آخر الأخبار
وزير الداخلية الإيراني: لا نمتلك أي معلومات عن حالة الرئيس رئيسي "حتى الآن" خروج هاتف الرئيس الإيراني ومرافقيه عن الخدمة.. وأنباء عن مصرع بعضهم السجن 15 عاماً بحق عميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة بعد "الفيديوهات الفاضحة" النزاهة تطيح بمدير عام سابق في الصناعة حرَّر وسلَّم صكاً بمليار دينار مجلس الوزراء يصوّت على جداول موازنة 2024 ويحيلها إلى البرلمان لإقرارها

9 دول إحداها عظمى ستحضر مؤتمر بغداد.. ما الذي سيضيفه سياسياً واقتصادياً؟

سياسة | 27-08-2021, 11:13 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

جهود مكثفة على مستويات عدة تبذلها الحكومة العراقية في إطار الاستعدادات لاستضافة مؤتمر "دول جوار العراق"، أو ما بات يعرف باسم "مؤتمر بغداد للتعاون الشراكة" السبت المقبل.

ومنذ أسابيع توجهت وفود رسمية من حكومة بغداد لنقل دعوات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى قادة دول جوار العراق المزمع عقده في 28 أغسطس/آب الجاري باستثناء سوريا، وإلى دول أخرى عربية واجنبية.

الدول المشاركة

وحدد المتحدث الرسمي باسم المؤتمر نزار الخير الله" أسماء الدول التي ستشارك في المؤتمر، وهي دول الجوار العراقي تركيا وإيران والسعودية والكويت والأردن، ومصر وقطر والإمارات، إضافة إلى فرنسا، وممثلين عن جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.

ونوّه إلى أن الدول دائمة العضوية وممثلين عن الاتحاد الاوربي ودول العشرين "سيكونون مراقبين في المؤتمر وليسوا مشاركين فيه".

تكامل اقتصادي واجتماعي

ووفقا لما تتناقله وسائل إعلام محلية واجنبية عن مسؤولين عراقيين، فان المؤتمر سيركز على مناقشة عدد من الملفات لإعادة الاستقرار إلى المنطقة وخفض مستوى التوترات بين دولها، وبشكل خاص إيران والسعودية.

لكن وزارة الخارجية العراقية استبعدت أن يكون على جدول أعمال المؤتمر "بحث القضايا الإقليمية"، إنما سيركز على "التعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والدول الأخرى بما يبعث برسائل إيجابية للمؤسسات المعنية بالتنمية الاقتصادية وجلب رأس المال".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين عراقيين أن المؤتمر سيركز على أزمة المياه الإقليمية والأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان والحرب في اليمن، وكذلك التطورات الأخيرة في أفغانستان.

ويتطلع العراق حسب تصريحات رئيس وزرائه إلى أن يخرج المؤتمر بنتائج تقود إلى تكامل اقتصادي واجتماعي بين شعوب المنطقة بما ينسجم مع رؤية العراق في ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع محيطه ومع دول العالم، وبما يجعله جسرا للتواصل والتعاون بين جميع دول المنطقة.

حضور المؤتمر

ومن المتوقع حضور ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي بات مؤكدا حضوره شخصيا إلى بغداد.

وتشير تقارير (غير رسمية) إلى أن أمير دولة قطر تميم بن حمد ال ثاني سيمثل بلاده في المؤتمر الذي من المحتمل أن يكون مستوى تمثيل دولة الامارات بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إلى جانب رئيس الوزراء الكويتي ووزراء خارجية تركيا وإيران والسعودية.

وأشارت تقارير أخرى إلى احتمال حضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ممثلا لبلاده، بينما سيمثل سفراء دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي دولهم في المؤتمر.

أهداف عراقية

يحاول الكاظمي إبراز دور العراق كدولة فاعلة في محيطها الإقليمي يمكن لها أن تلعب دور "الوسيط" لحل الأزمات العالقة بين دول جواره العربي والإقليمي.

كما سيحاول في المؤتمر عكس صورة مغايرة للصورة النمطية عن العراق الذي لم يعد ثمة خلاف على أن أراضيه باتت بيئة خصبة للتدخلات الخارجية والنفوذ الإقليمي الإيراني على وجه التحديد، إضافة إلى العجز عن معالجة الأزمات الداخلية المتراكمة، الاقتصادية والأمنية.

