آخر الأخبار
انخفاض كبير في صادرات إيران إلى أفريقيا والدول "الحليفة" بأمريكا اللاتينية شرطة بغداد الكرخ تنفذ عملية أمنية واسعة وزير خارجية السعودية: التعاون بين طهران والرياض ضروري لمواجهة مخططات نتنياهو اعتقال 100 لغاية الان.. عملية امنية في منطقة "الاجانب والعزاب" بجانب الكرخ رغم إعلانها قطع التجارة.. تركيا ممر للنفط من آذربيجان إلى إسرائيل

كلية الطب تنتظر حسين ميري.. عامل تبديل دهن السيارات الذي تفوق على أقرانه من طلبة السادس

محليات | 8-10-2020, 11:43 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

يُمسك حسين ميري الزاملي، بيده علبة زيت سائل، فيما يلوح بالأخرى لسائق سيارة لركنها بصورة صحيحة، قبل بدء عمله في صيانة وتبديل الزيت الخاص بها.

ويواصل الزاملي (19 عاماً) الليل بالنهار لتحقيق منجز مستقبلي، ويسير على خطين متوازيين علميًا وعمليًا، إذ لم يمنعه العمل الشاق في محل تبديل دهن السيارات، من التفوق في دراسته التي بدا متميزًا فيها بعد حصوله على معدل 99.17 في السادس الإحيائي.

وتلقى الطالب حسين، تعليمه في ثانوية الرافدين، التي تبعد 25كم عن منزله الذي يقع في قرية سيد ناصر في ناحية الدغارة شمالي مركز محافظة الديوانية. 

يعيش حسين ميري، مع والده الكاسب ووالدته، ربة المنزل، وإخوته الذين يعملون عمال بناء في الديوانية، حيث يعد أحد معيلي عائلته ذات الدخل المحدود، والذي يجتهد مع إخوته من أجل سد رمق يومهم، وسط ظروف مالية ومعيشية صعبة يعيشها الكثير من العراقيين، نتيجة تفشي فيروس كورونا، والأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها العراق.

ويقول حسين ميري، لـ"بغداد اليوم"، إن "عملي في محل تبديل دهن السيارات لم يمنعني من تحقيق حلمي لتحقيق معدل عالٍ من أجل دخول كلية الطب في جامعة بغداد".

وعن اجتهاده في عمله ودراسته يقول "كنت أخرج إلى العمل منذ الساعة السابعة صباحًا يوميًا، وأعود إلى المنزل في الساعة الثانية عشر ظهرًا، وبعد نصف ساعة من الراحة، أعزل نفسي عن محيط عائلتي وأصدقائي وابدأ بمذاكرة دروسي حتى منتصف الليل"، مبينًا أن "الظروف التي عشناها كطلبة نتيجة تفشي فيروس كورونا، لم أسمح لها أن تحبط معنوياتي وتكون عثرة في طريق أحلامي". 

ظروف عائلته، لم تمنع حسين في إكمال مسيرته التعليمية وتحقيق هدفه الذي كان يطمح له منذ صباه ليكون طبيبًا ماهرًا، بحسب ما تحدث به شقيقه لـ"بغداد اليوم".

ويقول محمد وهو الشقيق الذي يكبر حسين بثلاثة أعوام في ترتيب عائلته، إن "أخي حسين كان دائما طفلًا مجتهدًا ويدرس دروسه دون أن نطلب منه، حتى وهو يعمل، لم يترك كتبه، وليس جديدًا عليه التفوق في المرحلة الثانوية"، معربًا عن "سعادته بما حققه شقيقه، وأن أصدقائه وأبناء منطقته فخورون جدا به، ونأمل أن تكتمل هذه السعادة بقبوله في كلية الطب".