مع العفو عن 4 منهم.. تفاصيل جريمة ساحة النسور التي ارتكبها عناصر ’’بلاك ووتر’’ عام 2007
سياسة | 24-12-2020, 11:00 |
![](/uploads/posts/MediaStorage/GalleryImages/143257.jpg)
بغداد اليوم- بغداد
في يوم 17 أيلول من عام 2007، أي قبل أكثر من 13 عاماً، صحا الشارع العراقي على مجزرة في وقتٍ كثرت به المجازر والحروب الأهلية، لكن هذه المرة، حدثت على يد القوات الأمريكية، التي كانت محتلة للبلاد.
المجزرة بحق المدنيين العراقيين العُزّل، حدثت بعد إقدام أربعة حراس من شركة بلاك ووتر، على إطلاق النار على المواطنين المتواجدين في ساحة النسور، مرجعين السبب إلى أن "عناصر مسلحة هاجمتهم"، الأمر الذي نفاه الشهود المتواجدون آنذاك.
وفي تشرين الأول من العام نفسه، رُفعت قضية رسمية في محكمة أمريكية ضد شركة "بلاكووتر" بخصوص حادثة ساحة النسور، نيابة عن الضحايا العراقيين، واستغرقت المحاكمة عدة سنوات، أكدت قيادات وعناصر "بلاكووتر" خلالها أن الحراس تصرفوا وفقا للتعليمات.
ووفقاً لتقرير أوردته شبكة الـ "بي بي سي" البريطانية، فإن "الحراس الأربعة، وهم بول سلاو، وإيفان ليبرتي، وداستن هيرد، ونيكولاس سلاتن، كانوا مشاركين في قافلة مدرعة، أطلقت النار بشكل عشوائي على حشد من المدنيين العزل في ساحة النسور في العاصمة العراقية".
وأُدين سلاو، وليبرتي، وهيرد، بتهم متعددة تتعلق بمحاولة القتل العمد في عام 2014، بينما أدين سلاتن، الذي كان أول من بدأ إطلاق النار، بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، ليُحكَم عليه بالسجن المؤبد، بينما حُكِم على الآخرين بالسجن 30 عاما لكل منهم، بحسب الشبكة البريطانية.
وكانت عمليات القتل في ساحة النسور، "واحدة من أسوأ الأمور في الغزو الأمريكي للعراق، ورأى العديد من العراقيين الإدانات التي تعرض لها الحراس حينها على أنها أمر نادر، حيث تمت محاسبة المواطنين الأمريكيين على الفظائع التي ارتكبت في أعقاب ذلك، لكنهم سرعان ما وصفوا قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بأنه "صفعة قاسية" وإهانة، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وعقب الإعلان عن العفو الذي صدر من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، علق محامي أحد المتهمين الأربعة الذين عُفي عنهم بالقول: "لم يكن بول سلاو وزملاؤه يستحقون قضاء دقيقة واحدة في السجن".
وأمس الأربعاء، أكدت الحكومة العراقية، أنها "ستتابع الأمر مع حكومة الولايات المتحدة الامريكيّة عبر القنوات الدبلوماسيّة لحثّها على إعادة النظر في هذا القرار"، وفقاً لبيان الخارجية العراقية.
وماذا حدث في ساحة النسور؟؟
ممثلو الادعاء، أكدوا أن قافلة بلاك ووتر، التي كانت مدججة بالسلاح، شنت هجوما غير مبرر باستخدام نيران القناصة والمدافع الرشاشة وقاذفات القنابل اليدوية، ليقول محامو الدفاع، إن "موكليهم ردوا بإطلاق النار بعد تعرضهم لكمين من مسلحين عراقيين".
وذكرت الحكومة الأمريكية آنذاك في مذكرة قُدمت بعد صدور الحكم: "لم يكن أي من الضحايا متمردا أو يشكل أي تهديد للقافلة".
كما تضمنت المذكرة بحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية، أقوال أقارب الضحايا، ومن بينهم محمد الكناني، الذي قُتل ابنه علي البالغ من العمر تسع سنوات، ليقول بعدها: "ذلك اليوم غير حياتي إلى الأبد، لقد دمرني تماماً".
وأُقر عقيد متقاعد في الجيش الأمريكي، بأن ما وصفها بالمذبحة كانت "استخداما مفرطا للغاية للقوة" و "غير مناسب تماما لكيان وظيفته الوحيدة هي توفير الحماية الشخصية لشخص ما في عربة مصفحة"، بحسب تقرير الـ "بي بي سي".
وقالت بلاك ووتر بعد الإدانات، إنها "شعرت بالارتياح لأن نظام العدالة أكمل تحقيقه في مأساة وقعت في ميدان النسور في عام 2007، مضيفة أنها "بعد أن تحولت إلى شركة اسمها أكاديمي استثمرت بكثافة في برامج تدريب الموظفين على الامتثال للأخلاقيات وبجميع قوانين الحكومة الأمريكية والحكومات المحلية".