وتلتقي الدول المدعوة إلى المؤتمر على رؤية مشتركة حول تهديدات التنظيمات الإرهابية على أمنها القومي.

لذلك فإنه من المحتمل مناقشة مواضيع تتعلق بالتنسيق المشترك بين تلك الدول في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

متغيران رئيسيان

وشهد العام 2021 متغيران رئيسيان يلعبان دورا أساسيا في صياغة تحالفات دول المنطقة وإعادة بناء علاقاتها مع بعضها البعض بعد وصول الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض وسياساته في الانسحاب التدريجي من ملفات المنطقة، وصعود حركة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان والتداعيات المحتملة على استقرار دول المنطقة وامنها.

كما أن بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة والتي ستشارك في المؤتمر تتخوف من احتمالات توصل واشنطن إلى اتفاق مع ايران حول ملفها النووي دون الأخذ بالحسبان ما يتعلق بالتهديدات المحتملة للبرنامج الإيراني لتطوير الصواريخ البالستية على هذه الدول.

 أيران والسعودية

وتتجه انظار المراقبين إلى مستوى تمثيل كل من ايران والسعودية في المؤتمر.

ويستثمر العراق موقعه الجغرافي العازل بين إيران والسعودية أولا وكونه ممرا لنشاطات الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا ثانيا، ووجود جماعات شيعية مسلحة حليفة لإيران تنشط في تهديد أمن السعودية بتوجيهات إيرانية ثالثا.

وهناك عوامل أخرى تجعل من العراق بلدا فاعلا في التوترات بين السعودية وإيران، وإمكانية أن يلعب دورا في تقريب وجهات نظر البلدين بعد إشارات واضحة برغبتهما في تطبيع العلاقات الثنائية، أو على الأقل تخفيف حدة التوترات بينهما.

سبق للعراق أن استضاف خلال ابريل/ نيسان الماضي عدة جولات من المباحثات بين ايران والسعودية، مع تطلع الدولتان إلى مزيد من اللقاءات والمباحثات لخفض التوتر في علاقاتها منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران أوائل 2016 بعد إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صرح في 28 أبريل/ نيسان الماضي، أن بلاده ترغب في إقامة علاقات "طيبة ومميزة" مع إيران التي أبدى رئيسها الجديد "إبراهيم رئيسي" في حفل تنصيبه رئيسا لإيران 5 أغسطس/آب، مد يد الصداقة والأخوة لدول الجوار، ورغبة بلاده بحل أزمات المنطقة عبر إجراء حوار إقليمي.

من المرجح أن يركز العراق على رفضه ان تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات أو الصراعات بين الدول أو أن تكون أراضيه منطلقا للعدوان على دول أخرى، مثل الضربات التي تعرضت لها السعودية.

ويمكن للحكومة بدلا من مناقشة مثل هذه القضايا في مؤتمر دولي، أن تتخذ إجراءات معينة للحد من مثل هذه الصراعات التي تنفذها في الغالب مجموعات شيعية مسلحة مرتبطة بإيران وتتبع رسميا للحكومة العراقية.

تدخلات خارجية

ومع حجم التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للعراق، سيكون على حكومة الكاظمي استغلال فرصة عقد المؤتمر للدفع باتجاه تحجيم التدخلات الإيرانية تحديدا والتي حولت العراق إلى بلد يُنظر إليه كجزء من النفوذ الإيراني، ومنطلق للاعتداء والعدوان على دول الجوار انطلاقا من أراضيه عبر المجموعات المسلحة الحليفة لإيران.

كما يمكن أن يشجع الحضور العربي حكومة الكاظمي على المزيد من الانفتاح على المحيط العربي للعراق، في ذات الوقت اتخاذ إجراءات مدعومة من تلك الدول لاستعادة سلطة الدولة العراقية المرتهنة في جزء مهم منها للقوى السياسية والمسلحة الحليفة لإيران.

سيشكل "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" خطوة مهمة على طريق الحوارات والاجتماعات الثنائية بين الدول المشاركة التي تشهد علاقاتها أزمات وتوترات على مدى سنوات، بالإضافة إلى إمكانية التوصل إلى رؤية مشتركة لوقف الصراعات في سوريا واليمن، وهي صراعات تشارك فيها بعض الدول المشاركة في المؤتمر كأطراف فاعلة.