إرث الرؤساء الأربعة يخلف الفوضى.. مستقبل الوجود الأمريكي بالمنطقة والعراق في وجود خاسر
سياسة | 20-11-2021, 23:06 |

بغداد اليوم - ترجمة
قال الخبير والمحلل السياسي الأسترالي تيم أندرسون، إن انسحاب واشنطن السريع للقوات من أفغانستان يسلط الضوء على الاتجاه المتمثل في وجودها واحتلالها للعراق وسوريا .
وقال البروفيسور أندرسون في مقابلة نشرتها صحيفة فارس الايرانية وترجمتها (بغداد اليوم) إن "الإخفاقات المتعددة وتكاليفها، التي أدت إلى فكرة الانسحاب الاستراتيجي الجزئي من افغانستان، جادل بها ترمب بقوة في عام 2016 ، لقد ورث بايدن بوش وأوباما وترمب خطة الشرق الأوسط الجديد ومعها الجدل الداخلي حول ما يجب فعله حيال سلسلة الحروب الفاشلة ".
واضاف ان "انسحاب واشنطن من أفغانستان هو الخطوة الأولى في تراجع استراتيجي أوسع وجزئي ، ليس فقط من أفغانستان، بل من الحروب الفاشلة ضد العراق، اضافة الى سوريا واليمن"
وتابع ان "هذا التحول يفتح أيضا خلافات بين واشنطن وإسرائيل، كلاهما يريد نزع قوة إيران زعيم كتلة المقاومة الناشئة ومع ذلك فقد تقبل الولايات المتحدة في النهاية الانسحاب من احتلالها المباشر في العديد من البلدان بضمنها العراق، اعتماداً على الإرهاب بالوكالة، والهجمات الصاروخية والحرب الاقتصادية وتفويض أدوار أكبر لزعزعة الاستقرار للسعوديين وتركيا ووكلاء داعش".
وأوضح انه "ربما كان الصوت الأمريكي الأكثر وضوحا للتراجع الاستراتيجي هو العقيد السابق والمؤرخ العسكري دوغلاس ماكجريجور، الذي عينه ترمب مستشارا خاصا في أواخر عام 2020، حيث قال مكجريجور مؤخرا لشبكة فوكس نيوز إنه "على الرغم من بعض الحجج المضادة، لم يكن لدى الولايات المتحدة المصلحة الاستراتيجية بالبقاء في العراق، انتهت الحرب وخسرناها".
وأضاف، "إيران منتصرة في الوقت الحالي، يمكن ترك تركيا لتنافس إيران للسيطرة على سوريا والعراق، لكن المصالح الأمريكية تبدأ بخط يمتد عبر الجزء العلوي من إسرائيل والأردن والمملكة العربية السعودية وحول الكويت وصولاً إلى منتصف منطقة الخليج ".
ولفت أندرسون الى أن "هذه الحجة سادت في انسحاب نظام بايدن من أفغانستان. ولا شك أن احتلال العراق يخضع لمراجعة مماثلة".
وأشار الى ان "الاحتلال السوري والعراقي الفاشل هش ومترابط بشكل وثيق، وفي رأيي سينهار خلال العام المقبل أو نحو ذلك، بينما كانت إدارة بايدن ترسل رسائل متضاربة بشأن سوريا، يبدو أيضا أنها تتراجع عن موقف ترمب بمعاقبة الحلفاء الإقليميين الإمارات والبحرين ومنع المنظمات غير الحكومية التي ترغب في إعادة فتح العلاقات مع دمشق".
واختتم الخبير متحدثاً عن مستقبل الهيمنة الامريكية: "حيث كانت خطة الشرق الأوسط الجديد الأصلية، التي أعلنت عنها كوندوليزا رايس في القدس في عام 2006، هي تدمير كل الإرادة السياسية المستقلة في المنطقة وبالتالي تشكيل كتلة بقيادة الولايات المتحدة مع الإسرائيليين والسعوديين كملازمين، التي من شأنها إما استبعاد روسيا والصين أو على الأقل إملاء شروط المشاركة، حيث لم تسر الأمور على هذا النحو بسبب المقاومة".
ولفت الى ان "الولايات المتحدة تعرف جيدا أنها كانت تخوض حروبا خاسرة في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، ولديها القدرة على القيام بذلك لبعض الوقت لكن سيتعين عليها في النهاية مراجعة أهدافها، وأعتقد أنها ستستقر على الأرجح لزعزعة الاستقرار من خلال وكلائها ومن خلال حرب الحصار الاقتصادي التي يطلق عليها خطأ العقوبات، بينما تسحب قوات الاحتلال الخاصة بها، هذا لا يعني انسحابا من البؤر الاستيطانية في إسرائيل والأردن وقطر والبحرين، لكنه في رأيي يعني انسحابا نهائيا لقوات الاحتلال الأمريكية من سوريا والعراق واليمن".
يذكر ان تيم أندرسون حاصل على الدكتوراه وهو أكاديمي وناشط أسترالي كان محاضرا كبيرا في جامعة سيدني ومؤلفا للعديد من الكتب حول التنمية المستقلة ومناهضة الإمبريالية.