بغداد اليوم - ترجمة

مع اقتراب موعد انسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2021، تساءل تقرير اعدته وكالة انباء "تشيخوا" الصينية عما اذا كان الانسحاب حقيقيًا أم لا.

واشار التقرير الذي ترجمته (بغداد اليوم) ، الى انه "في تموز، عقدت الولايات المتحدة والعراق جلسة حوار استراتيجي، اتفق خلالها البلدان على سحب جميع القوات القتالية الأمريكية من العراق بحلول 31 كانون الاول.لكن لا يزال الانسحاب غير مؤكد"

يُذكر ان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية ، تحسين الخفاجي ، قال في تشرين الثاني "إنه لا توجد قاعدة عسكرية للقوات الامريكية باستثناء قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار وإن معظم القوات المقاتلة غادرت العراق ولم يبق سوى المستشارين والعاملون في مجال المخابرات والاستطلاع والتدريب،وأنهم سيغادرون خلال 15 يوما"

واضاف التقرير، ان "هناك عدد من السياسيين يشككون في الانسحاب لأنهم يعتقدون أن القوات الأمريكية في العراق مرتبطة بمصالح وخطط الولايات المتحدة في العراق والمنطقة بأكملها"

وقال ناظم الجبوري ، المحلل السياسي العراقي في المنتدى العربي لوكالة أنباء (شينخوا)إنه "لن يكون هناك انسحاب حقيقي للقوات الأمريكية من العراق ، لا بعد 15 يوما ولا نهاية العام الحالي "مضيفاً"سيكون هناك تغيير باسم وجود هذه القوات فقط ".

وتابع الجبوري قائلاً إن "العراقيين يدركون أن وجود القوات الأمريكية في العراق سيلعب دورا كبيرا في تدهور الأمن في العراق وزعزعة استقراره ، لذلك هناك ضغوط كبيرة على الأمريكيين للانسحاب من الحكومة العراقية ومجلس النواب ، الأمر الذي أصدر في 5 كانون الثاني 2020 قرارًا يدعو إلى انسحاب كامل للقوات الأمريكية.
علاوة على ذلك ، قام الشعب العراقي بمظاهرات حاشدة منددة بالوجود الأمريكي"

ولفت الى ان "الأمريكيون يريدون خداع العراقيين بالقول إن وجود قواتهم جزء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وأحيانًا بتغيير اسم مهام قواتهم المتبقية من القتال إلى التدريب والاستشارة"

واضاف ان "استمرار وجود القوات الامريكية يرفضه العراقيون حيث فتحت بعض الاطراف الباب امام المتطوعين للانضمام الى صفوفها لمحاربة القوات الامريكية بعد منتصف ليل 31 كانون الاول".

وبهذا الصدد ايضاً ، قال الخبير السياسي ، صباح الشيخ،  لوكالة أنباء شينخوا إن "أنشطة القوات الأمريكية على الأرض وفي الجو ، إضافة إلى بناء أكبر سفارة أمريكية في العالم في بغداد ، تشير إلى عدم وجود نية لديهم لسحب قواتها من البلاد"

واضاف"الحديث عن بقاء القوات الأمريكية لتدريب القوات العراقية كذبة كبيرة لأن التدريب يفترض أن يكون على أسلحة ومعدات جديدة ، وقد مرت القوات العراقية بتلك التجربة قبل 2014 عندما فشلت القوات الأمنية في إيقاف مسلحي تنظيم داعش"
وتابع الشيخ "لقد انتهى بهم الأمر بتشكيل تحالف دولي مناهض لتنظيم داعش".

وختم"يدرك العراقيون جيدا أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية والتدخل المستمر في شؤونه الداخلية ، والذي أدى إلى سنوات من الصراعات الدموية بين الفصائل العراقية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ، لن ينتهي دون الانسحاب الكامل وانهاء تواجدهم العسكري "