تفاصيل اليوم الأول لزيارة البابا التاريخية إلى العراق
سياسة | 5-03-2021, 22:27 |

بغداد اليوم- بغداد
بعد طول أنتظار استمر لعقود طويلة، حطت طائرة البابا فرنسيس في مطار بغداد الدولي ظهر اليوم في زيارة هي الأولى من نوعها على مر التأريخ، ليكون رئيس الوزراء وعدد كبار من المسؤولين بانتظاره واستقباله بمراسيم رسمية جرت على أرض الرافدين.
واستهل البابا زيارته بلقاء منفرد مع رئيس الوزراء في أحدى قاعات مطار بغداد الدولي ، لينطلق فيما بعد مع موكبه الرسمي إلى قصر بغاد للقاء رئيس الجمهورية برهم صالح.
وبعد ذلك، تم استقباله في حفل رسمي بالقصر الجمهوري في العاصمة بغداد، والتقي رئيس الجمهورية برهم صالح في قصر الرئاسة، وبعدها جري لقاءً مع السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في قاعة القصر الجمهوري.
وشهد اللقاء القاء كلمة لرئيس الجمهورية ومن ثم كلمة للبابا على هامش اللقاء.
وقال صالح في كلمته، إن العراق لن يقبل بممارسة الإرهاب باسم الدين، لافتا إلى أن العراقيون يستحقون مستقبلا أفضل، فيما أشار إلى أن "العراقيين يفخرون بتاريخ طويل من التعايش الديني بين مختلف الطوائف".
واعتبر أن "العمل لاستئصال الإرهاب والفكر المتطرف وغرس قيم التسامح والتنوع مطلب ملّح، وهو في غاية الأهمية لمستقبل أجيالنا".
وأضاف أن الشعب العراقي "كان ضحية لحروب عبثية وسياسات وقمع شمل كافة المواطنين من مختلف الأديان والطوائف والانتماءات"، لافتا إلى أنه "لا بديل عن عراق مستقل بسيادة كاملة لمستقبل مزدهر".
ودعا إلى عودة المهجرين بما فيهم المسيحيين الذين هجروا العراق، مشيرا إلى أهمية العمل على "إعادة هؤلاء دون إكراه وعبر مغريات كاستتباب الأمن والتنمية الاقتصادية".
وقال رئيس الجمهورية: مسيحيو الشرق أهل هذه الأرض وملحُها، فلا يمكن تصور الشرق بلا المسيحيين، ان استمرار هجرة المسيحيين من بلدان الشرق ستكون له عواقب وخيمة على قدرةِ شعوب المنطقة نفسها في العيش المشترك.
من جهته دعا البابا فرنسيس، المجتمع الدولي إلى دعم جهود السلام في العراق، وفيما شدد على ضرورة وضع حد لانتشار الأسلحة في كل مكان، أكد على ضرورة الاستماع لصوت البسطاء والفقراء، حسب قوله.
ووجه البابا في كلمة له القاها بقصر السلام في بغداد، "الشكر لرئيس الجمهورية برهم صالح على دعوته لي لزيارة العراق"، مضيفا: "إني ممتن لإتاحة الفرصة لي لان أقوم بهذه الزيارة، التي طال انتظارها الى هذه الأرض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطا وثيقا، من خلال النبي إبراهيم والعديد من الأنبياء".
وأضاف البابا، أنه "على مدى العقود الماضية، عانى العراق من كوارث الحروب وآفة الإرهاب، ومن صراعات جلبت الموت والدمار، ولا يسعني الا ان اذكر الايزيديين، الضحايا الأبرياء للهجمة عديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".
ودعا البابا فرنسيس، المجتمع الدولي إلى أن "يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل الشرق الأوسط"، مبينا أن "التحديات المتزايدة تدعو الاسرة البشرية بأكملها في التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليمية التي تهدد استقرار هذه البلدان".
وأكمل البابا، أن "العراق مدعو إلى أن يبين أن الاختلافات يمكن أن تتحول إلى تعايش ووئام، ويجب تشجيع الحوار، وندعو إلى الاعتراف بكل المجتمعات والاتجاهات".
ودعا البابا فرنسيس السياسيين إلى "التصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة"، مشددا على ضرورة "بذل الجهود لخلق فرص اقتصادية وتربوية وإجادة أعمال البناء من أجل نتيجة أفضل".
وأضاف، أن "جائحة كورونا تسببت في تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية وهي تتطلب جهوداً مشتركة"، مشيرا الى أهمية وجود "توزيع منصف للقاحات، كما علينا الخروج من محننا بطريقة توحد ولا تفرق".
