بغداد اليوم- متابعة
الخيار الأول للذين يصابون بفيروس كورونا في روسيا، هو العلاج في المنزل، بدلا من المستشفى.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، الأحد، فإن السبب هو "مخلفات العصر السوفيتي"، إذ أنه بالرغم من مجانية العلاج في هذه المستشفيات، إلا أن كثيرين يفضلون التشخيص والعلاج الذاتي.

وتظهر استطلاعات للرأي أن الروس يشككون عموما في كفاءة الأطباء والمستشفيات الحكومية.

ونقلت واشنطن بوست عن تقرير لوكالة تاس الروسية نشر في أبريل 2019، بأن الروس ورغم توفر المضادات الحيوية والأدوية مجانا، إلا أنه يفضلون التشخيص الذاتي واختيار الأدوية الخاصة، و74 في المئة فقط يستشيرون الأطباء عندما تكون الأعراض غريبة أو خطيرة.

وعرضت الصحيفة قصصا لبعض الروس الذين أصيبوا بفيروس كورونا، ولكنهم أحجموا عن الذهاب للمستشفى أو مراجعة الأطباء خوفا على أنفسهم.

إيغور سيلايف، 50 عاما، كان قد التقط العدوى من والده أثناء نقله للمستشفى، ولكنه بعدما شعر بالأعراض، قام بشراء الأدوية التي تم علاج أعراض كورونا عندما أصيب والده بها، وقام بمعالجة نفسه.

ويشير التقرير إلى أن "عدم ثقة الروس بالنظام الصحي" وتجاهلهم لقواعد التباعد الاجتماعي تشكل تحديات لأجهزة الدولة في روسيا في محاربة انتشار فيروس كورونا.

وتسجل روسيا ما معدله 17 ألف حالة يوميا، نحو 28 في المئة منها من دون أية أعراض.

وكانت السلطات في روسيا قد فرضت عقوبات تصل إلى حد السجن، لمن يقوم بالاختلاط مع الآخرين وهو يعلم أنه مصاب بكورونا.

عدم الثقة ليست في النظام الصحي فقط، بل حتى في الإجراءات الرسمية في التعامل مع المصابين، فحتى من يعاني من أعراض طفيفة يحجم عن إجراء الاختبارات، بسبب العواقب التي يريد تجنبها، سواء كانت من خلال العزل الإجباري أو التتبع عبر الهاتف، وحتى فرض غرامات على بعضهم.

وحتى أن بعض الأطباء في روسيا، كانوا قد دعوا الناس إلى عدم الذهاب للمستشفى، إذ حذر الطبيب، أرتيمي أوخوتين، في أبريل الماضي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من أن الذهاب للمستشفى يمكن أن يكون أكثر خطورة من المرض ذاته.

كما دعا إلى عدم الخضوع للاختبار، بسبب خطر الإصابة بالفيروس أثناء الحصول على الاختبار، ناهيك عن النتائج الخاطئة التي تظهر في العديد من نتائج الاختبارات.

وإذا كانت نتيجتك إيجابية فأنت قيد الإقامة الجبرية في المنزل، وعليك تحديد أماكن تواجدك بشكل متكرر خلال اليوم، وحتى التقاط صور للك وإرسالها للسلطات.

وبلغ عدد الحالات المسجلة في روسيا 1.5 مليون شخصا، تعافى منهم 1.1 شخصا، وأعداد الوفيات تتجاوز 26 ألف شخص.