لا يعرفها الجميع.. (بغداد اليوم) تنشر حقائق عن الإبادة الأيزيدية في العراق
سياسة | 18-07-2021, 13:19 |
بغداد اليوم - تقرير : محمود المفرجي الحسيني
لم يمر العالم الحديث عن فاجعة وابادة جماعية بحق اقلية دينية بالعالم، كما مر على المكون الديني الايزيدي من خلال الجريمة التي ارتكبها داعش الإرهابي في مطلع شهر آب من العام 2014 والتي توزعت ما بين القتل ،الذبح ، الحرق ، الإغتصاب ، السبي ، التفجير والتهجير التي طالت كلا الجنسين من أبناء المجتمع الايزيدي بمختلف فئاتهم العمرية.
واحصى الباحث الايزيدي عيسى سعدو، 74 إبادة جماعية طالت أبناء قومه على مر تاريخه بدءا من الابادات الجماعية والفرمانات على يد العثمانيين وانتهاء بداعش.
وقال لـ (بغداد اليوم)، ان "مطلب الأيزيديين وما زال هو الإعتراف بأن ما فعله داعش ضد أبناء الديانة الايزيدية هو إبادة جماعية ، لكن ليس بالكلام فحسب وإنما أن يرافق هذا الإعتراف جهد حقيقي يشعر به الأيزيديون على الأرض".
وعدّ "الإعتراف البلجيكي والهولندي بالإبادة الأيزيدية مؤخرا ، أنه أعاد القضية الى الواجهة ، فقد تمثل هذا الإعتراف بتصويت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البلجيكي على مقترح قانون يقر بالإبادة الايزيدية وكان ذلك في نهاية حزيران / يونيو من العام 2021".
وأشار الى، ان "البرلمان الفرنسي في مقدمة الجهات التي إعترفت بالابادة الايزيدية في الأيام الأخيرة من عام 2016 وطالب وقتها من حكومة بلاده الى "العمل مع مجلس الأمن لنقل ملف التحقيق الى المحكمة الجنائية الدولية ".
وتابع، ان "الايزيديين اعتبروا ان مجرد الإعتراف بالابادة بحقهم إنجاز معنوي فضلا عن أن هذا الإعتراف هو بمثابة "وثيقة تأريخية" تخلد مأساة الايزيديين ومظلوميتهم ، مستذكرين الابادات والفرمانات السابقة ضد الايزيديين وكيف اندثرت الأدلة عليها وأخذ العبر منها".
من جهته عبر مراد إسماعيل ، المدير التنفيذي السابق في منظمة يزدا المدافعة عن حقوق الايزيديين، عن أمله أن ينعكس إعتراف الدول بالابادة الأيزيدية إيجابا على واقع الايزيديين من الناحية الاقتصادية في إعادة إعمار سنجار، ومن ناحية محاكمة المشاركين في الابادة الايزيدية وفي إنشاء محكمة دولية لهذا الغرض ".
ولفت إسماعيل في تصريح لـ (بغداد اليوم)، الى "أهمية أن تعمل الأطراف الأيزيدية على استحصال إعتراف من كل من الصين وروسيا والمانيا بأن ما حدث للايزيديين إبادة جماعية لكون هذه الأطراف مؤثرة في القرار السياسي العالمي إضافة الى كونها قوة إقتصادية ضخمة ممكن أن تساهم في إعادة إعمار سنجار وتسهسل عودة الايزيديين ".
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة آخر إحصائيات عن الإبادة الايزيدية في 25 شباط 2021، ، بينت فيها ان عدد الايزيديين في العراق نحو 550,000 نسمة ، وعدد النازحين من جراء غزوة داعش نحو 360,000 نازح وعدد الذين رجعوا الى سنجار يقدر بـ 150.000 شخص، في حين ان عدد الشهداء في الايام الاولى من الغزوة 1293 شهيد، وعدد الايتام التي افرزتها الغزوة 2745، وعدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 82 مقبرة جماعية إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية، وعدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش 68 مزار ا، وعدد الذين هاجروا الى خارج البلد يقدر تقريباً بأكثر من 100 الف مهجر، وعدد المختطفين 6417 منهم : الاناث 3548 والذكور 2869، وعدد الناجيات والناجين من قبضة داعش الإرهابي 3545 ، منهم : النساء : 1205، والرجال : 339 ، والأطفال الإناث : 1045، والأطفال الذكور : 956.
اما الباقزن 2768 منهم : الاناث : 1298، والذكور : 1470.
وطالب قائممقام قضاء سنجار، محما خليل علي آغا، البرلمان العراقي بحذو حذو برلمان كردستان والبرلمانات الاوروبية والعالمية، بالاعتراف بجيونوسايد الايزيديين قبل انقضاء الدورة البرلمانية الحالية.
وقال خليل في بيان، اليوم الاحد، ان "برلمانات كردستان و(اميركا، بريطانيا ، البرلمان الاوروبي ، الامم المتحدة ، أرمينيا، ، كندا، اسكتلندا، استراليا، البرتغال، بلجيكا، هولندا وفرنسا)، اعترفت بجيونوسايد الايزيديين".
وأضاف، ان "التصويت والاعتراف جيونوسايد الايزيديين من قبل البرلمان العراقي، هو بمثابة رد الكرامة الى أهلها وتخفيف سلسلة معاناتهم التي بدأت في 3-8 -2014 ومستمرة لحد الان باستهدافهم بشريا وجغرافيا واقتصاديا وخدميا، مشيرا ، الى "وجود صراع في مناطق الايزيديين تدخلت عليه اجندات دولية، بوسط غياب الحلول الوطنية في هذا الظرف العصيب الذي افقد الايزيديين الثقة في الاستقرار واعمار مناطقهم".
ودعا الى "منح الايزيديين حقوقهم القانونية والدستورية، وتطبيق اتفاقية سنجار، التي من شأنها اخراج المجاميع المنفلتة المسلحة الخارجة عن القانون والسيطرة على سلاحها المنفلت وطرد القوات غير الشرعية التي أتت من خارج الحدود واستحوذت على جغرافية سنجار حتى يعود النازحين الى مناطقهم، اذ ان هناك 75 بالمائة من الايزديين هم مازالوا في خيم النزوج رغم اقبالهم على العام السابع من الفجيعة الكبرى المتمثلة بابادتهم من قبل عصابات داعش الإرهابي".
كما دعا الحكومة الى "إيجاد حلول استراتيجية واقعية لهذه المعاناة الإنسانية، من اجل عودة الايزيديين الى ديارهم ، الذي لن يكون الا عبر خطوات أولها اعتراف البرلمان الاتحادي العراقي بجوناسيد الايزيدين لانه سيكون مكسب للإنسانية والعراق ومكسب للأقليات الدينية في حضارة وادي الرافدين حتى لا تخلوا هذه الحضارة من الأقليات".
ودعا أيضا "شركاءنا في الوطن من القامات العراقية والمرجعيات الدينية والكتل السياسية الاصطفاف حول الايزيديين لمعالجة جراحهم العميقة ومساندتهم".
وختاما ... من الضروري أن يبقى ملف الإبادة الأيزيدية في إطاره الإنساني السامي وأن تكون مشاريع القوانين التي تقدم الى البرلمانات العالمية في صالح الأيزيديين ومظلوميتهم وبعيدة عن اي تأثيرات سياسية من الساحة العراقية ويجب أن لا يتم قبول بأن يكون ملف الإبادة ورقة إستغلال لطرف معين على حسابهم .