وأكمل: "صلينا لسنوات من أجل سلامة العراق، كفى عنفاً وتطرفاً وعدم تسامح، ولنضع حداً لانتشار الأسلحة في كل مكان ولنوقف المصالح الخاصة ولنعط مجالاً للتسامح"، مشددا على ضرورة أن "نتصدى للتوترات الإقليمية التي تعرض البلدان للخطر".
وتابع البابا فرنسيس: "أشجع الخطوات الإصلاحية المتخذة في العراق"، مبينا أن "تلبية الاحتياجات الأساسية للكثير من الإخوان تجلب السلام الدائم، والديانة يجب أن تكون بخدمة السلام والإخوّة، كما أنه يجب العمل من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم".
وعند الساعة الرابعة و40 دقيقة عصراً، التقي البابا الأساقفة والكهنة والرهبان والمكرّسين والإكليريكيين وعلماء التعليم في كاتدرائية "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك في بغداد.
وقال بابا الفاتيكان في كلمة من كنيسة سيدة النجاة في بغداد انه يفكر بالشباب العراقيين، مؤكدا ان الصعاب جعلت الكثير من العراقيين يهاجرون بلدهم.
واضاف "شباب هذا البلد هم ثروة المستقبل، وهم جوهر العراق، يجب الاعتناء بهم وتلبية ما يريدوه".
وتابع "انا افكر بشباب العراق، بما يعانوه جراء الحروب والدمار".
ووصل البابا فرنسيس الى كنيسة سيدة ،النجاة اليوم الجمعة، في منطقة الكرادة وسط بغداد.
وقال مراسل (بغداد اليوم)، إن البابا وصل كنيسة سيدة النجاة الواقعة بمنطقة الكرادة وسط بغداد لتأدية القداس وبحضور عدد كبير من العوائل المسيحية.
وشهدت كنيسة النجاة مجزرة إرهابية، اقدم على ارتكابها تنظيم القاعدة في 31 تشرين الأول، 2010 عندما اقتحموها أثناء أداء مراسيم القداس. انتهت الحادثة بتفجير المسلحين لأنفسهم وقتل وجرح العشرات ممن كانوا داخل الكنيسة.
أما يوم السبت، فمن المقرر أن يجري زيارة إلى محافظة النجف، ويلتقي المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني، عند الساعة التاسعة صباحاً، وبعدها يغادر إلى الناصرية، ويلتقي بين الأديان في سهل أور، ومن ثم يرجع إلى مطار بغداد الدولي عند الساعة الواحدة و20 دقيقة ظهراً، وفي الساعة السادسة مساءً يقيم البابا قداساً في كاتدرائية القديس يوسف الكلدانية في بغداد.
ويوم الأحد المقبل، يغادر البابا إلى أربيل، ويرحب به رئيس إقليم كردستان مسرور بارزاني بعد الساعة الثامنة صباحاً، ويلتقي كبار الشخصيات في مطار أربيل، والسلطات الدينية والمدنية، وبعدها في الساعة التاسعة، يغادر بالطائرة إلى الموصل.
وفي الموصل عند الساعة العاشرة صباحاً، يقيم البابا صلاة حق الاقتراع لمتضرري الحرب في حوش البياع (ساحة الكنيسة) بالموصل، ومن ثم ينطلق بالمروحية إلى قرقوش، ليزور في الساعة11,30 صباحاً مجتمع قرقوش في كنيسة "الحبل بلا دنس" في قرقوش، وعند الساعة 12,15 ظهراً ينتقل إلى أربيل.
وعند الساعة الرابعة عصراً يكون البابا في ملعب "فرانسو الحريري" بأربيل، وفي الساعة السادسة وعشر دقائق مساءً يغادر إلى مطار بغداد الدولي، ويوم الاثنين يغادر عند الساعة التاسعة و40 دقيقة صباحاً بالطائرة إلى روما.
ولاقت زيارة البابا إلى العراق، ترحيبا دوليا، لما لها من أبعاد تاريخية وحضارية، وضرورة التلاحم والسلام بين أبناء الأديان في هذا البلد.
وعلق شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الجمعة، على زيارة بابا الفاتيكان التاريخية للعراق معتبرا إيها رسالة سلام وتضامن.
وقال شيخ الأزهر زيارة أخي البابا فرنسيس التاريخية والشجاعة للعراق العزيز تحمل رسالة سلام وتضامن ودعم لكل الشعب العراقي.
كما دعا الدكتور أحمد الطيب للبابا بالتوفيق في رحلته، وأن تحقق هذه الرحلة الثمرات المأمولة على طريق الأخوة الإنسانية.
وتعد هذه هي الرحلة رقم 33 للبابا إلى خارج إيطاليا، ومن المقرر أن يعود إلى روما صباح يوم الاثنين، حسبما ذكرت "رويترز".