالفات الإطار التنسيقي إلى جانب ائتلاف دولة القانون وتيار الحكمة والنصر، والنهج الوطني، فضلاً عن حركات سياسية ممثلة لميليشيات مسلحة منها عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراقي، ويشكل كل هؤلاء الفئة المعترضة على نتائج الانتخابات.
وسبق أن هدد الإطار التنسيقي بمقاطعة العملية السياسية، ملوحاً بأنه في حال عدم تعديل النتائج وفقاً للطعون، فإن "تصعيداً كبيراً قد يُحرك الشارع وقد يهدد السلم الأهلي".
أما ما يسمى بـ"المقاومة العراقية" فاعتبرت أن النتائج غير المتوقعة في الانتخابات كانت بسبب مؤامرة بقيادة جهات أجنبية فاعلة، وألقت اللوم في ذلك على "بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق" يونامي.
في السياق، اعتبر عضو ائتلاف دولة القانون وائل الركابي أن "تَدخُّل الممثلة الأممية في الشأن الداخلي كان واضحاً وغريباً ومريباً في الوقت ذاته منذ دخولها العراق وحتى الآن، وأن تعاملها مع الشأن الداخلي في العراق يعدّ منافياً للأعراف الدبلوماسية التي يجب عليها الالتزام بها، فقد سبق لها أن أدلت بتصريحات علنية ضد الحشد الشعبي، كما كان دورها واضحاً في حرف مسار التظاهرات السلمية في عام 2019، إذ دعمت جهات معينة ضد أخرى، حتى وصل الأمر إلى أن تطلب الحكومة العراقية من مجلس الأمن تمديد فترة بقائها في العراق لمدة سنة، بعد أن انتهت مدتها في أيار 2021، بذريعة دعمها الانتخابات العراقية التي جرت في 10 الماضي".
وأضاف "نحن نعتقد أن لها دوراً في اختيار الشركة الفاحصة في الانتخابات، فضلاً عن صمتها أمام تقارير تلك الشركة قبل إجراء الانتخابات، التي تؤكد عدم دقة المعلومات لدى أجهزة التسريع، أثناء تجربة المحاكاة الثالثة، وهذا الأمر بحد ذاته يعد مثيراً للشكوك".
وكتب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" في العراق فالح الفياض في 24 تموز 2021، في تغريدة على تويتر: "نرى أن بلاسخارت تجاوزت الدور المهني لها، وأصبحت ورقة في الملعب السياسي العراقي".
كما عبَّر زعيم تحالف الفتح هادي العامري لدى لقائه بلاسخارت في 25 الماضي، عن استيائه من مدحها المفوضية العليا للانتخابات، على الرغم من أن إدارة الأخيرة كانت في رأيه "سيئة وكان عدم مصداقيتها أو شفافيتها واضحاً جداً".
وأضاف العامري: "نحن لا نريد منكِ انتقادها علناً ولكن لا داعي لهذا المدح غير المبرر"، مشيراً إلى أن "بلاسخارت لم تتصرف كممثلة للأمم المتحدة لمساعدة العراق بحسب مهمات البعثة"، ووجه إليها الحديث قائلاً "بل تتصرفين كمندوب سامٍ وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً". وختم قائلاً "نأسف لحديثكم غير الموفق الذي أدى إلى تعقيد المشهد الانتخابي ونسف الحل السياسي".
كذلك اتهم عضو المكتب السياسي لتنظيمات عصائب أهل الحق سعد السعدي، بلاسخارت بالمشاركة في التلاعب بنتائج الانتخابات قائلاً في تصريحات إن "المسؤولة الأممية أوصلت رسالة إلى مفوضية الانتخابات العراقية مفادها بأنها لن تعترف بالنتائج إذا تغيّرت بعد النظر في الطعون. وتابع أنها "نقضت ما وعدت به، في إحاطتها لمجلس الأمن الدولي، وهذا يُعد انقلاباً على ما طرحته أمامنا"، مبيناً أنها سبق أن وعدت بدراسة أدلة التزوير التي قدمها الإطار التنسيقي وتقديمها إلى مجلس الأمن".
كما صرَّح عضو ائتلاف دولة القانون رسول راضي في 30 الماضي، بأن "كل الاعتراضات المقدمة لم يؤخذ بها"، وأن "بلاسخارت كانت مُصرة على استبعاد بعض القوى السياسية، والحل الآن بيد المحكمة الاتحادية الملزَمة بالمصادقة على النتائج، ولا بد من العودة إلى الحكومة التوافقية في حال مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج".
من جهة أخرى، أشاد عماد جميل، عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات العراقية، بأن "ما صرَّحت به بلاسخارت يُعد دليلاً على نزاهة الانتخابات، وأن الدعم الدولي ليس بجديد، بل مستمر منذ انتهاء العملية الانتخابية".
أما زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، فرحب بإحاطة بلاسخارت، بقوله إن "تصريحات أممية جديدة في ما يخص الانتخابات العراقية تبعث الأمل، وتوصيات أممية جيدة، ننصح باتباعها والابتعاد عن المهاترات السياسية والعنف وزعزعة الأمن". وأضاف "من أهم ما صدر عن مبعوثة الأمم المتحدة أن لا وجود لأدلة على تزوير الانتخابات".