’’البنتاغون" تكشف أسرار "المتطرفين البيض" في الجيش الأميركي
عربي ودولي | 25-02-2021, 17:36 |
بغداد اليوم - متابعة
يرسم تقرير عن "التطرف" تم إعداده بتكليف من وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون"، وحصلت "سي إن إن" على نسخة منه، واقعاً مزعجاً لحجم نشاطات "المتطرفين البيض" في صفوف الجيش الأميركي، ويقدم توصيات لتحديد المحليين منهم على نحو أفضل، ومنعهم من العمل.
ويروي التقرير، من بين وقائع أخرى، تفاصيل حالة أحد عناصر الحرس الوطني السابقين، الذي ينتمي لإحدى جماعات النازيين الجدد الخطيرة، ويتفاخر بأنه كان يناقش آراءه المتطرفة علناً أثناء وجوده في الخدمة.
ويصف التقرير، كيف يتعرف أفراد الجيش على أقرانهم العنصريين من خلال الوشوم الفاشية والشعارات المطبوعة على القمصان.
المباهاة بـ"التطرف"
وأفاد التقرير، الذي يعود تاريخه إلى أكتوبر الماضي، بأن "الآراء المتطرفة ليست واسعة الانتشار"، مؤكداً خطورة المشكلة، إذ أن "الأفراد الذين ينتمون إلى جماعات متطرفة، ولديهم خبرات عسكرية، يمثلون تهديداً للأمن القومي الأميركي، بسبب قدرتهم على القيام بأعمال بالغة التأثير".
ويقدم التقرير، توصيات بشأن كيفية الاستعانة بوكالات حكومية أخرى، مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي، لمعرفة "ما إذا كان المجندون مرتبطين بجماعات متطرفة أثناء عمليات التدقيق والتجنيد"، كما يُبرز بعض أسباب استهداف هذه الجماعات لأعضاء الجيش، والطرق التي ينتهجونها في تجنيدهم.
ويذكر التقرير، أن أعضاء الجيش الحاليين والسابقين يمثلون هدفاً أساسياً لـ"الجماعات المتطرفة"، إذ يمنحونها الشرعية، ويقدمون لها "الخبرة القتالية والتخطيطية" اللازمة لتنفيذ هجماتها.
وبينما يُحظر على أفراد الجيش "المشاركة في، أو مناصرة، الأيديولوجيات المتطرفة، كأيديولوجيا تفوق الجنس الأبيض"، لا توجد في الوقت الحالي قواعد أو لوائح عسكرية رسمية تطالب الأعضاء المحددين كـ"متطرفين محليين" أو "عنصريين بيض" بترك الخدمة، إلا في سلاح البحرية، ويشدد معدو التقرير على ضرورة إضافة هذه اللائحة إلى جميع أفرع القوات المسلحة.
ويتضمن التقرير، حالات فجة لعسكريين يروجون لمعتقداتهم علناً على منصات التواصل، ففي صورة عن محادثة على المنتدى الإلكتروني "إيرون مارش" الخاص بإحدى جماعات النازيين الجدد التي كانت موجودة في السابق، يتباهى المؤسس المشارك لجماعة تدعى "كتيبة أتومويفين"، والذي خدم في الحرس الوطني في فلوريدا، بنشر آرائه أثناء وجوده في الخدمة.
وتلفت "سي إن إن" إلى أن كلمة "أتومويفين" الألمانية تعني "سلاح ذري".
منهجية التجنيد
وتشير "سي إن إن"، إلى أن هذه "المحادثات متضمَنة في قسم مخصص من التقرير للجماعات الإرهابية المحلية المرتبطة بالجيش، وتتمسك جميع الجماعات المشار إليها في هذا القسم بمعتقدات عنصرية بيضاء وقومية بيضاء".
وتبين هذه المحادثات كيف يتحدث أعضاء هذه الجماعات مع آخرين داخل صفوف الجيش عن معتقداتهم، وكيف يعثرون على آخرين داخل الجيش يؤمنون بمعتقدات مشابهة.
وفي محادثة أخرى على منتدى "أيرون مارش"، يسأل أحد المستخدمين عن الطريقة التي يلتقي بها العسكريون بآخرين يؤمنون بمعتقدات مشابهة داخل الجيش، فيجيبه أحدهم، وفقاً للتقرير: "من بين الطرق الجيدة التي يعثر بها العسكريون على يمينيين آخرين، ارتداء قمصان تحمل شعارات فاشية مبهمة، فعلت ذلك عندما ارتديت قميصاً يحمل جمجمة".ويذكر التقرير: "يستخدم أعضاء الجماعات المتطرفة والمتطرفين المحليين غير المنتمين، وشوماً كوسيلة للتواصل وإثبات الالتزام بالقضية والمعتقد، وعلى الرغم من أن تفسير معنى ودلالة هذه الوشوم يستغرق الكثير من الوقت، إلا أنها عملية مهمة للغاية".
"فحص التطرف"
وتركز توصيات التقرير على الطرق التي يستطيع من خلالها القائمون على اختيار المجندين في الجيش، وتمكن المحققين من التعرف على أعضاء هذه الجماعات، أثناء عملية التجنيد لمنعهم من الانضمام للخدمة العسكرية.
وبموجب القانون، لا يستطيع الجيش فرض رقابة على المواطنين الأميركيين، ومن ثم، يكتفي المسؤولون عن التجنيد بتدقيق منشورات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتقدمين، لكن على مستوى أعمق، يفيد التقرير بأنه يجب إجراء مزيد من التحقيقات بمعرفة وحدات مكتب التحقيقات الفيدرالي، أو وكالات إنفاذ القانون المدنية الأخرى.
ويركز التقرير، حسبما أفادت "سي إن إن"، على طريقة استبعاد الأفراد الذين "يمارسون سلوكيات متطرفة قبل انضمامهم للخدمة العسكرية"، لكنه لا يركز على كيفية التعامل مع هذه المشكلة في الأعضاء الحاليين.
ويمثل التعرف على الوشوم الخاصة بـ"العنصريين البيض"، والرموز التي تحملها ملابسهم، أمراً بالغ الأهمية. وتتراوح هذه الرموز من الصور، مثل صور الصليب المعقوف، والجماجم وغيرها، إلى الأرقام والعبارات التي تمثل جميعها، أفكاراً مختلفة ووجوه متباينة للأيديولوجيات العنصرية.
وعلى الرغم من تعاون الجيش مع "وحدة تحليل الشيفرات وسجلات الابتزاز"، و"المركز الاستخباراتي للعصابات الوطنية" التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي، إلا أن المسؤولين عن عمليات التجنيد يواجهون بعض المتاعب في تحديد دلالة الوشوم والرموز.
ويوصي التقرير بضرورة تكثيف الاستعانة بهذه الوحدات وتقديم مزيد من التدريب بهذا الشأن للمسؤولين عن التجنيد والمحققين، إلى جانب إضافة بعض الأسئلة المتعلقة بالمعيار الأمني لتحديد الأفراد الذين يحملون معتقدات متطرفة.
قانون جديد
وفي الأسبوع الماضي، قدم بيتر أغويلار، النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا، بتشريع لتحويل توصيات التقرير إلى قانون.
وفي مقابلة مع "سي إن إن"، قال أغويلار: "ليس معنى أن وزير الدفاع الحالي يريد معالجة هذه المشكلة، أن الوزير القادم، أو الإدارة القادمة سيلتزمان بذلك. لذا أعتقد أنه من المهم أن نعيد صياغة هذه التوصيات لتكون قانوناً واضحاً".
المصدر: الشرق